تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حول الأكل من الطعام المعد لليلة المولد وكذا العمرة المخصصة له؟]

ـ[سمير زمال]ــــــــ[03 - 03 - 09, 03:01 م]ـ

السؤال

هل اكل الطعام المعد للمولد النبوي جائز ام لا؟

وكذلك عمرة المولد النبوي " والتي اصطلح على تسميتها هكذا لإرتباطها بالمولد؟

وجزاكم الله خيرا.

الجواب:

الحمد لله ربّ العالمين, والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلاّ على الظالمين, وبعد:

اعلم أخي الحبيب, هداني الله وإياك لمعرفة الحقّ والعمل به, أنّ الاحتفال بالمولد النبويّ من الأعياد المبتدعة - ولست في مقام سرد الأدلة الشرعية على بدعيته -.

فإذا تقرّر هذا فاعلم أنه قد تباينت مظاهر الاحتفال بهذا المولد, وتنوّعت, وبتمحيص النظر يظهر لي - والله أعلم - أنها ترجع إلى ثلاثة أنواع, وهي:

1 - أعمال مشروعة في أصلها:

مثل إحياء المولد بحلق الذكر وقراءة القرآن وتدارس سيرته صلى الله عليه وسلم في المساجد وغيرها.

ومن ذلك ما يسمى بعمرة المولد.

وحكم هذا القسم: أنّه من البدع الإضافية, لأنّ الشرع لا يجيز تخصيص مكان أو زمان بعبادة معيّنة إلا بدليل شرعي.

قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي, ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام"] رواه مسلم [.

فالصيام والقيام مشروعان في الأصل ولكن صار هذا الفعل مذموماً لتخصيصها بيوم لم يخصه الشرع بذلك.

2 - أعمال محرّمة في أصلها

:مثل إحياء المولد بالرقص والغناء, والمفرقعات, والشموع وغيرها من الأعمال المحرّمة.

وهذا القسم لا شكّ في تحريمه, لاشتماله على المعاصي والتبذير المذموم شرعاً.

3 - أعمال مباحة في أصلها:

مثل فعل بعض الناس من تخصيص المولد بأنواع من المأكولات والأطعمة والأشربة ونحوها.

وحكم هذا القسم: أنّه محرّم لأنه:

- لما كان هذا الاحتفال مبتدعاً كان ما يلحق به من أعمال داخل في حكمه, لأنَّ «تَوَابِعَ الشَّيْءِ مِنْهُ»، ويُلْحَقُ حكمه به جريًا على قاعدة: «التَّابِعُ تَابِعٌ».

- ولأن صنع هذه الأطعمة أو قبولها ممن أهديت له, أو أكلها, هي نوع إقرار لهذه البدعة ومشاركة لأصحابها.

- أنّ صنّاع هذه الأطعمة من خبازين وطباخين وخلافهم, متعاونون على الإثم والعدوان, ومروجون لهذه البدعة, والله تعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.

وعليه لا ينبغي للمرء أن يشارك في صنع هذه الأطعمة, ومن أهديت له فلا يقبلها ولا يأكلها, بل يردّها مع بين حكم الله فيها.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

كتبه وحرّره: أبو يزيد سليم بن صفية المدني الجزائري.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير