تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5) وروى أحمد عن المقداد بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت رجلاً ضربني بالسيف فقطع يدي، ثم لاذ مني بشجرة، ثم قال: "لا إله إلا الله"، أأقتله؟ قال: لا. فعدت مرتين أو ثلاثاً، فقال: لا. إلا أن تكون مثله قبل أن يقول ما قال، ويكون مثلك قبل أن تفعل ما فعلت)).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "الصارم المسلول": "ولا خلاف بين المسلمين أن الحربي إذا أسلم عند رؤية السيف وهو مُطلَق أو مُقيد، يصح إسلامه، وتُقبل توبته من الكفر، وإن كانت دلالة الحال تقتضي أن باطنه خلاف ظاهره، فعلم أن من أظهر الإسلام والتوبة من الكفر قُبِل ذلك منه".

واعتبر - رحمك الله - بحال صاحب البطاقة الذي أخبرنا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حين قال: ((إن الله عز وجل يستخلص رجلا من أمتي، على رءوس الخلائق يوم القيامة؛ فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مد البصر، ثم يقول له أتنكر من هذا؟! شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون؟! قال: لا يا رب. فيقول ألك عذر، أو حسنة؟! فيبهت الرجل؛ فيقول: لا يا رب؛ فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم اليوم عليك؛ فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: أحضروه؛ فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، قال: فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم))؛ أخرجه الترمذي.

وقال -صلى الله عليه وسلّم-: ((إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع؛ فيسبق عليه الكتاب؛ فيعمل بعمل أهل الجنة؛ فيدخلها))؛ متفق عليه.

فالعبرة بما يُختم به. نسأل الله الثبات وحسن الختام.

وهذا كلُّه فيما يتعلَّق بالحكم عليه من جهتنا؛ لأن صحة نطقه بالشهادة أمر قلبي لايطلع عليه إلا رب العالمين.

أما إن كان نطقه بها ليدرأ عن نفسه قتلاً، أو نطق بها مع إصراره على مايناقضها، وقد انتفت موانع الكفر في حقِّه: فلا ينفعه نطقه بها، وهذا في الغالب لا يمكن معرفته، بل يتولاَّه الله.

تنبيه: قد يظن كثير من الناس أن التوفيق للنطق بالشهادتين عند الموت يستطيعه كل أحد، وهذا من الوهم والغرور؛ فالتوفيق عند الموت بيد الله وحده، والناجي مَن وفقه الله، والخواتيم ميراث السوابق - في الأغلب - قال عبد العزيز بن أبي رواد: "حضرت رجلا عند الموت يلقن الشهادة "لا إله إلا الله فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول ومات"؛ ذكره ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"، وقال: "وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار، وفي باطنه خصلة خفيه من خصال الخير؛ فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره؛ فتوجب له حسن الخاتمة".

فكم من عامل يعمل في ظاهره، بما يتناقض مع ما في باطنه! وكم من عامل يعمل عمل الخير في الظاهر، ومن وراء ذلك دسيسة سوء، تكون سبباً لسوء خاتمته، والعياذ بالله تعالى! وكم من عامل يعمل عمل الشر في الظاهر، وفيه خصلة خفية حميدة، يتداركه الله بسببها برحمة منه وفضل؛ فيختم له بخير!

وبالجملة، فإن الانقلاب من الشر إلى الخير كثير، ولله الحمد، وأما الانقلاب من الخير إلى الشر؛ فقليل. والله أعلم.


ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 12:52 م]ـ
من كان آخر كلامه"لا إله إلا الله" دخل الجنة
إجابة الشيخ خالد الرفاعي - مراجعة الشيخ سعد الحميد
- 8/ 6/1428 هجري

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير