تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال في حديث (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد،و هو على كل شيء قدير)]

ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 01:36 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، و كتبت له مائة حسنة، محيت عنه مائة سيئة و كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ عمل عملاً أكثر من ذلك))

لدي أسئلة وهي

1 - ما هو الحرز هل يعني أن الشيطان يذهب عنه ولا يوسوس له؟

2 - العدد مشكلة ففي بعض الأحيان وانا أقولها أسهو وأقول

كم قلت هل 50 أم 55 فأكمل ولا أدري هل كملت المئه ام لا

وكل حرصي هو تحقق حرز الشيطان فإني إن لم أقله

يأتيني أحساس سيئ وضيقة صدر لا تذهب حتى أقول هذا الورد

ولهذا كان تركيزي على العدد مهماً.

الأمر الآخر أقول هذا الورد لكن يأتي من يقطع علي ويحادثني

فأعود لأكمل هل أعود وأذكر من جديد المئة

أم ابني على العدد الأول يعني قلت 50 فأعود وأكمل الـ 50 الآخرى؟

ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[07 - 03 - 09, 04:25 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، أما بعد:

أولا: ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه يحملون مسابح معهم ........

والثابت أنه صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسابيح على أنامله ..........

فقال عبد الله بن عمرو: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه.) رواه الترمذي وقال حسن غريب وصححه الألباني.

أولا: في رد على سؤال عن جواز استخدام المسبحة أجاب الشيخ ابن عثيمين:

" استخدام السبحة جائز لكن الأفضل أن يسبح بالأصابع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان اعقدن بالأنامل فإنهن مستنطقات ولأن حمل السبحة يكون فيه شيء من الرياء ولأن الذي يسبح بالسبحة غالب تجده لا يحضر قلبه لأنه يسبح بالمسبحة وهو ينظر الناس يميناً وشمالاً فالأصابع هي الأفضل والأولى. " فتاوى نور على الدرب.

وحجة الإمام ابن عثيمين أن التسبيح على مسابح له أصل، حيث فعل ذلك بعض الصحابة مع أن الآثار بهذا الباب تضعف ولا يخلو طريق من أسانيدها من علة .....

ولم يجوز ذلك الشيخ الألباني واعتبر ذلك بدعة خصوصا لأنها تحل محل سنة وهي عد التسابيح على الأصابع ...

وربما يسهل استخدام مسبحة التسبيح في حالات الأذكار الثابتة ذوات الأعداد الكبيرة مثل هذا التهليل موضوع هذا البحث ..................

ويمكن للمرء أن يعد هذا الذكر على سبيل الإحتياط –بالزيادة- حيث للزيادة أفضلية عظيمة .... قال ابن حجر في فتح الباري عند شرح هذا الحديث:

"فَيَحْتَمِل أَنْ تُرَاد الزِّيَادَة عَلَى هَذَا الْعَدَد فَيَكُون لِقَائِلِهِ مِنْ الْفَضْل بِحِسَابِهِ لِئَلَّا يَظُنّ أَنَّهَا مِنْ الْحُدُود الَّتِي نُهِيَ عَنْ اِعْتِدَائِهَا وَأَنَّهُ لَا فَضْل فِي الزِّيَادَة عَلَيْهَا كَمَا فِي رَكَعَات السُّنَن الْمَحْدُودَة وَأَعْدَاد الطَّهَارَة، وَيَحْتَمِل أَنْ تُرَاد الزِّيَادَة مِنْ غَيْر هَذَا الْجِنْس مِنْ الذِّكْر أَوْ غَيْره إِلَّا أَنْ يَزِيد أَحَد عَمَلًا آخَر مِنْ الْأَعْمَال الصَّالِحَة. وَقَالَ النَّوَوِيّ: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد مُطْلَق الزِّيَادَة سَوَاء كَانَتْ مِنْ التَّهْلِيل أَوْ غَيْره وَهُوَ الْأَظْهَر، يُشِير إِلَى أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَصّ بِالذِّكْرِ، وَيُؤَيِّدهُ مَا تَقَدَّمَ أَنَّ عِنْد النَّسَائِيِّ مِنْ رِوَايَة عَمْرو بْن شُعَيْب " إِلَّا مَنْ قَالَ أَفْضَل مِنْ ذَلِكَ " قَالَ: وَظَاهِر إِطْلَاق الْحَدِيث أَنَّ الْأَجْر يَحْصُل لِمَنْ قَالَ هَذَا التَّهْلِيل فِي الْيَوْم مُتَوَالِيًا أَوْ مُتَفَرِّقًا فِي مَجْلِس أَوْ مَجَالِس فِي أَوَّل النَّهَار أَوْ آخِره، لَكِنْ الْأَفْضَل أَنْ يَأْتِي بِهِ أَوَّل النَّهَار مُتَوَالِيًا لِيَكُونَ لَهُ حِرْزًا فِي جَمِيع نَهَاره، وَكَذَا فِي أَوَّل اللَّيْل لِيَكُونَ لَهُ حِرْزًا فِي جَمِيع لَيْله ".

على جميع الأحوال الزيادة من هذا الذكر مطلوبة ومناسبة ... ولا ضير من الإنقطاع لفترات يسيرة (دقائق أو نحوها) .... فلو قال هذا الذكر على أنامله وزاد كثيرا على سبيل الإحتياط وعند النسيان بنى على أقل الإحتمالات لكان أمرا في غاية الفضل والله أعلم ...

أما الحرز من الشيطان فربما معناه الإغواء والإتباع أو الإيقاع بينه وبين الناس ... أو غير ذلك. ولكن ليس انقطاع الوسوسة نهائيا لإن هذا أمر لا يفارقه إلى الممات ....

روي أن الإمام أحمد رحمه الله عندما احتضر كان يقول في سكرات الموت "ليس بعد ليس بعد " فسئل الإمام عن ذلك عندما أفاق، فقال: جائني الشيطان يقول لي: فتني يا ابن حنبل! فقلت ليس بعد ليس بعد –أو نحو ذلك-. (سيرة الإمام في سير أعلام النبلاء)

نسأل الله أن ينفعنا وإياك بهذا الذكر العظيم المتلاهي عنه كثير من الناس

والله أعلم والله الموفق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير