تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و من اخطر الأمانات شأنا حفظ أسرار الناس و ستر عوراتهم و كتمان احاديث مجالسهم فقد ورد في الحديث: " المجالس بالأمانة " صحيح الجامع، و إن لم يوص المتحدث بكتمان حديثه الخاص إليك لم يكن لك ان تشيعه إلا بإذنه و علمه لقوله عليه الصلاة و السلام: " إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة " صحيح الجامع.

و من الأمانة في العمل إتقانه و كتمان اسراره، لذلك ترجم البخاري في كتاب الأحكام: " باب: يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا " مشيرا بذلك إلى قول أبي بكر لزيد بن ثابت رضي الله عنهما حين أراد أن يستعمله: " إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك " البخاري.

و من مخاطر الأزمان المتأخرة اضطراب الموازين و فساد القيم إلى الدرجة التي وصفها النبي عليه الصلاة و السلام بقوله:" سيأتي على الناس سنوات خداعات،يصدق فيها الكاذب، و يكذب فيها الصادق،و يؤتمن فيها الخائن، و يخون فيها الأمين، و ينطق فيها الرويبضة في أمر العامة، قيل و ما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه " صحيح سنن ابن ماجة.

و قد خشي النبي عليه الصلاة و السلام من انتشار الخيانة بعد قرون الخير فقال: " .. إن بعدكم قوما يخونون و لا يؤتمنون .. " البخاري.

و منذ ذللك الحين استمر مسلسل السقوط إلى أن أصبحنا نرى الأمر يوسد إلى غير أهله، و يؤتمن الخائن و يخون الأمين، و يغدو الأمناء حقا ندرة مع هذه الندرة يستبعدون و يولى غيرهم و يكون ذلك سببا في تضييع الأمانات و هو من علامات الساعة، قال عليه الصلاة و السلام: " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال أبو هريرة: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " البخاري.

و في الفنح: قال ابن بطال معنى أسند الأمر إلى غير أهله:" أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده، و فرض لهم النصيحة لهم، فينبغي لهم تولية أهل الدين، فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله تعالى إياها ".

و من اللمحات الفقهية لتبويب البخاري أنه استشهد بحديث: " فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " في كتاب العلم، و يعلل ابن حجر إيراده في كتاب العلم فيقول: " و مناسبة هذا المتن لكتاب العلم ان إسناد الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل و رفع العلم و ذلك من جملة الأشراط ".

و الوفاء بحقوق الأمانة من صفات المؤمنين، و الإخلال بشيئ منها خصلة من النفاق و لذلك جاء في صفات المنافق أنه: " إذا اؤتمن خان "، و قال عليه الصلاة و السلام: " لا إيمان لمن لا أمانة له، و لا دين لمن لا عهد له " صحيح الجامع.

فصاحب خلق الأمانة حريص على أداء واجبه بعيد عن الغدر و المكر و الخيانة، حافظ للعهود، واف بالوعود.

جريدة السبيل

جريدة أسبوعية مستقل شاملة تصدر مرة في الشهر مؤقتا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير