[فوائد حول قبر الحسين والسيدة زينب ... للمشاركة والتاريخ]
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[28 - 03 - 09, 12:13 م]ـ
هذه خواطر عن مصر التي رأيت ... وهذا أسوأ مارأيت ....
وأما جمال مصر وحسن مصر وأهلها وتاريخها فهو شيئ يطول وقد فرغت من كتابته والحمد لله ولعله ينشر قريباً .....
والمرجوا ممن له خبرة ودراية من رواد الملتقى الكرام أفادة القراء عن حقيقة القبرين والمسجدين وتاريخهما لأنهما من أهم المزارات .... وهناك أضرحة ومزارات غيرها تنسب لأهل البيت وغيرهم مثل البدوي ومن على شاكلتهم لم أذكرها خشية الإطالة ...
**********
وأما جامع الحسين فهو قصة تحتاج لبحث علمي جاد , بعيداً عن التعصب لرأي دون آخر , وقد اختلفت أقوال المؤرخين في حقيقة الرأس بين منكر ومثبت , وبين مصدق ومكذب , والخلاف ليس بين أشخاص مغمورين , بل بين كبار العلماء من المؤرخين والباحثين.
لكن المتفق عليه هو بداية وجوده وظهوره , فقد بناه الفاطميون الباطنية العبيدويون وزعموا أن جزء من جسد الحسين بن علي بن أبي طالب مدفون فيه (وهو رأسه) , وكان بنائه في منتصف القرن السادس سنة (548) قبل سقوط دولتهم بعشرين سنة تقريباً.
وقد ذكر من أرخ له أن الرأس وجد عند الباطنية في أول الأمر بعسقلان وهي مدينة على ساحل فلسطين , وهناك قام الشيعة الباطنية بعسقلان بعمل بارز فقد بنيت عليه قبة كبيرة , وقصة بنائه ونقل الرأس من عسقلان إلى القاهرة تحتاج لإثبات ونقد علمي , فقد ثبت أنه قتل بكربلاء بالعراق , وبعث برأسه للكوفة كما رواه البخاري , ثم وجد رأسه بقدرة قادر!! بعد أربعمائة وثلاثين سنة بعسقلان عند الباطنية وتبنى قبة على الرأس , ثم يطلب الباطنية العبيديون بنقله بعدها إلى القاهرة قبل نهاية حكمهم بعشرين سنة تقريباً!! , فيكون بين موته ودفن رأسه كما زعموا أكثر من خمسمائة سنة.
ثم كيف يكون للحسين ثلاثة مشاهد أحدها بالعراق والآخر بدمشق والثالث بالقاهرة!!.
وأرجوا ألا تأخذ القاري عجلة قبل أن يبحث , وسيرى من مبالغات الشيعة في ذلك الوقت ما يجعله في حيرة من أمره , وسأذكر مثالاً لذلك وهو من كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب حيث قال المصنف عن مشهد الحسين في حلب (وهو مشهد رابع للحسين):" وفي سفح جبل جوشن من شمالي مشهد الدكة مشهد آخر يسمى مشهد الحسين، بناه الحلبيون لمنام زعموا أنه رؤي، وتنوقوا في بنائه وإحكامه ومنجوره، وتبرع جماعة من الصناع في عمارة شيء منه، وأظهر صنعته فيه؛ ووقف الملك الظاهر غازي رحمه الله عليه وقفاً حسناً، استمالة لقلوب الشيعة من أهل حلب " انتهى كلامه (1/ 115).
وكان للباطنية طقوس عند هذا المشهد من إحياء يوم عاشوراء بطقوس الرافضة المشهورة , وفيها يحصل بكاء ونواح وعويل , وكان لهم مسيرات ومفاخرات ما أنزل بها من سلطان , ثم زالت بعض تلك المظاهر والحمد لله!! , ولكن بقي عدد من الناس يطلبون المدد من القبر , ويسألون صاحب القبر , ويتوافدون عليه يرجون من الميت أن يدفع عن الأحياء ثمن حياتهم , وأن يكفيهم ما يحصل لهم!.
وليس أعجب من الحسين إلا قبر السيدة زينب , فإنهم يجعلون لها ضريحين الأول بمصر والثاني بدمشق!! , وكل واحد من المكانين يشهد زحاماً كثراً , وأموراً منكرة لا تقرها الشرائع السماوية جميعاً بدون استثناء , وللقارئ أن يعجب من إقبال الناس على المشهد المصري مع أن المؤرخين يجمعون على أنها لم تدخل مصر أصلاً لا في حياتها ولا بعد مماتها.
وإنما بني المشهد الكبير بالقاهرة بسبب حلم في المنام في القرن التاسع , زعم أحد الناس أنه رأى في منامه أن زينب وقفت هنا , ثم دعا الناس إلى زيارة المكان والتبرك به وبناء قبة كبيرة عليه , وأخذ هو مبالغ الناس بحجة النظارة والتصرف في المشهد .. !!.
والعجيب أيضاً الخلاف بين المؤرخين المصريين المعتنين بالمشاهد والمساجد أنهم لا يؤكدون من زينب هذه , فهل هي زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ , وهو رأي بعيد لا يقول به والناس يحسبونها هي لأن بنت رسول الله توفيت في السنة الثامنة الهجرية في عهد أبيها صلى الله عليه وسلم ودفنها رسول الله في المدينة في البقيع قبل أن تفتح مصر بمدة طويلة.
أم هي زينب بنت علي أبن أبي طالب؟.
أم غيرهما؟.
¥