ويستشعر استحياءه من الله أكثر من استحيائه من الخلق , وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (واستحي من الله استحياءك رجلاً مِنْ أهلكَ) صححه الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (3559)، وعزاه للبزار، والمروزي في "الإيمان".
6 - تذكر الموت لو أنه جاءه وهو في حال فعل المعصية، وارتكاب الذنب , فكيف يقابل ربه وهو في تلك الحال؟!.
7 - تذكر ما أعده الله لعباده الصالحين من جنة عرضها السموات والأرض , والتفكر في عذاب الله تعالى، قال تعالى: (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فصلت/40.
رابعاً:
أما حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ: (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ): فقد رواه مسلم (2553)، وهو ميزان يدل على معرفة الذنب، والمعصية، عند الاشتباه في أمرهما.
قال النووي رحمه الله في شرح الحديث:
وَمَعنَى (حَاكَ فِي صَدْرك) أَي: تَحَرَّكَ فِيه، وَتَرَدَّدَ، وَلَمْ يَنشَرح لَهُ الصَّدر، وَحَصَل في القَلب مِنه الشَّكّ، وَخَوْف كَونه ذَنبًا.
"شرح مسلم" (16/ 111).
وقال ابن رجب رحمه الله:
إشارةٌ إلى أنَّ الإثم: ما أثَّر في الصدر حرجاً، وضيقاً، وقلقاً، واضطراباً، فلم ينشرح له الصَّدرُ، ومع هذا: فهو عندَ النَّاسِ مستنكرٌ، بحيث ينكرونه عند اطلاعهم عليه، وهذا أعلى مراتب معرفة الإثم عندَ الاشتباه.
"جامع العلوم والحكَم" (ص 254).
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
"وهذه الجملة (الْإِثْمُ مَا حَاك فِي صَدْرك) إنما هي لمن كان قلبه صافياً سليماً، فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثماً، ويكره أن يطلع عليه الناس.
أما المتمردون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون ـ بل ربما يتبجحون بفعل المنكر والإثم، فالكلام هنا ليس عاماً لكل أحد، بل هو خاص لمن كان قلبه سليماً طاهراً نقياً، فإنه إذا هم بإثم وإن لم يعلم أنه إثم من قِبَلِ الشرع تجده متردداً يكره أن يطلع الناس عليه، وهذا ضابط وليس بقاعدة، أي علامة على الإثم في قلب المؤمن" انتهى.
شرح الأربعين النووية" (ص294).
وعلى هذا، فليس في الحديث إقرار العبد على فعل المعصية في الخلوة، وإنما هذا الميزان الدقيق لما يشتبه أمره على المسلم بالقلب هل هو معصية أم لا؟
فإن كان يستحي من فعله أمام الناس فهو معصية، وإن كان لا يستحي منه فهو جائز ولا حرج فيه.
ونسأل الله أن يحفظنا وإياكم من الذنوب والمعاصي، وأن يعيننا على أنفسنا.
والله أعلم.
موقع الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/134211
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[17 - 01 - 10, 11:20 م]ـ
بارك الله فيكم وأثابكم
حقا نحتاج لهذا الموضوع كثيرا لتيسر سبل الشر في هذه الأزمان والله المستعان
اللهم اصرف عنا السوء والفحشاء واجعلنا من عبادك المخلصين
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[04 - 03 - 10, 11:59 م]ـ
وجدت هذه الفائدة في أنقاض جهازي وأنا أرتبه فأحببت أن أستفيد وأفيد بها:
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال.
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات.
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعا.
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك.
ـ[السوادي]ــــــــ[05 - 03 - 10, 02:58 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[مسلم الخولاني]ــــــــ[05 - 03 - 10, 10:14 م]ـ
من أجمل ما قرأت في هذا الملتقى
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
ـ[الحوطي]ــــــــ[07 - 03 - 10, 09:09 م]ـ
جزاك الله خير.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 04 - 10, 03:42 م]ـ
مما يناسب:
استغلال أوقات الإجابة .. والانطراح بين يدي الله تعالى، والإلحاح في الدعاء .. بأن يصرف عنا السوء والفحشاء .. وأن يجعلنا من عباده المخلصين .. وأن يردَّ قلوبنا وأنفسنا إلى الله ردا جميلا.
أنا وأنت لدينا مشكلة مع قلوبنا .. فلماذا لانُقبل إلى من بيده الفرج وكشف الضيق وبيان المخرج.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 04 - 10, 09:33 م]ـ
قال أحد الأفاضل .. معلقا على الموضوع في أحد المواقع:
" واخبركم عن تجربتي: فقديما قبل ان يمن الله علي بالهداية .. كنت مبتلى بالتدخين وسماع الاغاني، ثم لما استقمت وجدت مشقة بالغة في التخلص من ذلك.
فكنت ادعو الله في كل صلاة ان يبغضهما الى نفسي .. فما لبثت بعد مدة الا وهاتان الخصلتان من ابغض الامور الى نفسي .. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وجماع الامر هنا هو الصدق في الدعاء والالحاح وعدم الملل من تكراره .. واعلم انك ستمر بمرحلة اختبار .. تجد نفسك فيها اشد انجذابا لتلك المعصية وتوقا اليها .. فما عليك الا مصابرتها قليلا لتجد نفسك بعد زمن يسير باذن الله قد تخلصت من تلك المعصية وابدلك الله بها عملا صالح.
--
هنا ( http://www.muslm.net/vb/showpost.php?p=2474900&postcount=4)
¥