(ابن تيمّية والهيئة)
ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 02:11 م]ـ
(ابن تيّمية والهيئة)
عندما بذل ابن تيمية -قدس الله روحه- جهده وافرغ وسعه في تعريف الناس بالمذهب الحق للسلف , وجد لغطاً واسعاً وممانعةً لا يُدانيها ممانعة , لكنه أخلص في دعوته وثبت دونها حق الثبات , حينها لم يكن أمام المخالفين -وقد ضاقت بهم الحيل-سوى اللجوء إلى طريقة ظنوها مُنجية لهم أمام الجماهير , زعموا أن عراكهم لا يعدوا أن يكون مع ابن تيمية نفسه لا مع مذهب السلف.
حاولوا شخصنه القضية واختزالها من قضية أمة إلى قضية شخص واحد لا داعي للوقوف كثيراً عند دعاويه و مزاعمه.
قضية الاختزال اتصلت حبالها من ذلك العصر حتى زمننا القريب وقد قال (ابن زهره) إن ابن تيمية ابتدع هذا المنهج من عنده وعقيدته ليست هي عقيدة السلف.
حتى عندما عالج ابن تيمية أخطاء الصوفية وكشف انحرافاتهم , تعالت الأصوات بأن ابن تيمية هو أول من أثار حفائظ الناس وأسعر الحرب وملأ الدنيا ضجيجاً بعد أن كان الناس حتى زمانه في وفاق وآلفة. .
ولكن الحقيقة تذكر لهم أن محاولة تنقية الدين من شوائب الصوفية قديم بقدم انحرافاتهم, بداً من تحذير الإمام أحمد ابن حنبل من الحارث المحاسبي مروراً برمي (ذو النون المصري) بالزندقة , حتى اتفاق الفقهاء على قتل الحلاج.
حاولوا تأليب الناس على ذلك الشيخ الجليل بأنه مثير الفتنة بعد تاريخ من السلم والتصافي.
وكأن التاريخ يعيد نفسه, فهاهي الهيئة في وقتنا الحاضر باتت تواجه وبضراوة ضروباً من الانحلال الأخلاقي و العقائدي في الزمن الذي يشهد هيمنة الثقافة التحررية من كل قيد.
وعندما انبرى أولئك الأفاضل للوقوف دونها وحماية المجتمع منها , كتب البعض ممن تلوث عقله قبل سن قلمه , كتبوا أن صراعهم وهجاءهم لا يعدو أن يكون تجاه الهيئة فحسب , هي خصمهم اللدود.
كأن المجتمع يقف موقف المحايد من تلك الرذائل التي تصب فوق رؤوسهم صباح مساء.
وكأن المجتمع لم تمتلئ جذوره بماء الغيرة على دينه , وكأنه لا يسعى لردم كل هوة أحدثتها معاول الانحلال و أعداء العفة.
القضية ليست معلقة بأشخاص يذهبون ويأتون , بل هي قضية متجذرة لا يمكن اجتثاثها بدعاوى صفيقة وأساليب تالفة.
ماجد محمد الأسمري
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 02:44 م]ـ
ما حالُ أولئك وحالُ أشاوس الحسبة الشرفاء إلا كالأمِّ تمنعُ ابنها الجمرَ وهو يطلبهُ , أو كالفراش يُمنعُ النَّار ويأبى إلا التقحم , ولكنَّ الله قضى سنةً لا تتبدلُ أبداً وهي (والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)