تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والخلاصة: أن العبد له أسباب وأعمال، والله أعطاه أدوات يعرف بها الضار والنافع، والخير والشر، فإذا استعمل عقله وأسبابه في الخير جازاه الله على ذلك بالخير العظيم، وأدر عليه نعمه، وجعله في نعمة وعافية بعدما كان في سوء وشر - فإذا تاب إلى الله وأناب واستقام فالله جل وعلا بجوده وكرمه يغير حاله السيئة إلى حالة حسنة، وهكذا إذا كان العبد على راحة واستقامة وهدى، ثم انحرف وحاد عن الطريق، وتابع الهوى والشيطان، فالله سبحانه قد يعاجله بالعقوبة، وقد يغير عليه سبحانه وتعالى، فينبغي له أن يحذر وأن لا يغتر بأنعم الله تعالى عليه سبحانه وتعالى) اهـ.

(مجموع فتاويه) ج24 ص 252 - 256.


(1)، (2) سورة الرعد الآية 11.
(3) السؤال من (برنامج نور على الدرب).
(4) سورة التكوير الآية 28
(5) سورة التكوير الآية 29
(6) مسند أحمد بن حنبل (3/ 304)،و أخرجه البخاري في كتاب (التوحيد) باب قول الله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ برقم (6996) ومسلم في كتاب (القدر) باب: كيفية خلق الآدمي برقم (4787).
(7) سورة الرعد الآية 11
(8) سورة إبراهيم الآية 42
(9) سورة الأنعام الآية 44
(10) سورة الأنفال الآية 53

(60) الجمع بين أحاديث غربة الدين،وأحاديث الطائفة المنصورة.
السؤال:
(ما الجمع بين حديث «بدأ الإسلام غريبا» (1) وحديث: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق» (2)؟ (3)
الجواب:
(لا منافاة بينهما: فالأول ظاهر من الواقع، وتمامه: «فسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء» (4) وفي رواية لغير مسلم: «يحيون ما أمات الناس من سنتي» (5) وفي رواية أخرى: «الذين يصلحون ما أفسد الناس» (6).
والحديث الثاني يدل على بقاء الإصلاح والدعوة والعلم والتعليم، وفيه بشارة أن هنالك طائفة لا تزال ظاهرة على الحق.
فالغربة لا تنافي الطائفة، ولا يلزم أن تكون بمكان واحد، والحق لا بد من بقائه حتى يخرج الدجال، وحتى تأتي الريح.
ثم إن هذه الغربة قد تزداد في مصر من الأمصار وتقل في مصر آخر، وقد تكون الغربة ذات معان متعددة: في كثرة البدع أو إنكار صلاة الجماعة أو عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أعظمها، غربة أهل التوحيد وظهور الشرك. نسأل الله العافية. وقد يظهر الإسلام في ناحية ويكون فيها أحسن مما قبل كما هو الواقع، وقد يكون في زمان أفضل من زمان آخر.
أما حديث: «لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه» (7) فهو محمول على الأغلب فلا يمنع أن يكون في بعض الزمان أحسن مما قبله، كما جرى في زمان عمر بن عبد العزيز فإن زمانه أحسن من زمان سليمان والوليد، وكما حصل في زمان شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من ظهور السنة والرد على المبتدعة، وكما جرى في الجزيرة بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله) اهـ.
(مجموع فتوى العلامة ابن باز) ج25 ص103 - 105

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير