ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 12:04 م]ـ
تأملتُ في كتاب الله تعالى ... فوجدت العلاج النافع، الناجع، الرافع، الرائع ... في صرف العبد عن المعاصي ... وتبغيضها له ... وتحبيبه إلى الطاعات ... وتقريبها له ...
فسألتُ نفسي ... بعد قراءتي لهذه الآية ... ولكأني أسمعها ... لأول مرة!!:
الله تعالى في كتابه العظيم ... يدعونا، ويحثنا، ويعلمنا، ويوجهنا إلى الجوء إليه ... وطلب العون منه تعالى ... في أن يصرف عنا ما نبتلى به من معاصي خفيات وظاهرات!! .... ثم لا نلجأ إليه!!.
عجيبٌ أمرُنا ... أصلح الله أمرَنا.
قال تعالى:
(وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ).
أحسن الله إليك أخي الفاضل أبا محمد؛ فقد أحسنتَ إصابة المحزّ، وطرقتَ أمراً جللاً، وكنتُ قد قرأتُ كلاماً نفيساً للعلاَّمة القصَّاب (ت: 360) في كتابه حول هذه الآية، وفي النقلِ عنه طولٌ، والكتاب لا يوجد في الشاملة، فأنقلُ منه قولَه - في معرض ردِّه على المعتزلة والقدرية - (4/ 175):
(فإذا كان المؤمنُ محبَّباً إليه الإيمان، وهو لا يقدر على المسابقةِ إليه إلاَّ بتحبيبِ ربِّه إيَّاه إليه، ولا يقدر على ترك الفسوق والعصيانِ إلاَّ بتكريهه إيَّاه إليه، وقد خصَّ بهذا المؤمن دون الكافر؛ علمنا أنَّ الذي أقعدَ الكافرَ عمَّا نهضَ به المؤمنُ = عدمُ ما جادَ اللهُ به على المؤمِنِ من هذين المعنَيين من التحبيبِ والتكريه ... ).ا. هـ
وفي الآيةِ معنى لطيف، وهو أنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يُحبِّب لأوليائه الإيمان فحسب؛ بل زيَّنه في قلوبهم، فقد يحبُّ المرءُ الشيءَ، ولا يكون مُزَيَّناً له؛ فإمّا إن اجتمع له حبُّ الشيءِ، وملاحظة زينته = فإنَّه لا يكاد يفرِّط فيه، ولذلك يكثر المؤمن من دعاء الله بالثبات على الدِّين، ويخشى زوالَه عند موتِه.
فهلاَّ أكثرَ المؤمنُ اللجأ والضراعة إلى الله؛ بأنْ يُنهضَه إلى الخيرات، ويُقعده عمَّا يكره، بتحبيب الإيمان له وتزيينه في قلبه، وتكريه الكفر والفسوق العصيان؟
فاللهُ أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين.
وأكرِّر الدعاء لك أخي أبا محمد.
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:07 م]ـ
الأخ الكريم ابن الكرام / خليل الفائدة
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأتمه، وأوفره، وأوفاه، وأعلاه.
لفتة مباركة طيبة ... لاعدمناك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:42 م]ـ
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
لجأ يوسف عليه السلام إلى الله تعالى ودعاه واعتصم به ... في أن يصرف عنه كيد النسوة ومكرهن ... فجاءه كرم الكريم ... ورحمة الرحمن الرحيم ...
(فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
فهل لجأنا إلى الله تعالى في مايعرض لنا من معاصي ... وما ابتُلينا به من ذنوب ... لينجينا الكريم بفضله ورحمته ... منها ... ومن آثارها ... وتبعاتها؟!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:31 م]ـ
رسالة من أخ كريم:
(جزاك الله خير ماكنت اتوقع ان اترك ماكنت عليه فدعوت الله فالان ابغض ماكنت عليه من كل قلبي).
قلت: الحمد لله ... وفضل الله لايحده حد ... فأين الداعون الملحون ...
أسأل الله أن يصلح قلبي وقلوب إخواني.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 05 - 09, 12:50 ص]ـ
ومثل ذلك: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ).
هل تشتكي من تقصير في أداء الفرائض؟!.
هل تشتكي من تقصير في قراءة كتاب الله تعالى؟!.
هل تشتكي من تقصير في أداء الرواتب؟!.
هل تشتكي من تقصير في قيام الليل أو الشفع أو حتى الوتر فقط؟!.
هل تشتكي من تقصير في الصدقات؟!.
هل تشتكي من تقصير في صيام التطوع؟!.
هل تشتكي من تقصير في صلة الأرحام؟!.
هل تشتكي - إجمالا - من تقصيرك في الطاعات؟!.
الله تعالى قال: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ).
فهل لجأنا إلى الله تعالى بأن يحبب إلينا الإيمان ... وأن يزينه في قلوبنا؟!.
هل سألنا الله بصدق بأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته؟!.
هل دعونا الله بإلحاح بأن يذيقنا حلاوة الإيمان ... وبرد العفو؟!.
لو سألناه تعالى لأجابنا ... فهو الرحيم الرحمن الودود ... سبحانه وتعالى.
فلندعُ ... ولنكثر ... ولنلحُّ ... ثم لنرى نعم الله تعالى علينا ... وتيسيره العبادات لنا.
نسأل الله أن يصلح أحوالنا.
¥