2 - وتعرف اختيار الشيخ.
3 - وتعرف التقرير.
17 – ذكر عند (26:50) ضرورة معاودة سماع تلك الدورات العلمية، إذا حضرت ولخصت الشروح؛ أعد سماع ما حضرت؛ فقد يحدث خطأ، وقد يحدث غلطا، وقد يبدو لك فهم آخر غير الأول؛ فسماعك للشرح مرة، غير سماعك له مرتين، وهكذا؛ وكلما زاد السماع كلما كان الخطأ أقل، والاستدارك أقل.
18 – ذكر عند (27:56) أسبابا معينة على ترسيخ العلم وترسيخ ما يقال في الدروس في ذهن الطالب.
وهي أسباب ثلاثة:
1 - قبل حضور الدرس.
2 - في أثناء الدرس.
3 - بعد الدرس.
والإخلاص مع الله، ومسألة الحرص على صفاء النية هذا أمر لا ينازع فيه – أحد - إن شاء الله فيها -.
أولا: الأسباب قبل الدرس:
1 – رتب أوقاتك على أن يكون الدرس هو الأصل، والأشغال هي العرض، والعكس لا يليق بل لا ينبغي لطالب العلم.
والعرض يزول إذا جاء الأصل.
2 - اقرأ وذاكر ما سيشرحه المدرس قبل حضورك الدرس!
لماذا؟
أنت ستقول: إن المتن مستغلق؛ ألفاظه مشكلة! أنا أعلم هذا! لكن إذا قرأت لما سيشرحه الشيخ، وسمعت المتن مرة أخرى؛ فتكون متهيئا.
وهناك طريقة جيدة: وهي أن تأخذ كتابا للفتاوي، وتقرأ السؤال وتجعل الجالسين يفكرون في الجواب، فكل واحد سيخرج لك بجواب؛ ثم تعطيهم الجواب؛ وعند ذلك تكون أذهانهم جاهزة وحاضرة لسماع الجواب، وهذه طريقة جيدة.
3 - التبكير إلى الدرس، مما يجعل الإنسان يأتي إلى الدرس متهيئا، ويكون بقربك من الشيخ التركيز أكثر، ويتهيأ الذهن لتحصيل العلم.
ثانيا: في أثناء الدرس:
1 – لزوم الأدب في مجلس العلم؛ العلم له آداب تليق به؛ للعالم والمعلم.
ثم ذكر بعض أخطاء طلاب العلم في مجالس العلم.
2 – عدم التشاغل في مجلس العلم، ومما يعاب على بعضهم أنه يتكلم بالهاتف بصوت مرتفع .... فأنت لست وحدك في هذا الدرس؛ فإخوانك لهم حق في هذا الدرس، فإن كان ولابد فاخرج، أما أن تشغل الشيخ، وتشغل إخوانك فهذا لا يليق.
3 – في أثناء الدرس قد يشكل عليك شيء من كلام الشيخ؛ فإذا ذهب وقته لا تتشاغل به، اكتب؛ ضع خَطًّا تحت الجملة المتنية، أو اكتب رأس قلم حتى عنوان المسألة، واجعلها مَذخرة حتى ينتهي الشيخ؛ لأن بعض الناس قد يشرح الشيخ كلمة من المتن؛ فتشكل على الطالب، فيبدأ يحاول فهم هذه الكلمة، والشيخ مستمر في الشرح، فيفوته كلمات، بعد أن كان متعطلا بشأن كلمة.
ثالثا: بعد الدرس:
1 – حضورك للدرس نعمة عظيمة، ومن أسباب دوام النعمة الشكر عليها. ومن عظيم فضل الله أنه يعطي الكثير، ويأمر بالقليل، ويجازي بالكثير، فشكر الله تعالى على تحصيل، وحضور مجلس العلم، والتحدث بهذه النعمة، مما يحث نفسك ويحث غيرك على أن ينالوا كما نلت؛ فإذا ذكرت الله تعالى وشكرته على أن يسر لك الحضور وإتمام مجلس العلم؛ فلا شك أن هذا من بوادر توفيق الله لك، وأن يعينك الله على ذلك؛ لننا نحتاج إلى عون الله في كل شيء تى في العبادة.
2 – معاودة قراءة الدرس، اقرأ ما شرح، اقرأ ما عَلَّقت.
3 – محاولة شرح ما شرحه الشيخ لأبنائك، لأهل بيتك، إذا كنت إماما لجامعة مسجدك، حتى ولو لم تكن إماما – إذا كنت متوثقا متأكدا – فلا مانع أن تفيد إخوانك أو جماعة مسجدك، أو آل بيتك، أو في مجلس مع جيرانك، أو في حيك، أن تفيدهم بما سمعت؛ لأن هذا من تزكية العلم، وفي ذلك مصالح كثيرة:
1 - الأجر لك.
2 - الأجر للشيخ الذي علمك.
3 – ومهما اتسعت دائرة نشر العلم الذي سمع منك فإن الأجر لك؛ لأنك علمتهم، وللشيخ - لا ينقص من أجرك ولا من أجورهم شيء.
أخيرا: بعض الوصايا النافعة لطالب العلم.
ذَكرَ بعض الكتب التي تكلمت عن العلم وفضله وآداب حملته؛ مثل (جامع بيان العلم وفضله) لابن عبد البر – رحمه الله – و (تذكرة السامع والمتكلم) لابن جماعة الكناني – رحمه الله -، و (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) للخطيب البغدادي – رحمه الله -.
ثم بدأ في ذكر وصايا عامة:
1 – الإكثار من تلاوة القرآن الكريم؛ وذكر فائدة ذلك، وأجر قراءة القرآن.
2 – كثرة الاستغفار؛ والاستغفار له فوائدة كثيرة:
1 - الأجر كما في الحديث (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا).
2 - الاستفغار يعين على كشف المشكل من العلم.
3 - وفي الاستغفار تذلل لله تعالى.
4 - وفي الاستغفار إذا الإنسان أحس بالتحصيل العلمي؛ علم أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.
5 - والاستغفار فيه الافتقار والضعف إلى الله تعالى.
6 - والاستغفار يجعل العبد يزداد تواضعا لله تعالى، وأنه مهما بلغ في الجمع والحفظ والفهم؛ فإنه فوق كل ذي علم عليم، وأنه لولا الله لم تتيسر له نعمة من تلك النعم.
3 – يا طالب العلم يا من تحب طلب العلم، يا من ترغب في أن تطلب العلم قد يصعب عليك العلم في أول أمره، وقد يمر عليك مدة ولم تحصل في فنك ما يقابل تلك المدة، حتى ولو كان ذلك كذلك؛ فإن مجرد سعيك، ومجرد حضورك تلك عبادة تؤجر عليها.
ثم ذكر الرجل الذي جاء خلف الحلقة واستحيا فاستحيا الله منه.
ولا تنس! أولئك القوم لا يشقى بهم جليسهم.
4 – وأخيرا أوصيك – أيضا - بوصية تتعلق بكتب العلم:
إذا أردت أن تحضر درسا فاحرص – يا رعاك الله - على قراءة ترجمة المؤلف، ومنهج المؤلف في كتابه، فإن ذلك مما يزيد الوشائج العلمية بينك وبين المؤلف؛ إذا قرأت ترجمته = زاد حبك له، وزادت علاقتك بكتابه، فإذا قرأت منهجه في التأليف = عرفت كيف سار – رحمه الله - في هذا المتن، فإذا سمعت شرح الشيخ زاد العلم استحكاما في ذهنك.
أخيرا: أوصي نفسي وكل طالب للعلم – والله نسأل أن يجعلنا من طلاب علم - أن نكثر من دعاء الله تعالى، وأن نسأل الله تعالى – التوفيق والسداد في أمورنا، وأننا مهما طلبنا العلم، ومهما حصلنا من العلم ومهم بلغنا في الحفظ والفهم؛ فإننا لا نزال نحتاج إلى العلم، وفوق كل ذي علم عليم.
انتهت
أشرف السلفي
.
¥