[الحث بالإستفادة من أهل السلوك والتربية.]
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:40 م]ـ
الحمد لله والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلاّ على الظالمين وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن صيت أهل السلوك والتربية مستفيض فهم قوم عرفوا بقطع العلائق وتجريد الهمّة ودوام المراقبة وملاعاة الفرائض والسنن وحفظ الأوقات أن تذهب ضائعة.
قال شيخ الطريقة وإمام الطائفة الجنيد بن محمد قدس الله روحه: ((الطرق كلها مسدودة إلاّ طريق من إقتفى آثار النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله عزّ وجلّ يقول " وعزتي وجلالي لو أتوني من كل طريق واستفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتي يدخلوا خلفك ")). وقال بعض العارفين: ((كل عمل بلا متابعة فهو عيش النفس)).
وهذه من وصايا كبار أهل التصوف الصحيح المتفق مع القرآن والسنة يوصون ويحثون بالمتابعة ويرون أن كل حال ووجد وذوق وشهود لا يشرق عليه نور العلم المؤيد بالدليل فهو من عبث النفس وحظوظها! ولهذا صغت قلوب كثير من علماء الإسلام إليهم وكانوا يستدلون بأقوالهم عند ذكرالسلوك والتربية لأنّهم كانوا أحق بها وأهلها كما ينقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عنهم كثيرا وهذا تلميذه الإمام ابن القيّم يشرح في بعض كتبه كتاب [محاسن المجالس] لأبي العباس الشهير ب (ابن العريف) الصوفي المعروف ويقول "أنصف فيه وأذكر ماله وماعليه "
قال شيخ الإسلام عن الصوفية والتصوف: ((ولأجل ماوقع في كثير منهم من الإجتهاد والتنازع فيهم تنازع الناس في طريقهم فطائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا: إنّهم مبتدعون خارجون عن السنّة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ماهو معروف في ذلك وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام.
وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم.
والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب إجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ وفيهم من يذنب فيتوب أولايتوب.
ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد إنتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا فإن أكثر مشايخ الطريق أنكروه وأخرجوا عن الطريق مثل الجنيد بن محمد سيّدالطائفة وغيره كماذكر ذلك الشيخ أبوعبدالرحمن السلمي في [طبقات الصوفية] وأبوبكرالخطيب في [تاريخ بغداد] فهذا أصل التصوف)). [مجموع الفتاوى 11/ 17 - -18].
ثم نسمع اليوم من بعض من يدعى السلفية ويحمل بعض العلم المجرد عن العمل يطعن في هؤلاء القوم كافة بل في الصالحين منهم وهذه آفة أبلي كثير منهم الذين هم في الحقيقة قطاع الطرق على السالكين إلى الله وسوّلت لهم أنفسهم أن الطعن فيهم قربة إلى الله وفي الحقيقة عداوة لأولياء الله! ومعاونة للشيطان! ومن تلبيسات الشيطان وخدعه لهم ومكره بهم! فالحذر من هؤلاء القطاع اللصوص!!.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[19 - 04 - 09, 05:36 م]ـ
قال الجنيد رحمه الله تعالى ((مذهبنا هذا مقيد بالأصول: بالكتاب والسنّة فمن لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ويتفقّه لا يقتدى به)) إغاثة اللهفان 1/ 325 لأبن القيّم رحمه الله.