تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي رواية له ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - زجر عن الشرب قائما)).

6/ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَشْربنَّ أحدٌ منكم قائما، فمن نَسِيَ فلْيَسْتَقِئ)) رواه مسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

بعد قراءتنا للأحاديث السابقة قد يحتار البعض في كيفية التوفيق بينهن؟!!

فأجاب الشيخ: محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - بإجابة واضحة بينة فقال:

((فالأفضل في الأكل والشرب أن يكون الإنسان قاعدا؛ لأن هذا هو هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يأكل وهو قائم ولا يشرب وهو قائم.

أما الشرب وهو قائم فإنه صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن ذلك. وسئل أنس بن مالك عن الأكل قال: ذاك أشر وأخبث، يعني معناه أنه إذا نهى عن الشرب قائما فالأكل قائما من باب أولي.

لكن في حديث ابن عمر الذي أخرجه الترمذي وصححه قال: ((كنا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - نأكل ونحن نمشي، ونشرب ونحن قيام)). فهذا يدل على أن النهي ليس للتحريم ولكنه لترك الأولى، بمعنى أن الأحسن والأكمل أن يشرب الإنسان وهو قاعد وأن يأكل وهو قاعد ولكن لا بأس أن يشرب وهو قائم وأن يأكل وهو قائم، والدليل على ذلك حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: ((سقيت النبي - صلى الله عليه وعلى أله وسلم - من زمزم فشرب وهو قائم)).

فالحاصل أن الأكمل والأفضل أن يشرب الإنسان وهو قاعد ويجوز الشرب قائما، وقد شرب علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قائما، وقال: ((إن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل كما رأيتموني فعلت))، فدل ذلك على أن الشرب قائما لا بأس به، لكن الأفضل أن يشرب قاعدا.

بقي أن يقال: إذا كانت البرادة في المسجد ودخل الإنسان المسجد، فهل يجلس ويشرب أو يشرب قائما؟ لأنه إن جلس خالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين))، وإن شرب قائما ترك الأفضل. فنقول الأفضل أن يشرب قائما؛ لأن الجلوس قبل صلاة الركعتين حرام عند بعض العلماء، بخلاف الشرب قائما فهو أهون، وعلى هذا فيشرب قائما ثم يذهب ويصلي تحية المسجد)) انتهى.

المصدر: ((شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين لفضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين / ج: 2 / ص 606 - 610)) ..

هذا والله تعالى أعلم وأجل وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وسلم ..

وهذه أيضا فتاوي فضيلة الشيخ (عبد العزيز بن باز) - رحمه الله - في هذه المسألة ..

1 - (حكم الأكل والشرب واقفاً):

السؤال: (هناك بعض الأحاديث النبوية المطهرة تنهى عن الأكل والشرب واقفاً، وهناك أيضاً بعض الأحاديث تسمح للإنسان بالأكل والشرب واقفاً، فهل معنى ذلك أننا لا نأكل ولا نشرب واقفين؟ أم نأكل ونشرب جالسين؟ وأي الأحاديث أجدر بالاتباع)؟

الجواب: (الأحاديث الواردة في هذا صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الشرب قائماً والأكل مثل ذلك، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه شرب قائماً، فالأمر في هذا واسع وكلها صحيحة والحمد لله، فالنهي عن ذلك للكراهة، فإذا احتاج الإنسان إلى الأكل واقفاً أو إلى الشرب واقفاً فلا حرج، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب قاعداً وقائماً، فإذا احتاج الإنسان إلى ذلك فلا حرج أن يأكل قائماً وأن يشرب قائماً، وإن جلس فهو أفضل وأحسن، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه شرب من زمزم واقفاً عليه الصلاة والسلام، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث علي رضي الله عنه أنه شرب قائماً وقاعداً، والأمر في هذا واسع، والشرب قاعداً والأكل قاعداً أفضل وأهنأ، وإن شرب قائماً فلا حرج، وهكذا إن أكل قائماً فلا حرج) انتهى.

المصدر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.

http://www.binbaz.org.sa/mat/3415

2- ( هل هذا حديث (من شرب الماء قائماً وعمم قاعداً ابتلاه الله ببلاء لا دواء له)؟

السؤال: (أرجو أن تتفضلوا لنا ببيان هذا الحديث: (من شرب الماء قائماً وعمم قاعداً ابتلاه الله ببلاء لا دواء له). هل هذا الحديث صحيح؟

الجواب: (هذا لا أصل له، بل هو موضوع، مكذوب لا أصل له، والشرب قائما جائز لكن تركه أفضل، والشرب قاعدا هو السنة، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه شرب قائماً وقاعداً - عليه الصلاة والسلام-، لكن الأفضل القعود إذا تيسر ذلك) انتهى.

http://www.binbaz.org.sa/mat/11563

3- وللاستزادة هذه فتوى صدرت من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:

الفتوى رقم (8376)

السؤال: (إنني أقرأ كتبا دينية كثيرة، فمثلا: أقرأ أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الشرب قائما، وأقرأ أنه - صلى الله عليه وسلم - شرب قائما، وأقرأ أنه نهى عن التبول قائما، وأقرأ أنه تبول قائما، وأقرأ أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن سماع الغناء، وأقرأ أنه - صلى الله عليه وسلم - سمع الغناء مع أبي بكر. فما صحة هذه الأحاديث وجزاك الله خيرا)؟ (1)

الجواب: (الأصل أن يشرب الإنسان قاعدا وهو الأفضل، وله أن يشرب قائما، وقد فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمرين للدلالة على أن الأمر في ذلك واسع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) انتهى.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

عضو: عبد الله بن قعود

عضو: عبد الله بن غديان

نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي

الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ

(1) في كل ما ذكر في السؤال صدر فتاوى وضعت في أماكنها من هذه الفتاوى.

http://www.alifta.com/Search/ResultD...stKeyWordFound

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير