تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن أثناء قراءتي للعز بن عبد السلام وهو من أشد الناس مقاومة للبدع العملية وجدته يبدع بشدة صلاة الرغائب وكلامه فيها مشهور لكن وجدته يقول: لا بأس بالمصافحة بعد صلاة الصبح وصلاة العصر

قال النووي: وأما تخصيص المصافحة بما بعد صلاتي الصبح والعصر فقد مثل ابن عبد السلام في " القواعد " البدعة المباحة (لغويا طبعا) بها قال النووي: وأصل المصافحة سنة وكونهم حافظوا عليها في بعض الأحوال لا يخرج ذلك عن أصل السنة.

قلت (أبو يحيي) من كلام النووي والعز بن عبد السلام يمكن أن يقال: إن تخصيص بعض السنن ببعض الاوقات لا شيء فيه مع اعتبار:

1 - أن يكون ذلك لتنظيم الأذكار و صلوات التطوع المطلق

2 - ألا يعتقد فضلا في هذا الوقت بذاته

3 - ألا يدعو أحدا إلي التزام ما التزمه

4 - ألا يوقعه تخصيصه هذا في مخالفة سنة كمن يصلي تطوعا مطلقا في أوقات الكراهة

وكلام الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه عن تكرار آيات القرآن متجه واضح لكن هناك إشكالا أيضا في تخصيصه بوقت معين (كتكرار الفاتحة المنقول هنا عن أبي العباس بن تيمية)

والإشكال هو: أن كثيرا من المشايخ العصريين صرحوا ببدعية قراءة (قل هو الله أحد) ثلاثا في الترويحة رغم ما ورد من أنها تعادل ثلث القرآن فمن قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن لكنهم صرحوا بالبدعية لتخصيصها بوقت الترويحة

وأري أن المسألتين من باب واحد فإن قيل بأن قراءة آيات القرآن وتكرارها فيه سعة وأنه يجوز تخصيصها بوقت لحضور القلب ونحوه فينبغي ألا ينكر ما نقل عن ابن تيمية و لا ما يفعله الناس في الترويحة وإن قيل بالمنع في واحدة فينبغي أن يقال بالمنع في الثانية فما رأيكم حفظكم الله؟

وقال تاج الدين السبكي في طبقاته في ترجمة والده الشيخ تقي الدين السبكي:

(حضرت الوالد رحمه الله مرة في ختمة وقد وصل القراء إلى سورة الإخلاص فقرءوها ثلاث مرات على العادة وكان على يمينه قاضي القضاة عماد الدين علي بن أحمد الطرسوسي الحنفي فالتفت إلى الشيخ الإمام وقال: في خاطري دائما أن أسأل عن الحكمة في إطباق الناس على تكريرها ثلاثا

فقال له الشيخ الإمام:لأنه قد ورد أنها تعدل ثلث القرآن فتحصل بذلك ختمة

فقال القاضي عماد الدين: فلم لا يقرءونها ثلاثا بعد الواحدة التي تضمنتها الختمة ليحصل ختمتان

فقال الشيخ الإمام: مقصود الناس تحقيق ختمة واحدة فإن القارئ إذا وصل إليها فقرأها ثم أعادها مرتين كان على يقين من حصول ختمة إما التي قرأها من الفاتحة إلى آخر القرآن وإما ثوابها بقراءة الإخلاص ثلاثا وليس المقصود ختمة أخرى وهذا معنى مليح اهـ

قلت: وفي هذا مثل سابقه تكرار سورة الإخلاص ثلاثا وهو مطلب عام لكنه قيد في وقت خاص وهو أثناء ختم القرآن و هذا لا ينكره السبكي كما اتضح من كلامه هنا

والسبكي في كلامه في كتابه (ضوء المصابيح): بدّع وأنكر بشدة صلاة الرغائب فيفهم أنه- كالعز بن عبد السلام والنووي- يفرق بين استحداث هيئة جديدة وبين تقييد ما ورد مطلقا ببعض الوقت فيمنع الأول و يبيح الثاني

فما رأيكم في ما قلته كله؟

رزقنا الله اتباع السنة بفضله و كرمه

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 10:39 م]ـ

بارك الله فيك

اما قراءة القرآن وتكراره فهذا أمر مشروع لايحتاج لدليل أو برهان فكل القرآن له فضائل، وسورة الفاتحة لها فضل خاص، فلو كررها أحد ليحصل على الفضل الخاص بها أو لرقية أو نحوها فلا حرج في ذلك.

أما الخلط بين فعل ابن تيمية رحمه الله في تكرار سورة الفاتحة وبين قول ياحي ياقيوم بين أذان الفجر وصلاته فليس بسديد، فقد سبق بيان ماورد في قول ياحي ياقيوم عن السلف وأنهم متبعون في ذلك وليس ابن تيمية هو الذي فعله ابتداء، وغالب الظن أن لهم أثرا في ذلك كما سبق في الرابط.

أما تكرار سورة الفاتحة بقصد الحصول على فضلها والانتفاع بما فيها من الخيرات فهذا أمر سائغ سواء كان في الصبح أو الظهر أو المساء أو غيرها.

وليس كل من صحب ابن تيمة رحمه الله ذكر ذلك عنه، فقد يستدل على ذلك بكونه قد يفعلها أحيانا ولم يكن مواظبا عليها، والبزار في ترجمته لابن تيمية ذكر بعض الروايات عنه عن بعض من يثق به فيها عجائب وغرائب.

أما العز بن عبدالسلام والنووي والسبكي رحمهم الله فعندهم اضطراب في مسائل العقيدة وبعض الأمور الأخرى، ولاشك في قبول ما وافقوا فيه الصواب والثناء عليهم به، ولكنهم ليسوا من أئمة السلف المقتدى بهم لموافقتهم للأشاعرة والجهمية في بعض الأمور.

أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد حاز سبقا عظيما في اتباع السلف والمنافحة عن عقيدتهم ومنهجهم فرحم الله الجميع.

واستحداث مصافحة معينة في وقت معين مخالفة لما كان عليه السلف الصالح لم ترد في نص أو في عمل السلف.

ـ[أبو يحيي المصري]ــــــــ[09 - 04 - 09, 12:37 ص]ـ

بارك الله فيك أخي الفاضل

إذن تكرار القرآن و تخصيصه بوقت فيه سعة وعليه فلا ينكر ما جاء عن الإمام ابن تيمية من ذلك

فأرجو أن تبين لي وجه إنكار كثير من المشايخ علي من يقرأ "قل هو الله أحد" ثلاثا في جلسة الترويحة وأثناء ختم القرآن

فعلي ما قررتَه أخي الكريم ينبغي ألا ينكر هذان الفعلان لأن هذه السورة لها فضل خاص معلوم وهناك سعة في تخصيصها بوقت كما ذكرتَه

والله تعالي أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير