تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اتركوا الغرائب أيها الوعاظ]

ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:27 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فإن الرجل يحزن عندما يرى الدعاة الوعاظ في هذا الزمان يلجؤون إلى ما لا يصح نسبته إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فينسبون للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قولا لم يقله! ...

و كذلك ما ينسبونه للأشخاص مما لا يمكن قبوله شرعا ولا عقلا، بل إن كثيرا من العوام يستغرب و يُكذب الأمر هذا!

بل و بعضهم يظنُّ أن الصالحين هكذا وضعهم .. يكذبون ليُقنعوا الناس بالتوبة و الإنابة!

يقول الشيخ عائض القرني في كتابه (هكذا حدثنا الزمان. صـ 180): "

[اتركوا الغرائب أيها الوعاظ]

بعض الوعاظ يُريد اصطياد قلوب الناس بغرائب القصص و عجائب الحكايات، و كثير منها لا يصدقها العقل ولا يؤيدها النقل، و لماذا هذا الإغراب على الناس؟ أليس في كتاب الله عز وجل و سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكلام سلف الأمة ما يكفي في باب الوعظ؟! ولماذا يعرض الواعظ نفسه لتهمة الكذب بإيراده شواذ الأخبار من كرامات معاصرة ما سمع الناس بها، ومن حوادث مذهلة ما شهد بصحتها أحد، و من مغامرات و مجازات تُحيِّرُ الإنسان؟ فالصدقَ الصدقَ! و حدثوا الناس بما يعرفون، و دعوا ما ينكرون، و خاطبوا الناس على قدر عقولهم، و السلام. "

و قد ذكر الشيخ عائض القرني في أحد البرامج التلفزيونية عن رجل أراد أن يحكيَ للناس عن شجاعة عمر بن الخطاب ..

فقال: إن الميت يأتيه ملكان فيسألانه: من ربك؟ وما دينك؟ و من نبيك؟ ..

و لكن عمر بن الخطاب لما جاءه الملكان بادر هو إلى سؤالهما فقال: من ربكما؟ وما دينكما؟ و من نبيكما؟

فهل إثبات شجاعة عمر يحتاج إلى مثل هذا؟

و مرة في برنامج البالتوك، و كان أحد الأخوة يعظ بعض العصاة، و فجأة! حصل تناقض لا يُمكن حلُّه في القصة!

فالرجل الذي ذهب و حجز تذكرة على إحدى شركات الطيران! في أثناء سفره إلى تلك الدولة حدث له حادث!

فكيف اجتمع أن يُسافر بطائرة .. و يحصل له بالطريق حادث سيارة!

و قد انتبه بعضهم إلى هذا! و لعل الفتنة التي تحصل بسبب هذه الكذب التي لا تصدق أكبر من الفائدة التي يُظنُّ أنها سوف تتحقق ..

يقول الدكتور فيصل بن سعود الحليبي في مقالٍ له بعنوان: مهلا أيها الوعاظ، منشور الموقع المبارك: صيد الفوائد ( http://www.saaid.net/Doat/faisal/10.htm (http://www.saaid.net/Doat/faisal/10.htm) ) :

" ... الوقفة السابعة: أن يتحرّى الواعظ الصدق فيما ينقله من قصص وأخبار؛ فإن الواقعية والمعقولية في ذكر القصص لعامة الناس طريقان سريعان للتقبل والعمل، ليس على الأمد القريب فحسب؛ بل حتى البعيد أيضًا، وانظر إلى وصف الله تعالى قصصه في القرآن بقوله: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} متأملاً أثرها الخالد إلى يوم القيامة، وعليه: فمن الخطأ أن ينظر الواعظ ما سيحصل بين يديه من التأثر بما لم يثق فيه من القصص المؤثرة، مقابل أن يهمل مصداقيته المستقبلية في وعظه.

وليس هذا فحسب، بل إن الواعظ حتى لو تأكد من صدق قصته أو خبره، لكنه إن رأى أن فيها من الغرائب ما لا يصدقه عامة الناس، فالأولى ألا يحدث بها حتى لا تنعدم ثقة الناس فيه وفي علمه، ولقد كان سلف الأمة يفرون من غرائب الأخبار، ومن ذلك قول أيوب السختياني _ رحمه الله _: (إِنَّمَا نَفِرُّ أَوْ نَفْرَقُ مِنْ تِلْكَ الْغَرَائِبِ) كما أورد ذلك عنه مسلم في صحيحه، بل كانوا يقرنونها بالمناكير من الأحاديث، ومن ذلك قول الترمذي رحمه الله: (زِيَادُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ كَثِيرُ الْغَرَائِبِ وَالْمَنَاكِيرِ).

"

اللهم نسألك الفردوس الأعلى.

ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:30 م]ـ

جعلك الله مباركاً أينما كنت ...

ـ[عبدالملك محمد]ــــــــ[16 - 04 - 09, 12:34 ص]ـ

جزاك الله خيرا

للأسف أصبح أمر هؤلاء القصاص كثر

وللأسف أيضا أن بعض هؤلاء الوعاظ أصبح كل كلامه في قصص خياليه ويكثرون من قصص اللواط والزنا والسحاق

وكأنك لست في مسجد أو خطبة جمعة والله أن الأنسان ليستحي من بعض القصص التي يعرضونها

باسم التحذير من هذا الفعل ولم يعلم أنه وقع فيما هو أعظم منه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير