تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{يرسل السماء عليكم مدراراً} أي: يرسل ماء السماء، و {مدراراً} ذا غيث كثير.

(ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً)

قال الشعبي: خرج عمر يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع، فأُمطروا فقالوا: ما رأيناك استسقيت؟ فقال: لقد طلبتُ المطر بمجاديح السماء التي يُستنزل بها المطر؛ ثم قرأ {استغفروا ربكم إنه كان غفاراً. يرسل السماء عليكم مدراراً}.

(بمجاديح) جمع مِجْدَح وهو نجم كانت العرب تزعم أنها تمطر به. وأراد عمر رضي الله عنه تكذيب العرب في هذا الزعم الباطل، وبَيَّن أنه استسقى بالسبب الصحيح لنزول المطر وهو الاستغفار وليس النجوم.

وشكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال له: استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله، وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولداً؛ فقال له: استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه فقال له: استغفر الله، فقلنا له في ذلك؟ فقال: ما قلت من عندي شيئاً؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوح (استغفروا ربكم إنه كان غفاراً. يرسل السماء عليكم مدراراً. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً).

" تفسير القرطبي " (18/ 301 – 303) باختصار.

ثانياً:

أما صيغ الاستغفار: فأفضل ذلك ما ثبت في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوله، أو ما أوصى به الأمة أن تقوله.

1. عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

قال: ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة. رواه البخاري (5947).

2. عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء " رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ". رواه البخاري (6035) ومسلم (2719).

3. عن ابن عمر قال: إنْ كنَّا لنعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم " مائة مرة. رواه الترمذي (3434) وعنده " التواب الغفور " وأبو داود (1516) وابن ماجه (3814).

4. عن أبي يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَن قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف ". رواه الترمذي (3577) وأبو داود (1517).

5. عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: قل " اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ". رواه البخاري (799) ومسلم (2705).

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.com/ar/ref/39775

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[06 - 02 - 10, 05:48 ص]ـ

((وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا)) / النساء.

ـ[بندر البليهي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 07:27 ص]ـ

السؤال

سؤالي في الإخلاص لله تعالى وهو هل إذا أراد الإنسان من عمله أشياء يحث عليها الإسلام من صلة رحم أو رضا الوالد أو تحسين صورة المسلمين عند غير المسلم أو إدخال السرور على قلب صديق، فهل في ذلك شرك في نية الإخلاص لله تعالى، وهل إن وجد الإنسان أن نتيجة عمله الخير هي الجحود واللامبالاة فأصابه الهم وصدم في ردود فعل الناس، فهل يكون بذلك غير مخلص في نيته ووضع ضمن من ينتظر الشكر من الناس على الخير، وماذا لو تكررت تلك المواقف وتكررت شكواه من هؤلاء الناس، فهل هو آثم؟

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الواجب على المسلم أن ينوي عند ابتداء كل عمل صالح مرضاة الله عز وجل ونيل ثوابه وهذا هو الإخلاص الذي يقوم عليه قبول العمل عند الله عز وجل، قال الله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء {البينة:5}.

وإذا أحب المسلم الأثر المترتب على هذا العمل الصالح فإن هذا لا ينافي الإخلاص، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في بعض الأعمال الصالحة بذكر آثارها الدنيوية التي تحبها الأنفس مثل قوله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه. رواه البخاري ومسلم.

قال الحافظ في الفتح: ويستفاد منه جواز هذه المحبة خلافاً لمن كرهها. انتهى.

وقولك: (هل إن وجد الإنسان أن نتيجة ..... إلخ) جوابه هو: أنه إذا أخلص المسلم العمل لله ابتداءً ثم وجد ضيقاً وهماً إذا قوبل عمله بالجحود فلا حرج عليه إن شاء الله وهذا لا ينافي الإخلاص لأن النفس مجبولة على كراهية الظلم ومن أعظم صنوف الظلم وأبشعها مقابلة الإحسان بالإساءة.

ولكن لا ينبغي لمن قوبل إحسانه بالإساءة وجميله بالنكران، لا ينبغي له أن يقطع الإحسان والمعروف لما رواه مسلم في صحيحه أن رجلاً قال: يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل -أي كأنما تطعمهم الرماد الحار- ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك. انتهى.

والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى

http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=55788&Option=FatwaId

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير