ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[11 - 04 - 09, 11:29 ص]ـ
جمع طيّب، ما شاء الله.
واصل وصلك الله بمنّه و توفيقه.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 11:52 ص]ـ
العلامة ابن عثيمين-رحم الله تعالى-:
(1) التوفيق بين حديثي: ((لا عدوى ولا طيرة) وقوله: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)).
السؤال:
فضيلة الشيخ! كيف نوفق بين قوله صلى الله عليه وسلم:
(لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر)، وبين قوله صلى الله عليه وسلم: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)؟
الجواب:
(نوفق بينهما: بأن النفي في قوله: (لا عدوى ولا طيرة) نفي لما يعتقده أهل الجاهلية بأن العدوى مؤثرة بنفسها دون تقدير الله عز وجل، وأما الأمر بالفرار من الأسد فهو أمر بالفرار مما يخشى شره؛ لأن الجذام -نسأل الله العافية- من الأمراض المعدية السريعة العدوى، فالأمر بالفرار منه أمر بالأسباب الواقية كما نقول مثلاً: اتق النار بالبعد عنها، مع أن قربك من النار وبعدك عنها كله بقضاء الله وقدره، فيكون النفي مُنْصبّاً على ما كان معهوداً أو معتقداً عندهم في الجاهلية من أن العدوى مؤثرة بنفسها، ولهذا لما أُورد عند النبي عليه الصلاة والسلام إيرادٌ بأن الرجل تكون عنده الإبل صحيحة ليس فيها شيءٌ من الجرب، فيخالطها البعير الأجرب فتجرب، فهذه عدوى، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (فمن أعدى الأول؟!) يعني: أن إعداءها بتقدير الله عز وجل، كما أن وجود الجرب في الأول من الله عز وجل) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (6) وجه أ.
(2) التوفيق بين كره العاصي والتلطف معه.
السؤال:
كيف يتم التوفيق بين الحب في الله والكره فيه، والتودد إلى العصاة لجذبهم إلى الهداية؟
الجواب:
(الحب في الله: أن تحب الرجل لا تحبه إلا لله، والكره في الله: أن تكرهه لا تكرهه إلا لله.
وأما التودد لشخص من أجل تأليف قلبه للإسلام أو للطاعة إذا كان عاصياً فهذا ليس حباً، ولكنه تلطف، فأنت تتودد إليه تلطفاً فقط في المعاملة، أما قلبك فيكرهه ويكره ما عليه من المعاصي، فهذا هو الفرق، الحب في الله قلبك يحبه، وأما التودد لشخص من أجل أن نحمله على التقوى إن كان عاصياً، أو على الإسلام إن كان كافراً، فهذا ليس حباً له ولكن حباً لما ندعوه إليه مع كراهتنا لعمله وكفره) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (95) ب.
(3) التوفيق بين جمع لفظة (السبيل) المضافة إلى الله سبحانه وتعالى في القرآن وبين إتيانها جمعا (سبلنا).
السؤال:
ذكر الله تعالى لفظة السبيل في القرآن بصيغة الإفراد، كقوله سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:153]؛ لأن السبيل الموصل إلى الله تبارك وتعالى واحد، وهو: طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ قال سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108].
ولكن ذكر في مواطن أخرى في القرآن الكريم لفظة السبيل بصيغة الجمع، كقوله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]، وقوله: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا} [إبراهيم:12] فكيف نحل هذه الإشكال يا شيخ جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
(السبيل المضاف إلى الله تعالى تارة يكون مفرداً، وتارة يكون جمعاً؛ لكن إذا كان جمعاً، فإنه لا بد أن يكون مضافاً إلى الله، وأما إذا كان غير مضاف إلى الله فهو سبل الضلال، يُفْرَد السبيل المضاف إلى الله تعالى؛ لأنه واحد سبيل واحد يوصل إلى الله، وهو الإسلام، وتُجْمَع سبل الضلال؛ لأنها متفرقة هذا نصراني، وهذا يهودي، وهذا شيوعي، وهذا بعثي، وهذا ملحدُ، إلى آخره، فهي سبل متفرقة، وكلها ضلال، وما جمعه الله تعالى من السبيل المضاف إليه، فإنما يجمعه لتنوع العبادات التي هي سبيل الله عز وجل؛ هذه صلاة، وهذه زكاة، وهذا صيام، وهذا حج، وهذا جهاد، وهذا أمر بمعروف ونهي عن منكر، وهذه دعوة إلى الله عز وجل، فصار جمعه له وجه، وإفراده له وجه آخر.
أما سبل الضلال فإنها متفرقة فلا تكون إلا مجموعة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (131) أ
¥