ـ[محمود الناصري]ــــــــ[06 - 03 - 09, 06:43 ص]ـ
أخي الفاضل أيمن بن خالد وفقه الله طلبت مني أن آتيك بكلام الجمهور
فقلت في نفسي لمَ لا اضع لأخي أيمن كلاما قاله من هو خير من الجمهور
وعليه نتوكل على الله تعالى ونقول بشكل مقتضب
أما الإثم فقلت فيه تفصيل لأن الحال قد يختلف من جاهل بالحكم وعالمٍ به أو لعالم بالحكم فأساء الفهم! وعلى افتراض وقوع الإثم، فإنه واقع من لحظة زواجك - إن كانت نية الطلاق معزومٌ عليها لا مشروطة كمثالك هنا - لأن نيتك صاحبت فعلك ولو أظهرتها لما حصل الفعل أصلاً!
قلتُ: النية التي عقدها صاحبنا هي أن يتزوج ثم يطلق بعد شهر
واتفقنا انا وأنت أن النية مضمورة في صدره ما اباحها ولا قالها
فتكون النية هكذا
1: نية الزواج
2 نية الطلاق بعد شهر
ولا يقول عاقل انها نية واحدة محضة حتى كتابة لو وضعتها باحرفها امامنا ما تصح نية واحدة
فلو قال صاحبنا
نويت اتزوج هذه الفتاة ثم اطلقها بعد شهر
صارت الجملة جملتان واحدة قبل "ثم" وواحدة بعد " ثم" فكانت نيتان وليس نية واحدة
ومثال ذلك
إن نوى رجل وقال لأركبن السيارة واسرق المتجر
يكون قد نوى نيتين
1:ان يركب السيارة
2:وأن يسرق المتجر
فاذا ركب السيارة لم ياثم وسار بها حتى وصل المتجر و لم ياثم فان سرق وقع الاثم وان سار في طريقة وتعوذ من الشيطان لم ياثم
وإن كنا اتفقنا على هذا الأمر
يكون الرجل صحيح في نية الزواج يأثم في نية الطلاق بعد شهر
والذي يهمنا هنا هو نية الطلاق بعد شهر
قلتَ أخينا الفاضل علمك الله وهداك للحق
ان صاحبنا ياثم من ساعة زواجه مستدلا بحديث انما الاعمال بالنيات
واستدلالك بهذا الدليل خطا لا يصح بارك الله بك
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى
قلت حدد رسول الله الأعمال أي إن عمل احدنا عمل انما يحاسب على عمله حسب نيته وهذا لا خلاف فيه
ولكن صاحبنا نوى الزواج فتزوج ونوى الطلاق بعد شهر فلم يطلق
فالعمل هنا متوقف ونيته مضمورة فان طلق حق الإثم عليه (لمن يقول بالإثم) وإلا هو لا زال لم يعمل العمل الذي يصدق به نيته ويثبتها
فان قلت ياثم لان النية مقرونة
نقول لك نعم مقرونة بالكلام ولكن لا اقتران بالعمل فالزواج حصل اليوم والطلاق إن حصل فبعد شهر ولهذا أهل العلم قالوا ربما غير نيته في هذه المدة
ودليلنا على هذا قول رسول الله الذي أخرجه البخاري ومسلم (حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ
قَالَ قَتَادَةُ إِذَا طَلَّقَ فِي نَفْسِهِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ
)
وهذا صاحبنا المتزوج بنية الطلاق حاله
1: لم يعمل
2: لم يتكلم
فكيف ياثم ويحاسبه الله تعالى على عمل نوى له ولكنه ما عمله؟!
وعليه وبعد أن تبين لنا ان الإثم على النية الفاسدة معقود بالعمل فيكون حال صاحبنا
1: إن طلق بعد شهر يكون آثم (حسب من يعتقد ذلك)
2: إن لم يطلق أبدا وتجاوز الشهر لم ياثم
وهنا تتفرع عندنا تفرعات
كثيرة لا تلزمنا للبحث فيها الآن
لكن ما يهمنا الآن أن نثبت إن الإثم المزعوم انما يقع على صاحبنا إن طلق أي ان عمل بما اضمر وليس ان تزوج
ولنا قول أيضا وتعقيب على كلامك آثرت التوقف حتى أسمع منك
والله أعلم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[06 - 03 - 09, 07:43 ص]ـ
قلتُ: النية التي عقدها صاحبنا هي أن يتزوج ثم يطلق بعد شهر
واتفقنا انا وأنت أن النية مضمورة في صدره ما اباحها ولا قالها
فتكون النية هكذا
1: نية الزواج
2 نية الطلاق بعد شهر
ولا يقول عاقل انها نية واحدة محضة حتى كتابة لو وضعتها باحرفها امامنا ما تصح نية واحدة
فلو قال صاحبنا
نويت اتزوج هذه الفتاة ثم اطلقها بعد شهر
صارت الجملة جملتان واحدة قبل "ثم" وواحدة بعد " ثم" فكانت نيتان وليس نية واحدة
¥