تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثالثا: أن رحمة الناس لم تكن بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كانت ببعثه وإرساله إليهم قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء: 107 ولم تتعرض الآية لولادته صلى الله عليه وسلم. ومن السنة ففي صحيح الإمام مسلم _ رحمه الله _ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة)

وروى الإمام أحمد وأبو داود بإسناد حسن عن سلمان رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال: (أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من بني أدم أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة)

قال الجفري [الاحتفال بمناسبة النبي صلى الله عليه وسلم سنة، جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم فيما سأل: ماذا تقول عن صوم فلان يوم الاثنين. قال هو يوم ولدت فيه] اسمع. قبل أن يأتيك كلام المدللين الذين قالوا أن الاحتفال بالصيام ما كان في المولد]

ونقول: أولا لفظ الحديث كالآتي: عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين؟ فقال (فيه ولدت. وفيه أنزل علي)

ثانيا: يقال إذا كان المراد من إقامة المولد هو شكر الله تعالى على نعمة ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه فإن المعقول والمنقول يحتم أن يكون الشكر من نوع ما شكر الرسول صلى الله عليه وسلم ربه به وهو الصوم، وعليه فلنصم كما صام صلى الله عليه وسلم. وإذا سئلنا، قلنا: إنه يوم ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فنحن نصومه شكرا لله تعالى، غير أن أرباب الموالد لا يصومونه، بل الصيام فيه مقاومة للنفس بحرمانها من لذة الطعام والشراب، وهم لا يريدون ذلك، فتعارض الغرضان فآثروا ما يحبون على ما يحب الله تعالى

ثالثا: من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصم يوم ولادته وهو اليوم الثاني عشر من ربيع الأول _ إن صح _ وإنما صام يوم الاثنين الذي يتكرر مجيئه كل شهر أربع مرات أو أكثر، وبناء على هذه فتخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأول بعمل ما دون يوم الاثنين من كل اسبوع يعتبر استدراكا على الشارع، وتصحيحا لعمله، وما أقبح هذا _ إن كان - والعياذ بالله تعالى

رابعا: هل النبي صلى الله عليه وسلم لما صام يوم الاثنين شكرا على نعمة الإيجاد ولإمداد وهو تكريمه ببعثته للناس كافة بشيرا ونذيرا إضافة إلى الصيام احتفالا، كاحتفال أرباب الموالد من تجمعات، ومدائح وأنغام، وطعام وشراب؟ والجواب: لا، وإنما اكتفى بالصيام فقط، إذا ألا يكفي الأمة ما كفى نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ويسعها ما وسعه صلى الله عليه وسلم؟ وهل يقدر عاقل أن يقول لا؟ وإذا فلم الأفتيات على الشارع والتقدم بالزيادة عليه، والله تعالى يقول: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر:7 ويقول جل ذكره: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع

عليم) الحجرات: 1 ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها، وحد لكم حدودا فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء من غير نسيان فلا تتكلفوها رحمه من ربكم فاقبلوها) وهذا لفظ الدارقطني في سننه

قال الجفري: [انتظر، فكرة المولد مسألة ذات شقين: الشق الأول: فكرة الاحتفال بمولد النبي هل يحتفى بها أولا. هل هي محل استحسان في الشريعة أولا؟ الشق الثاني: ما يدور داخل المولد.

أولا: الاحتفال بالمولد: الفكرة لها مشروعيتها قال صلى الله عليه وسلم: (هو يوم ولدت فيه) ليس فقط نحن نحتفل به، الكائنات كلها تحتفل بالمولد]

ونقول: تقدم قريبا للرد على هذا الاستدلال وبينت ما فيه من الخطأ مما يغني عن إعادته مرة أخرى هنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير