تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سائل آخر: عن ضابط سؤال الأخ، من الذي يقرر أن ينكر علنيا لمنكرات معروفة في المجتمع هم العلماء أم هم الدعاة؟

الشيخ: هو يتكلم عن الإنكار على الولاة، وليس على المنكرات الشائعة، أي: -مثلاً- عندنا الآن منكرات شائعة مثل الربا والميسر، والتأمينات الآن الموجودة عندنا أكثرها من الميسر، والغريب أن الناس أخذوها بالقبول، ولا تكاد تجد أحداً ينكرها مع أن الله تعالى قرنها بالخمر والأنصاب والأزلام، ولكن الناس -سبحان الله! - لا تجد أحداً ينكرها، تؤمن على سيارتك أو على بيتك، تسلم دراهم، ولا تدري هل تخسر أكثر أم أقل، وهذا هو الميسر.

فأقول: أما إنكار المنكرات الشائعة فأنكرها، لكن كلامنا على الإنكار على الحاكم مثل أن يقوم الإنسان -مثلاً- في مسجد ويقول: الدولة ظلمت الدولة فعلت، فيتكلم في نفس الحكام، هذا هو كلامنا فيه.

ثم هناك فرق بين أن يكون الأمير أو الحاكم الذي تريد أن تتكلم عليه بين يديك وبين أن يكون غائباً؛ لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف إنكارات حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم.

وهناك فرق بين كون الأمير حاضراً أو غائباً.

الفرق أنه إذا كان حاضراً أمكنه أن يدافع عن نفسه، ويبين وجهة نظره، وقد يكون مصيباً ونحن مخطئون، لكن إذا كان غائباً وبدأنا نحن نفصل الثوب عليه على ما نريد، هذا هو الذي فيه الخطورة، والذي ورد عن السلف كله في مقابلة الأمير أو الحاكم، ومعلوم أن الإنسان لو وقف يتكلم في واحد من الناس وليس من ولاة الأمور وذكره في غيبته، فسوف يقال: هذه غيبة، إذا كان فيك خير فَرُحْ انصحه وقابله.

السائل: بعض الناس يستغل المنكرات الشائعة فينكرها بطريقة يربط بينها وبين كأن لولاة الأمر دخلاً في هذا، بحيث يفيد السامع أن ولاة الأمر هم السبب في هذا، فهذا أيضاً ولو أنه منكر شائع ولكن يُعد من استغلاله ضد ولاة الأمر؟

الشيخ: لا. ليس هكذا، أنا أريد مثلاً أن أقول للناس: اجتنبوا الربا، ويأتي ويقول: هذه بيوت الربا معلنة ورافعة البناء، لا يقول هكذا، يعني: هذا إنكار ضمني على الولاة، لكن يقول: تجنبوا الربا والربا محرم وإن كثر بين الناس، الميسر حرام وإن أقر وما أشبه ذلك.

) اهـ.

(لقاء الباب المفتوح) شريط (62) أ

(35) التوفيق بين القول: إن أحوال الآخرة لا تقاس بالدنيا، و بين كون شدة الحر من فيح جهنم.

السؤال:

فضيلة الشيخ ذكرت في الآية أن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا، ومثلت بالضريع، فهو شجر ولكنه ليس كشجر الدنيا، وجاء في غير موضع من الأحاديث أن الرمضاء أو الحر الشديد من فيح جهنم، فكيف نوجه هذا الأمر؟

الجواب:

(توجيهها سهل؛ لأن قوله: (من فيح جهنم) لا يعني أنها هي جهنم، فقوله: من فيحها، أي: من حرارتها، والإنسان إذا كان حول النار أصابه من حرها، لكن الحر الذي يصيبه من النار عند قربه منها ليس كالحر الذي يصيبه لو دخل فيها.

فمعنى " من فيح جهنم " من حرارتها، ولهذا قال الرسول –عليه الصلاة والسلام-: " إن النار اشتكت إلى ربها، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء من الزمهرير، ونفس في الصيف من الحرارة) اهـ.

(لقاء الباب المفتوح) شريط (59) أ.

(36) الجمع بين حديث وائل بن حجر رضي الله عنه وبين حديث أبي هريرة في تقديم أو تأخير اليدين في السجود.

السؤال:

فضيلة الشيخ! كيف يتم الجمع بين حديث وائل بن حجر رضي الله عنه وبين حديث أبي هريرة، حديث وائل بن حجر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدم ركبتيه في السجود قبل يديه، وبين حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه) مع أن الحافظ ابن حجر رجح في بلوغ المرام حديث أبي هريرة وهو موقوف، والحافظ ابن القيم في الزاد تكلم عليه من عشرة وجوه، فما قولكم في ذلك؟

الجواب:

(قولي في ذلك: أنه ليس بينهما تعارض، وأن معناهما متفق، فحديث وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع ركبتيه قبل يديه يوافق حديث أبي هريرة تماماً؛ لأن حديث أبي هريرة يقول: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير) والبعير إذا برك يقدم يديه كما يعرفه من شاهده، فكان مطابقاً تماماً لحديث وائل بن حجر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى في حديث أبي هريرة أن يضع الرجل يديه قبل ركبتيه؛ لأنه إذا فعل ذلك صار كالبعير، وقد توهم بعض الناس فقال: إن ركبتي البعير في يديه، وصدق فإن ركبتي البعير في يديه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير، بل قال: فلا يبرك كما يبرك البعير، فالنهي في الحقيقة نهيٌ عن الهيئة والصفة، وكل من شاهد البعير عند بروكه يجد أنه يقدم يديه أولاً وبذلك يتطابق حديث أبي هريرة رضي الله عنه مع حديث وائل بن حجر، ويبقى النظر في قوله في آخر الحديث: (وليضع يديه قبل ركبتيه) فإن هذا لا شك وهم من الراوي وانقلاب عليه، إذ أنه لا يتطابق مع أول الحديث، وأول الحديث هو العمدة وهو الأساس وآخره فرع عليه، وإذا كان فرعاً وجب أن يكون الفرع مطابقاً للأصل، وحينئذٍ لا يطابق الأصل إلا كان لفظه: وليضع ركبتيه قبل يديه) اهـ.

(لقاء الباب المفتوح) شريط (7) أ.

يتبع ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير