تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أهرامات وآثار مصر ... وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى ...]

ـ[خضر بن سند]ــــــــ[02 - 04 - 09, 05:43 ص]ـ

يرد سؤال أشبه مايكون بالبرئ غالباً .. هل عرف علماء المسلمين القدامى الأهرام ووصوفوها (وقد ورد هذا السؤال في هذا المنتدى) ,,, وهل دخلوها واكتشفوها ... وهل وصف علمائنا ذلك قبل نصارى الغرب ... وما هي فائدة هذا العلم للمسلمين؟؟

ولقد شاهدت الأهرام وبعض آثار مصر , وثارت هذه الأسئلة وغيرها هناك , فكان نقاشاً علمياً جميلاً كتبت أحرفه بعد عودتنا وهو ماتراه. ..

وهي جزء من حلقات عن خواطر وسوانح في وصف مصر لعله ينشر قريباً , وقد نشرت حلقة منه على هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1010881

************************

وإذا فرغنا من وصف البلد فسيأتي سؤال مهم عن صفة الأهرام وماذا شاهدنا فيها؟ , والأدهى من هذا السؤال: هل عرفها المسلمون واكتشفوها قديما؟.

أم أن الغرب هم سادتها؟؟.

هذه الأعجوبة والأسطورة طالما تمنيت رؤيتها وزيارتها لكثرة ما سمعت وقرأت عنها وعن عجائبها , وكنت أظنها خارج القاهرة بمسافة شاسعة , وفوجئت بأنها تتراءى للناظر من وسط القاهرة , فهي ليست بعيدة في الصحراء كما توهمت من خلال الصور التي أراها , ولكنها منطقة منزوعة من العمران حتى لا تفقد حضارتها وقيمتها التاريخية السياحية.

ثم إنها ليست محصورة في مكان واحد بل هي بالعشرات وتمتد في عدة مدن ومناطق من مصر من شماله إلى جنوبه , ولها أشكال مختلفة وعجيبة , لكن أكبرها وأعظمها وأشهرها هي أهرام الجيزة التي هي اليوم من القاهرة , ويستطيع الزائر لمصر أن يتجول لرؤية الأهرام في مناطق مختلفة من مصر فيذهب للصعيد ليراها بكثرة إن شاء , ويرى بقايا الآثار التي تدهش الناظر , وليس لها مثيل في العالم يأسره في كثرتها ورعتها وأعجوبتها.

ولعل أكثر ما يؤلم المؤرخ والكاتب اليوم أن ينسب الفضل في معرفة الأهرام للغرباء عن مصر لغة وديناً وثقافة. فقد يسال كثير من أبنا الإسلام ببرائة متناهية غريبة!! , هذه الأعجوبة هل عرفها المسلمون الأوائل؟ , وهل اكتشفوها وعرفوا شيئاً من أسراها؟ , وهل ذرعوها وعرفوا مساحتها وأطوالها وحدوها وأماكنها؟؟ , هل وصفوها وكتبوا عنها؟؟ , أم أن الغرب المحتل هم أول من وصفها وكتب عنها!!.

والعجب هوا أن الكتب التي تقدم للسائحين غالبها بلغة أجنبية لا تتحدث إلا عن المكتشف فلان والكاتب فلان , وكلهم من غير جلدتنا ولساننا وديننا , حتى يظن الظان أن المصريين والمسلمين قبل مئتين سنة كانوا عمياناً أو عجزة عن معرفة الأهرام , حتى نزل عليهم هؤلاء المخلصون ليبينوا لهم حضارتهم القديمة.

وللأسف أن كثيراً من الكتاب اليوم يتناسون أن العرب الأوائل كتبوا عنها ووصفوها بكثرة , ولهم أخبار وقصائد في ذلك.

ولعل كثيراً من الناس لا يدري أن المأمون الخليفة العباسي قد استطاع رجاله وعلماء دولته بناء على طلبه فك لغز الأهرام , وفتحوا مغارة أحدها وهو خوفوا الهرم الكبير , ورأوا الرسوم والنقوش , ورأوا جثة الملك والجواهر والذهب من حوله , وسطر ذلك علماء المسلمين , ولم يكن ذلك سراً لا يعلمه أحد!!.

ولازالت تلك البنايات الشاهقة الغريبة العجيبة مثار جدال ونقاش من علماء الأثار , وقد سبق علماء المسلمين الغرب في بيان مدى الخلاف فيها , وممن تكلم فيها من علماء المسلمين المؤرخ الشهير (علي بن حسين المسعودي) , وقد توفي المسعودي سنة (346) , وله رحلات كثيرة للشرق والغرب وأكثر من وصف الأماكن والبلدان , وهو صاحب الكتاب المعروف (مروج الذهب) , حيث قال عن الأهرامات وأمرها العجيب: " والأهرام وطولها عظيم، وبنيانها عجيب، عليها أنواع من الكتابات بأقلام الأمم السالفة، والممالك الداثرة، لا يحرى ما تلك الكتابة ولا ما المراد بها، وقد قال مَنْ عنى بتقدير ذرعها: إن مقدار ارتفاع ذهابها في الجو نحو من أربعمائة ذراع، أو كثر، وكلما علا به الصعداء دق ذلك، والعرض نحو ما وصفنا، عليها من الرسوم ما ذكرنا، وإن ذلك علوم وخواص وسحر وأسرار للطبيعة " , ثم أفاض في صفتها وصفة النقوش والكتابات والرسوم في نواحي مصر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير