فضيلة الشيخ! كيف التوفيق بين قول الله عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] وبين ما هو ثابت من أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، وكذلك فضل قريش على سائر العرب, كيف نوفق بين هذا؟ وجزاكم الله خيراًَ.
الجواب:
(أقول: لا تَنافي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة)، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن: (خيار الناس في الإسلام خيارهم في الجاهلية)، وعلى هذا فأكرم الناس من قريش أتقاهم لله، وأكرم الناس من تميم أتقاهم لله، وهَلُمَّ جَرَّاً.
أما الجنس فالجنس شيء آخر، فجنس العرب أفضل من جنس العجم، لا شك، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)، فهنا الخيار يعني بين الناس من هؤلاء، أما عند الله فأكرمهم أتقاهم، حتى وإن كان من الجنس المفضَّل ... ) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (125) ب.
(7) التوفيق بين قوله تعالى: (في يوم كان مقداره ألف سنة) وقوله: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).
السؤال:
ورد في سورة السجدة قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} [السجدة:5]، وفي سورة المعارج قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج:4] فما التوفيق بين الآيتين؟
الجواب:
(أما آية السجدة فإن الله يقول: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة:5] هذا في الدنيا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ [السجدة:5] وذلك أنه قد جاء في الحديث:
(أن بين الأرض والسماء الدنيا خمسمائة سنة، وأن كثف السماء خمسمائة سنة). فعلى هذا يكون خمسمائة وخمسمائة ألفاً.
أما في سورة المعارج فإن ذلك في الآخرة، ولهذا يظهر لي أن قوله تبارك وتعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج:4] متعلق بقوله: بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ [المعارج:1 - 2] أي: أن هذا العذاب الواقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وليس متعلقاً بقوله: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج:4] بل تعرج الملائكة والروح إليه في الدنيا حسب ما جاء في سورة: (ألم تنزيل) السجدة، هذا الذي يظهر لي) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) الشريط (157) ب.
(8) التوفيق بين قول الله تعالى: (وسيرت الجبال فكانت سراباً) وقوله: (وترى الجبال تحسبها جامدة).
السؤال:
قول الله تعالى: وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً [النبأ:20]، وفي آية النمل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل:88] كيف التوفيق بينهما؟
الجواب:
(وردت نصوص في اليوم الآخر مختلفة في هذا وفي غيره، حتى في بني آدم ورد أنهم يحشرون زرقاً يعني: المجرمين منهم، وورد: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران:106] وكلها لا تعارض بينها؛ لأن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة، فتتغير الأحوال وتتنقل وتختلف، وإذا كنا نرى أن الجو يختلف في الدنيا بين عشية وضحاها، وبين يوم وآخر، وبين أسبوع وأسبوع، وبين شهر وشهر، وبين السنة أولها وآخرها، فإن الجبال والأحوال يوم القيامة تتغير من شيء إلى آخر، ولذلك نقول كل النصوص في يوم القيامة التي ظاهرها التعارض ليس فيها تعارض، والجواب: تحمل على تغيير الأحوال، يعني: يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (158) ب.
يتبع ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:09 ص]ـ
جمع طيّب، ما شاء الله.
واصل وصلك الله بمنّه و توفيقه.
آمين وإياك، طيب الله أنفاسك، ووصلك الله برحمة منه ومغفرة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:36 م]ـ
تابع العلامة العثيمين:
(9) التوفيق بين صلاة الرسول قبل ليلة الإسراء والمعراج وكونها فرضت في ليلة الإسراء والمعراج.
السؤال:
¥