تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المتوسطة بين الحي والميت. فهذا حاله صلى الله عليه وسلم في قبره وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة في نبيها محمد صلى الله عليه وسلم فأين هذا من قول الجفري (إنه مشغول بي وبك) 0

ولا ندري ماذا يقصد الجفري بشغل النبي صلى الله عليه وسلم في قبره فإن كان غير ما ذكر فهو من أبطل الباطل0

الثالثة: وصفه لكل من يمنع إقامة المولد (بالعقول الضيقة) 0 يا سبحان الله كيف يزن الجفري الأمور المتعلقة بشرع الله إن الذين يصفهم الجفري بالعقول الضيقة هم من وقفوا عند قول الله تعالى وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا بذلك ولم يزيدوا على شرع الله شيئا من مستحسن العقول، أما هو وأتباعه -بطريق الأولى- فهم أصحاب العقول الواسعة التي تشرع لأنفسها ولأتباعها كل ما يمليه عليه عقولهم و أهواؤهم الضالة المضلة0 ويكفي في الرد على مثل هذه المقولة ما قدمته لك في مقدمة هذا الرد ففيه الكفاية والبيان0

الرابعة: قوله: (أين معاني الاتصال بمحبته) لا ندري ماذا يقصد الجفري بقوله هذا، هل يقصد اتصال الروح بالروح فهذا مذهب الاتحادية من الصوفية الباطلة، إن حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم هي: طاعته فيما أمر و اجتناب ما نهى عنه و زجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع0 فمن فعل هذا كانت محبته للرسول صلى الله عليه وسلم متصلة كاملة ومن أخل بها أخل بمحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فحقيقة المحبة الطاعة و الإتباع كما قال تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) 0 [آل عمران: 31] 0

فيها ولادته 0ماهذا الكلام أهذه منزلته] 0

ونقول: ما زال الجفري -هداه الله- يقيس الأمور الشرعية بعقلة القاصر وذوقه الفاسد0

نعم الصحابة قدموا أرواحهم لله رخيصة ولإعلام كلمة التوحيد لا لمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآلا كانوا عابدين للرسول صلى الله عليه وسلم وحاشاهم من ذلك0

فإن كان الجفري يتأسف ويستكثر عدم إقامة المولد فإن الواجب عليه أن يتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعلوا فيقف حيث وقفوا، لا أن يبتدع عبادة من عقله ثم يقول:إذا لم نقدر أن نبذل الأرواح علينا أن نقيم الموالد0

ـ[إبراهيم توفيق]ــــــــ[07 - 03 - 09, 12:30 ص]ـ

قال الجفري: [هو الذي يفرج عني وعنك في ذلك اليوم، هو غياثنا في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة0بعد ذلك نشك في أن نفرح به أو لا نفرح0000]

هذا الكلام له وقفتان: الأولى:

نقول ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يشفع في أمته يوم القيامة _ والشفاعة أنواع _ ولكن هذه الشفاعة مشروطة بشرطين:

1 - إذن الله للشافع0 2 - رضى الله عن المشفوع له 0

قال تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) [سورة البقرة:255] 0

فلا أحد يشفع ابتداء إلا بعد أن يأذن الله له في الشفاعة 0

وقال الله تعالى: 0 (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) أي لا أحد يشفع له إلا بعد أن يرضى الله قوله وعمله 0 ولا يكون ذلك إلا لأهل الإتباع لا أهل الإبتداع 0فمن غير وبدل وزاد على دين الله وشرع شرعا لم يشرعه الله ورسوله كمن ابتدع الموالد بلا دليل ولا برهان فقد حرم شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي الحديث: (إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك) فيردون عن حوضه صلى الله عليه وسلم. فهل من ابتدع في دين الله _ ياجفري _ وزاد عبادة لم يأذن بها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وادعى علما يعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحابته من بعده تصيبه شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!

الثانية: قوله: [هو غياثنا في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة] إن قصد الجفري فيما يقدر عليه صلى الله عليه وسلم في حياته فلا اعتراض أما بعد موته صلى الله عليه وسلم فلا، لأنه تقرر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مات كما يموت البشر فلا يستغاث به وإن أراد الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم في الحياة الدنيا كأن يقول: (بحق نبيك) يقسم على الله بأحد من مخلوقاته محذورين:

الأول: أنه اقسم بغير الله.

الثاني: اعتقد أن لأحد على الله حقا.

والوجهين باطلين ولقد أحسن القائل:

ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع

إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير