تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما قوله في البرزخ فهذا على معتقده الفاسد أن النبي صلى الله عليه وسلم يستجيب دعاء من يسأله وأنه يكشف الضر من دون الله وأنه يستغاث به بعد الممات .... إلخ وهذا باطل جدا لأن الله أرشدنا عند طلب القوت أن نطلبه منه سبحانه فقال تعالى (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) الأنفال:17 وقال تعالى: (وهما يستغيثان الله) الأحقاف:17 وما ورد في القرآن قوله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) القصص: 15 فهذا فيما يقدر عليه العبد أما مالا يقدر عليه إلا الله فلا يجوز طلبه إلا منه سبحانه وتعالى. وأما طلب الغوث من الرسول بعد موته فممنوع لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك غياثا لأحد بعد الموت. وأما قول الجفري [ويوم القيامة] فقد تقدم الرد عليه ضمن الوقفة الأولى مما يغني عن إعادته هنا.

قال الجفري: [ثانيا: ما يجري داخل المولد: كل ما يحدث سنن، فالمولد قراءة القرآن، وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم هل يحتاج هذا إلى دليل من القرآن؟ هل ذكر يا أيها الذين آمنوا كل واحد يصلي لحالوا _ لوحده_ على النبي صلى الله عليه وسلم بصوت منخفض. ولكن ذكر (صلوا على النبي) والواو هنا للجماعة والأصل فيه الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم جماعة فالصلاة دافع لهذا الأمر، فيأتي سفيه العقل ويقول لا يجوز تصلون عليه إلا بالقلب فهذه أصول فتحت للتقرب إلى الله فلماذا نغلقها بهذه الأقوال؟]

ونقول هذا القول يستدعي منا إلى وقفات لبيان باطله: الوقفة الأولى: قوله: [إن كل ما يجري في المولد سنن] باطل بل ما يحدث فيه من بدع ومحدثات وتقدم رد ذلك في أول كلامه أن المولد سنة مؤكدة. مما يغني عن إعادته هنا. وأما قوله: قراءة للقرآن وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم فنقول: إن قراءة القرآن الكريم مشروعة في كل وقت وهو من أعظم ما ذكر الله به سبحانه وتعالى كلامه جل وعلا وتخصيص ذلك في المولد في زمن معين بدعة في الدين ومن نوى بقراءة القرآن إقامة المولد مستحبا له فلا شك أن الابتداع متوفر فيه فاتخاذ ذلك عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع وقل مثل ذلك في الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ليس مخصوص بالمولد فقط بلهو عام ويتأكد في مواطن ذكرها المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يذكر منها المولد المزعوم المبتدع في الدين فمن تلك الأوقات يوم الجمعة كما في حديث (من أفضل أيامكم يوم الجمعة .. إلى أن قال: فأكثروا علي من الصلاة فيه .... الحديث) وفي كل وقت كما في حديث (من صلى علي واحدة صلى الله له بها عشرا) وبعد سماع المؤذن كما في قوله صلى الله عليه وسلم (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي فإن من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا) الحديث، وعند التشهد الأخير من الصلاة، وفي خطبتي الجمعة والعيدين وفي صلاة الجنازة وعند الدعاء والدخول للمسجد والخروج منه وعند ذكره صلى الله عليه وسلم.

والأحاديث بذلك أكبر شاهد لمن هداه الله وأراد به الخير وليس فيها حديث واحد ولو ضعيف أنه صلى الله عليه وسلم خص الصلاة عليه في هذا المولد المزعوم المبتدع، فهل يعقل الجفري _ وأتباعه ومن سبقه _ دين الله فلا يقولوا على الله إلا ما يعلمون. أسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم إلى دينه وإلى سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. آمين

وأما احتجاج الجفري بقوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) على مشروعية الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم جماعة وبصوت مرتفع فهذا باطل وبيان ذلك في الآتي:

أولا:- ليس في الآية إشارة إلى ما ادعاه الجفري فيها إطلاق الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبالصفة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه

ثانيا:- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى الدعاء له والدعاء من العبادة التي ينبغي أن تكون خفية لا معلنة كما قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية) الأعراف:55 والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم من جنس ذلك، هذا من جانب ومن جانب آخر الاجتماع للدعاء بصوت واحد مرتب بدعة لم يرد بها النص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير