تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 03 - 03, 02:25 ص]ـ

الأخ المبارك مبارك

كلامك فيه ظاهرية تخالف ما عليه أهل الحديث. فاحتجاج البخاري ومسلم براوٍ لا يعني توثيقاً له. فعندما يقول البخاري عن راو أنه ثقة، فهذا معناه أنه سبر حديثه ووجد غالبيته العظمى صحيحاً. لكن عندما يحتج به في صحيحه، فلا يعني هذا أن الغالبية العظمى من حديث هذا الرواي صحيحاً، وإنما يعني صحة هذا الحديث فحسب.

ولذلك فقد يحتج البخاري ومسلم بأحاديث المُلَيَّن حديثه، إذا عرفوا أن هذا من صحيح حديثه. وقد كتبت موضوعاً كاملاً في هذا المنتدى عن عبقرية البخاري في احتجاجه بإسماعيل بن أبي أويس، رغم ضعفه. نعم، احتجاج البخاري مثلاً براوٍ يثبت عدالة هذا الراوي، وإلا فلا يثبت هذا الضبط.

ولي أيضاً موضوعاً آخر ذكرت فيه تصحيح العلماء لبعض أحاديث المستورين، مع تضعيفهم للبعض الآخر. ولهم في ذلك ضوابط كثيرة. أما ابن حزم الظاهري (كما أوضح الأخ الفاضل المتسمي بابن معين) فعنده الراوي إما ثقة كل حديثه صحيح، وإما ضعيف حديثه مردود بحكم الموضوع. وأئمة الحديث مخالفين لهذا.

الأخ الفاضل ابن وهب

لكن في تلك الأحاديث التي ذكرتها أحاديثاً لم نجد فيها علة، من صحيفة همام بن منبه. فلم لم يخرجها البخاري ومسلم؟ وهل صرح أحد منهما بأنه سيخرج الأحاديث وفق شرط معين؟ أما البخاري فلا، وأما مسلم فله كلام في مقدمته قد يُفهم منه كذلك. لكنه من الناحية العملية ترك أحاديثاً أخرجها البخاري قبله وصححها الحفاظ، وفي نفس الوقت أخرج أحاديثاً ضعفها غيره. فهو لم يستوف جمع الأحاديث المجمع على صحتها، ولا أنه لم يخرج كذلك ما أجمعوا عليه فحسب.

وبالنسبة لكلام الحاكم، فهو يقوي ما تريده، لكن الحاكم نفسه أخرج كتاب المستدرك وقال في كثير من الأحاديث أنها على شرط البخاري ومسلم. وهذا غريب جداً منه.

ويبقى سؤال آخر (إن سلّمنا بقضية الاستيعاب)، هل قصد البخاري ومسلم الاستعياب في الأحكام فقط أم في كل شيء؟ أم قصدوا استيعاب أصول الأحكام فقط؟ والبخاري يصحح أحاديثاً خارج الصحيح، فلم لم يعلقها في صحيحه؟

كل هذه أسئلة مهمة شغلت الحفاظ زمناً طويلاً. ولو أن البخاري أوضح لنا مراده لخلصنا من عناء طويل. ولا أدري لماذا لم يخطر على بال أحد في ذلك العصر جمع الحديث الصحيح كله وإنهاء تلك المشكلة. وكم كنا قد استرحنا لو حدث ذلك.

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 12 - 05, 06:46 م]ـ

في الفتح

(ورى الاسماعيلي عنه قال (لم اخرج في هذا الكتاب الا صحيحا وما تركت من الصحيح اكثر)

انتهى

وأخرجه الخليلي في الإرشاد (ص 380)، والمزي في تهذيب الكمال (24/ 442)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 402) بإسند حسن.

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 12 - 05, 06:50 م]ـ

قال السخاوي في ((فتح المغيث)) (1/ 57): ((وإنما يتم الشرط إذا أخرج لرجال السند بالصورة المجتمعة)).

وقال نحوه ابن الصلاح في ((صيانة صحيح مسلم)) (ص 100) - وعنه: ابن حجر ((جزء حديث ماء زمزم)) (ص 50 - بتحقيقنا) -، وابن حجر في ((النكت)) (ص 58 و82 - ط العلمية).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير