[حكم مصافحة المصلين إذا دخل المسجد؟؟؟]
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[27 - 03 - 09, 06:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني طلبة العلم تحية طيبة وبعد:
ما هو حكم مصافحة المصلين لمن دخل المسجد؟؟؟
كثير من الناس اليوم إذا دخلوا المسجد يبتدأون بالمصافحة حتى يتموا صفوف الجالسين ((على القول بصغر المسجد))
هل الأفضل إفشاء السلام أم المصافحة معه؟؟؟
قرأت في اللقاء المفتوح لابن العثيمين رحمه الله ولست متيقنا من فهمي لتلك الفتوى
السؤال: فضيلة الشيخ! هل في مصافحة الداخل على الجالسين دليل من الكتاب والسنة أو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم جزاك الله خيراً؟ الجواب: لا أعلم فيها شيئاً من السنة، ولهذا لا ينبغي أن تفعل، بعض الناس الآن إذا دخل المجلس بدأ المصافحة من أول واحد إلى آخر واحد، وهذا ليس بمشروع فيما أعلم، وإنما المصافحة عند التلاقي، أما الدخول إلى المجالس فإنه ليس من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه أن يفعلوه، وإنما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأتي ويجلس حيث ينتهي به المجلس ولم نسمع أيضاً أنه إذا جلس حيث انتهى به المجلس أنهم يقومون ويصافحونه. فالمصافحة على هذا الوجه ليست بمشروعة، وقد سألت عنها من نعتمدهم من مشايخنا فقالوا: لا نعلم لها أصلاً في السنة
نأمل أطروحاتكم .. وبارك الله فيكم ....
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 12:12 ص]ـ
أخي عاطف عطف الله عليك بالرحمة و الغفران
يقول العلامة عبدالله بن صوفان القدومي النابلسي الحنبلي رحمه الله في كتابه (الرحلة الحجازية و الرياض الأنسية في الحوادث و المسائل ألعلمية) الجزء الأول
:
و من الأمور الغريبة ما شاهدناه بالحرم النبوي من كثير من المصلين عند الفراغ من صلاة الصبح، يصافح بعضهم بعضا و يداومون على ذالك أيضا بعد الفراغ من صلاة الجمعة، و قد جرى البحث في ذالك مع جماعة من فضلاء المذاهب، و الذي وقفنا عليه من كلام أئمة مذهبنا كما حقق ذلك في شرح منظومة الآداب ما هذا ملخصه عند قول الناظم:
و صافح من تلقاه من كل مسلم ............... تناثر خطاياكم كما في المسند (1)
قال يشير بذالك الى ما رواه أبو داود و الترمذي و حسنه عن البرآء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان الا غفر لهما قبل أن يتفرقا) و في رواية لابي داود قال النبي صلى الله عليه و سلم (اذا التقى المسلمان فتصافحا و حمدا الله تعالى و استغفراه غفر الله لهما)، و أخرج الطبراني في الأوسط باسناد جيد عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (اذا لقي المؤمن فسلم عليه و أخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر)، و أخرج الطبراني أيضا عن سلمان باسناد حسن أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (أن المسلم اذا لقي أخاه فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما بتحاتت الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف) و في البخاري و الترمذي عن قتادة قال: قلت لأنس أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: نعم) و الآثار في هذا الباب كثيرة و فيما ذكرناه كفاية و الله أعلم.
بقي الكلام فيما اعتاده الناس من المصافحة بعد الصلاوات، هل ذالك مستحب أم هو بدعة؟!!! أقول أن خاتمة المحققين الاستاذ المكرم الشيخ محمد السفاريني نقل عن بعض أئمة المذهب انه سئل عن ذالك فأجاب (بأنها بدعة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يستحبها أحد من العلماء) انتهى
ثم قال قلت و ظاهر كلام ابن عبدالسلام من الشافعية انها بدعة مباحة و ظاهر كلام الامام النووي أصل المصافحة سنة، و كونهم حافظوا عليها في بعض الاحوال لا يخرج ذالك عن أصل السنة، قال الحافظ ابن حجر و للنظر في ذالك مجال و نقضه بمثل صلاة الرغائب، فان صلاة النافلة مستحبة مع كراهيتها، أي صلاة الرغائب و بعضهم أطلق تحريمها .... انتهى
كلام الحافظ بن حجر و قوله (و بعضهم أطلق تحريمها أي المصافحة بعد الصلوات أو صلاة الرغائب (و لعل وجه التحريم) أنهم يعتقدون سنيتها و هي ليست بسنة)، ثم قال المحقق السفاريني (قلت و يتوجه مثل ذالك فيما يفعل عقب الدروس و نحوها من أنواع مجامع الخيرات، أي فيلحق ذالك بمسألة المصافحة بعد الصلاوات أي فهو اما مباح أو مسنون، و القول بالاباحة أقرب لما نصوا عليه فيما يفعل يوم العيد من قولهم لا بأس بقول المصلى لغيره تقبل الله منا و منك، و أما اطلاق التحريم على ذالك ففيه بعد و الله أعلم.
انتهى كلام الشيخ في هذه المسألة
(1) منظومة الآداب من نظم شمس الدين أبو عبدالله محمد بن عبدالقوي المرداوي في الآداب و الاخلاق الاسلامية، و شرحه الامام محمد بن أحمد السفاريني النابلسي الحنبلي و اسم شرحه (غذاء الالباب شرح منظومة الآداب)
أخي الفاضل انظر في هذا الرابط للتعرف على ترجمة بعض هؤلاء الأعلام
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161463
¥