أيضاً مما يُوصى بِهِ المُسلم عُمُوماً لا يزال لِسَانُهُ رطب بذكر الله -جل وعلا-، و الذِّكر لا يُكلِّف شيء، الذِّكر لا يُكلِّف .. يعني سُبحان الله وبحمدِهِ مئة مرَّة حُطَّت عنهُ خطاياهُ وإنْ كانت مثل زبد البحر، سُبحان الله وبحمدِهِ بالتَّجربة تحتاج إلى دقيقة ونصف، ما يحتاج مثل الآصار والأغلال التِّي كانت على من قبلنا أنْ يأخذ الإنسان سيف ويقتل نفسه لِيتُوب اللهُ عليه، ما يلزم هذا، دقيقة ونصف سُبحان الله وبحمدِهِ حُطَّت عنهُ خطاياه وإنْ كانت مثل زبد البحر.
من لزم الاستغفار، وللاستغفار فوائِدُهُ شيء لا يخطُر على البال، يعني لهُ دور في شرح النَّفس، وطيب العيش، وكثرة المال والولد، والبركة في الرِّزق، لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ، لهُ الملك ولهُ الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير، عشر مرَّات، كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، عشر مرَّات تُقال بدقيقة، مائة مرَّة عاد هذا أمر لا يكون أحد مثله إلا إذا أتى بِمثلِهِ أو زاد، حرز من الشيطان، و مائة درجة، ويُمحى عنهُ مائة سيِّئة، و كمن أعتق عشرة من ولد إسماعيل، أُجُور؛ لكن يا الإخوان الحرمان ليست لهُ نهاية.
تجد كثير من النَّاس إذا ذهب إلى أمرٍ من الأُمُور ووجد صاحب الأمر غير موجُود ولا خرج مشوار يأتي بعد رُبع ساعة، الرُّبع ساعة الخمسة عشر دقيقة هذه أثقل عليه في الانتظار من خمسة عشر سنة، تجدُهُ يتوهَّج ويتأسَّف ويتألَّم وشوي يخرج وشوي يدخل ينتظر هذا لماذا؟ ما عوَّد نفسهُ على الذِّكر، يعني لو شرع في قراءة جُزء من القرآن بربع هالسَّاعة، ألا يود أنْ يتأخَّر صاحبهُ حتَّى يُكمل هذا الجُزء؟ إذا كان لهُ وِرْد ونصيب يومي من القُرآن ألا يتمنَّى أنْ تتأخَّر الإقامة قليلاً حتَّى يُكمل قراءَتهُ؟ والله هذا الحاصل يا الإخوان؛ لكنْ الذِّي يتَّخِذ القرآن لمُجرَّد إمضاء وقت، أو يتَّخِذ الذِّكر لذلك ما يُفلح، بس ينتظر الإقامة وينتظر الباب متى يأتي الإمام لماذا؟ لأنَّهُ ما عوَّد نفسهُ، ولا تعرَّف على الله في الرَّخاء ليُعْرف في مثل هذه الشَّدائد.
لكنْ لو تأخَّر المُوظَّف الذِّي ينتظرُهُ عشر دقائق أو رُبع ساعة وتعوَّد إنْ كان لا يحفظ القرآن في جيبِهِ جُزء من القرآن قرأهُ يكفيه مائة ألف حسنة أفضل من العمل الذِّي جاء من أجلِهِ أفضل بكثير من العمل الذِّي جاء من أجلِهِ؛ لكنْ باعتبار أنَّنا ما عوَّدنا أنفُسنا على هذا نتضايق كثيراً.
الإنسان في طريقه في مِشوارِهِ رايح وجاي، ويضيع أكثر أوقات النَّاس في السَّيَّارات الآن، وكثير من النَّاس لا يُحْسِن استغلال مثل هذه الأوقات، اقرأ قُرآن، اذكُر من الأذكار ما جاء الشَّرع بالحثِّ عليهِ، اسمع أشرطة علميَّة تستفيد.
المقصُود أنَّ على الإنسان أنْ يحفظ الوقت؛ لأنَّ العُمر هو عبارة عن هذه الأنفاس وهذه الدَّقائق وقبلها الثَّواني وبعدها السَّاعات هذا هُو عُمر الإنسان؛ بل هذا هو حقيقة الإنسان، فإذا ضيَّع الإنسان نفسهُ فعلام يُحافظ؟ إذا ضيَّع الإنسان نفسهُ يعني انتهت بالكُلِّيَّة ما سوى شيء، وكم من شخص يُمَد لهُ في العُمر إلى مائة سنة فإذا طُلب من أهلهِ وذويه ماذا أنجز خلال هذه المائة سنة؟ والله ما نشوف شيء.
http://www.khudheir.com/text/147
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 04 - 10, 01:00 ص]ـ
سبحان الله! رحم الله السلف
الـ خمس دقائق عندهم، قيمتها، كالسنين عندنا!
قالوا لعمر بن عبد العزيز -رحمه الله-:
لو ركبت وتروحت؟
فقال لهم: فمن يجزىء عني عمل ذلك اليوم؟
فقالوا: تؤجله إلى الغد.
فقال لهم: فدحني عمل يوم واحد فكيف إذا اجتمع عليّ عمل يومين؟!
قال الجنيد-رحمه الله-:
كان سري السقطي رضي الله عنه متصل الشغل، وكان إذا فاته شيء من ورده لا يقدر أن يعيده.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 06 - 10, 11:33 م]ـ
بمناسبة الاختبارات:
يمكن أن نستفيد من قاعدة: الـ (خمس دقائق) في أوقات المذاكرة للإختبارات ... مثل:
- التركيز على معلومة ما ... وتكرارها ... لمدة (خمس دقائق فقط) ... لتثبت بإذن الله.
- إذا أغلقت عليك المسائل ... فتوقف، واسترخِ ... ثم استغفر الله، واذكره تعالى ... لمدة (خمس دقائق).
- تحدد لك أو لأبنائك المختَبرين (خمس دقائق فقط) ... بين كل ساعة مذاكرة ... ليأخذ وقتا للراحة ... يلاعب فيها إخوانه ... يمارس هوايته المباحة بشكل سريع ... يذهب لمؤانسة الثلاجة والحديث معها:) ... ونحو ذلك.
- أعط لنفسك وقتا للمشي ... لمدة (خمس دقائق فقط) ... وتكون الحركة في المكان الذي أنت فيه أو حوله ... لستعيد نشاطك وحماسك بإذن الله.
- قم بإعداد برّادا من الشاي ... ليكون أنيسك في المذاكرة:) ... لمدة (خمس دقائق فقط).
- إذا كان أحدنا ممن لاتروق له المذاكرة مطلقا ... فيقول لنفسه: المذاكرة لمدة (خمس دقائق فقط) ... وباقي الوقت راحة ... (ابتسامة).
¥