ويقول - سبحانه وتعالى -: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْجَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:19] إلى غير ذلك منالآيات التي توضح ثواب الذين آمنوا عملوا الصالحات، والتي وردت في القرآن الكريم، وقد سمعت حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيه: (لن يدخل أحدٌ عملهالجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته). والسؤال: كيف نوفق بين مفهوم الحديث الشريف وبين مفهوم الآيات الكريمة؟
الجواب:
(بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول اللهوعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فليس بحمد الله بين الآيات وبينالأحاديث اختلاف، فالله -جل وعلا- بين أن أسباب دخولهم الجنة أعمالهم الصالحة؛ كماقال- عز وجل -: ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [(32) سورةالنحل]. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُالْفِرْدَوْسِ نُزُلًا [(107) سورة الكهف]. والآيات في هذا المعنى كثيرة تبين أنالأعمال الصالحة هي أسباب دخول الجنة، كما أن الأعمال الخبيثة هي أسباب دخول النار، والحديث يبين أن دخولهم الجنة ليس بمجرد العمل، بل لا بد من عفو الله ورحمته - سبحانه وتعالى - فهم دخولها بأسباب أعمالهم، ولكن الذي أوجب ذلك رحمته - سبحانهوتعالى – وعفوه ومغفرته، ولهذا يقول - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لايدخلن الجنة أحدكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أنيتغمدني الله برحمة منه وفضل). فالباء هنا باء العوض هي ليست عوض العمل، ولكنه مجردرحمة الله وعفوه - سبحانه وتعالى - حصل بذلك قبول العمل، ودخول الجنة والنجاة منالنار، فهو الذي تفضل بالقوة على العمل، ويسر العمل وأعان عليه، فكل خير منه - سبحانه وتعالى -، ثم تفضل بإدخال العبد الجنة وإنجائه من النار بأسباب أعمالهالصالحة، فالمعوّل على عفوه ورحمته لا عمل العبد، فعمل العبد لو شاء الله -جل وعلا- لما كان هذا العمل، ولا ما وفق له، فهو الذي وفق له وهدى له - سبحانه وتعالى - فلهالشكر وله الحمد -جل وعلا-، فدخولهم الجنة برحمته وفضله ومغفرته لا بمجرد أعمالهم، بل أعمالهم أسباب والذي يسرها وأوجب دخول الجنة ومنَّ بذلك هو الله - سبحانهوتعالى) اهـ.
(نور على الدرب).
(50) الجمع بين الأحاديث التي وردت في كيفيةالسجود في مسألة النزول على الركبتين أو على اليدين.
سيدي الفاضل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتعقيباً على ما جاء في كتابكم كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في ص16 ونصه: (( ... ويسجد مكبراً واضعاً ركبته قبل يديه إذا تيسر ذلك فإن شق عليه قدم ركبتيه مستقبلاً .. حتى ... انبساط الكلب)) وهذا خلاف ما كتب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم) عن سجود اليدين قبل الركبتين.
وما قول فضيلتكم في الحديث الذي رواه أبو داود جاء فيه: ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه)).
كذلك أرجو من فضيلتكم التوضيح لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وبيان سنده حول القراءة زيادة على الفاتحة في الآخرين.
وفقنا الله لما فيه الخير العميم ونسأله أن يبعد عنا الشر والأشرار والنار والدمار آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. أختكم في الإسلام/ ح. ع. ن.
الجواب:
(من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخت في الله ح. ع. وفقها الله لكل خير وأتم عليها نعمة الإسلام آمين. سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: [1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftn1#_ftn1)
فإجابة لرسالتك المؤرخة في يوم السبت 23/رجب/1413هـ.
والتي تعقبين فيها على رسالة سابقة منك بتاريخ 17/ربيع الأول/1413هـ. لقد سرني فيها حرصك على العلم واهتمامك بالبحث في الأمور الشرعية زادك الله توفيقاً ورزقك الله العلم النافع والعمل الصالح.
أما الرسالة الأولى فلا أذكرها. واستيضاحك عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه في بروك البعير ومدى مخالفته لحديث وائل بن حجر في كيفية سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم.
¥