تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ: هذه اللطيفة لعلها تكون أكثر فائدة مِنْ كثيرٍ منْ دروسنا

ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 06:42 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فلا شك أن الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – هم خير الناس بعد الأنبياء، وهم الذين اختارهم الله عزَّ وجلَّ لصُحْبَةِ نبيهِ صلى الله عليه وسلم، فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة وسمّاهم عدول الأمة: فقال جلَّ ذكره: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ?

فينبغي على من انتسب إليهم أن يقتدي بأخلاقهم، ويحرص أن يكون (خير خلف لخير سلف)!

وهذه كلماتٌ نيراتٌ من معين العلاّمة محمد بن صالح العثيمين –رحمة الله تعالى عليه – تُرشِدُ إلى طريقة تعامل السلف مع بعضهم البعض، وتأدبهم في الخلاف.

قال العلاّمة العثيمين:

أرسلت أسماء إلى ابن عمر تقول له: إنه بلغني أنك تحرم العَلَم في الثواب - يعني عَلَمَ الحريرِ - وأنك تحرم مِثيرة الأرجُوان , وأنك تحرم صوم رجب كله، كل هذا بلغ أسماء أن ابن عمر يحرمه، وهذا شاهدٌ لما يَفْعَلُهُ النّاسُ اليوم: أنهم كلما جاز لهم حكم مسألة من المسائل ينسبونها إلى شيخ من المشايخ من أجل ان تُقْبَل، وهم كاذِبون على المشايخِ، المهم أنها قالت: إنه بلغني أنك تحرم هذه الأشياء الثلاثة: العَلَم في الثوبِ - يعني عَلَمَ الحريرِ –

والثاني: ميثرة الأرجوان، والأُرجُوانِ لون أحمر قانٍ، والميثرة: وطاء يُرْبَط على ظهرِ الحمارِ من أجل أن يكون ألين للراكب.

والثالث: تحريم صوم رجب.

أَرْسَلَت إليه مولاها فسأل ابن عمر، قالَ لهُ: إنَّ أسماء تقول: بلغني عنك كذا وكذا.

قال: أما ما ذكرت عن صوم رجب فكيف بمن يصوم الدهر كله؟! يعني: أني أصوم الدهر كله فكيف أحرِّم شهرَ رجبٍ؟! إذاً صار القول بأنه يُحرِّمه كذبًا. وأما ما ذكرت من العَلَم فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الحَريرَ في الدنيا مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ "، وإني خفت أن يكون العَلَم من ذلك. فإذاً تَرَكَهُ احتياطاً وورعاً ولم يُحَرِّمْهُ.

وأما ما ذكرت من ميثرة الأرجوان فهذه ميثرة عبدالله فإذا هي أرجوان.فيكون قد أحلها.

فانظر إلى السلف الصالح كيف يتأدب بعضهم مع بعض، وإذا نقل إليه عن الشخص ما لم يقله، فلا يذهب ينشره بين الناس، بل أرسلت إليه تسأله وتبين أن ما نُسب إليه ليس بصحيح، هذه اللطيفةُ لعلها تكونُ أكثر فائدة مِنْ كثيرٍ منْ دروسنا.

(فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام) 1/ 154 – 155

منقول

ـ[السوادي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 12:07 ص]ـ

بارك الله فيكم

ـ[عبدالله بن عبدالقادر المسلم]ــــــــ[21 - 03 - 09, 12:14 ص]ـ

بارك الله فيكم

وجزاكم خيرا

ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 12:29 م]ـ

وفيكم بارك

ورحم الله الامام ابن عثيمين

ـ[مدارج]ــــــــ[24 - 05 - 09, 11:15 ص]ـ

جزاكم الله خيراً على هذه الفائدة ...

ودعني أدخل بطليفة أخرى وهي في قوله تعالى: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ 143 ?

هذه الآية محلها سورة البقرة , وآيات سورة البقرة 286 آية , ونصفها هو الرقم 143 وهي الآية المذكورة أنفاً , فتأملوا الفائدة في عظمة وقدرة الخالق سبحانه تعالى في كلامه ...

ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[26 - 05 - 09, 06:18 م]ـ

جزاكم الله خيرا وفتح لكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير