[حول مسألة جواز ضرب الدف للنساء]
ـ[ابوعبدالله أحمد]ــــــــ[08 - 03 - 09, 07:25 م]ـ
أولاً:-قال تعالى: {واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم} الزمر .. وقال تعالى: {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} .. ال عمران
قال صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه وعن علمه مافعل فيه وعن ماله من أين أكتسبه وفيم انفقه وعن جسمه فيم أبلاه- صحيح الجامع7300
قال الإمام مالك بن أنس-رحمه الله-:"إنما أنا بشر أصيب وأخطئ فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب و السنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه"-ابن عبد البر-الجامع2/ 32
واهل السنة هم أشد الناس عناية باقوال الرسول و بألفاظه عليه السلام من غيرهم فبه يتبين الحق عندهم. ولا قول لأحد مع قول الرسول-صلى الله عليه وسلم-
ثانياً:-لا يوجد دليل صريح على جواز ضرب المرأة البالغة للدف لا في عيد ولا في عرس ولا في غيره سوى ما يلي:
1ــ حديث المرأة التي نذرت أن تضرب الدف على رسول الله إن رده الله سالما من الغزو وهو عند أبي داود والترمذي وغيرهم وقد جاء فيه أن التي نذرت هي جارية سوداء ولفظ الجارية يطلق على من هي دون البلوغ كما سيأتي بيانه لاحقا وحتى لو كانت إمرأة فلا حجة فيه لأن هذا الحديث خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم وإيفاء لنذر المرأة لمصلحة في حينها بدليل قوله عليه السلام: (إن كنت نذرت فأفعلي وإلا فلا) فهي واقعة عين لا عموم لها كما بينه أهل العلم وقد سئل الشيخ الألباني رحمه الله عن هذا الحديث فقال إنه خاص برسول الله ولا يجوز تعميم حكمه لوجود النص المخالف. (سلسلة الهدى والنور /شريط 259)
2ــ استنباط فهمه بعض العلماء من حديث عائشة في صحيح البخاري: دخل علي ّرسول الله-صلى الله عليه وسلم-وعندي جاريتان من جوار الأنصار- وفي رواية قينتان- في أيام منى تدففان وتضربان بغناء بعاث و ليستا بمغنيتين فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر والنبي متغشى بثوب فانتهرني وقال مزمار الشيطان في بيت رسول الله (مرتين) فاقبل عليه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وقال: دعهما يا أبا بكر فان لكل قوم عيداً وهذا عيدنا فلماغفل غمزتهما فخرجتا،
قال الإمام الألباني-رحمه الله- في كتابه المستطاب (تحريم الات الطرب):ص 107
((من الواضح جداً لكل ناظر في هذا الحديث أنه ليس فيه الإباحة المطلقة التي ادعاها-يعني ابن حزم- كيف وهي تشمل مع الجواري الصغار النساء الكبار بل والرجال أيضاً كما تشمل كل آلات الطرب وكل أيام السنة. وهذا خطأ واضح جداً فيه تحميل للحديث ما لا يحتمل)) 1هـ
فعلى هذا فالحديث يجيز الضرب بالدف بقيد يوم العيد أو العرس كما في حديث آخر ومن الجواري اللاتي هن دون البلوغ كما قرره أهل العلم.
قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: جاريتان مثنى جارية وهي الأنثى دون البلوغ 1هـ.
وقال في موضع آخر: هي فتّية النساء أي شابّتهن سميت بها لخفتها ثم توسعوا حتى سموا كل أمة جارية وإن كانت غير شابة والمراد ها هنا معناها الأصلي.
قال السندي في حاشيته على النسائي على حديث الجاريتين: قوله: ((جاريتان)) الجارية في النساء كالغلام في الرجال يقعان على من دون البلوغ فيهم1هـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (ج11/ 566): " ففي هذا الحديث بيان ان هذا لم يكن من عادة الرسول-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه الاجتماع عليه ولهذا سماه الصديق مزمار الشيطان والنبي اقر الجواري عليه معللاً ذلك بأنه يوم عيد والصغار يرخص لهم في اللعب في الأعياد كماجاء في الحديث ليعلم المشركون ان في ديننا فسحة" وكان لعائشة لعب تلعب بهن ويجئن صاحبتها من صغار النسوة يلعبن معها ... إلى آخر كلامه رحمه الله ..
وقال ابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان 2ص (257):
لم ينكر الرسول (صلى الله عليه وسلم) على أبي بكر تسمية الغناء مزمار الشيطان واقرهما لانهما جاريتان غير مكلفتين تغنيان بغناء الاعراب .... إلى أن قال: فتوسع حزب الشيطان في ذلك إلى صوت امرأة جميلة اجنبية .... ويحتجون بغناء جويريتين غير مكلفتين بنشيد الاعراب.
وقال ابن الجوزي رحمه الله في "تلبيس إبليس" (ص 293):
¥