تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 12:51 م]ـ

من كان آخر كلامه"لا إله إلا الله" دخل الجنة

إجابة الشيخ خالد الرفاعي - مراجعة الشيخ سعد الحميد

تاريخ الإضافة: 24/ 06/2007 ميلادي - 8/ 6/1428 هجري

زيارة: 591


السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل من كان آخر كلامه قبل الموت "لا إله إلا الله" دخل الجنة، حتى لو كان على أعمال تقدح بالتوحيد؟
جزاكم الله خيراً

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع السلف على أن من وفق لكلمة التوحيد عند الموت دخل الجنة، وإن كان قبلها من أئمة الكفر؛ لأن الأحكام في الدنيا تُبنى على الظاهر، قال الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء:94]، وفي الصحيحين عن أبي ذر - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: ((ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة))، وروى مسلم عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله، دخل الجنة)).

والأحاديث في هذا المعنى متواترة، وأكثر من أن تحصر في فتوى، وهذه الأحاديث تشمل المسلم، والكافر الذي وفق للنطق بالشهادتين؛ وقد وردت أحاديث كثيرة خاصة بالكافر منها:
1) ما رواه البخاري ومسلم عن سَعِيدِ بن الْمُسَيَّبِ عن أبيه قال لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بن أبي أُمَيَّةَ بن الْمُغِيرَةِ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إلا الله كلمة أَشْهَدُ لك بها عِنْدَ اللَّهِ فقال أبو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بن أبي أُمَيَّةَ يا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ فلم يَزَلْ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عليه وَيُعِيدُ له تِلْكَ الْمَقَالَةَ حتى قال أبو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ هو على مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إلا الله فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا والله لَأَسْتَغْفِرَنَّ لك ما لم أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ الله عز وجل {ما كان لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى من بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لهم أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} وَأَنْزَلَ الله تَعَالَى في أبي طَالِبٍ فقال لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {إِنَّكَ لَا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي من يَشَاءُ وهو أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.

2) وروى البخاري عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض؛ فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم – يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: ((أسلم))، فنظر إلى أبيه - وهو عنده -؟ فقال له: أطع أبا القاسم! فأسلم؛ فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((الحمد لله الذي أنقذه من النار)).

3) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم))؛ رواه مسلم.

4) وقال لأسامة في الرجل الذي قتله - بعد أن قال: لا إله إلا الله -: ((لِمَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ وَقَتَلَ فُلَانًا وَفُلَانًا وَسَمَّى لَهُ نَفَرًا وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَتَلْتَهُ؟! قَالَ نَعَمْ قَالَ فَكَيْفَ تَصْنَعُ بـ"لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ وَكَيْفَ تَصْنَعُ بـ"لا إله إلا الله" إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ كَيْفَ تَصْنَعُ: كيف تصنع بـ"لا إله إلا الله" إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟!))، رواه مسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير