ترجمة سماحة الشيخ محمد عبد الله بن آدّ الجكني
ـ[حامد المدني]ــــــــ[06 - 03 - 03, 11:49 م]ـ
هو فضيلة شيخنا العلامة الفقيه المحدث المسند الأديب المتفنن القاضي محمد عبد الله بن محمد بن آدّ الرمضاني الجكني الشنقيطي المدني، من بني جاكن الأبر، أحد القبائل الحميرية المستوطنة موريتانيا في أقصى غرب إفريقية.
مولده:
ولد ـ حفظه الله تعالى ـ في موريتانيا سنة 1330هـ وطلب العلم على علماء بلده، ثم رحل إلى الحجاز عام 1356هـ واستوطن المدينة النبوية المنورة، ثم رحل إلى ابن عمه محمد حبيب الله بن مايابى الجكني الشنقيطي بالقاهرة بمصر عام 1360هـ ولازمه مدة ثلاث سنوات، ولم يتركه حتى مات شيخه سنة 1363هـ قرأعليه خلالها كتباً كثيرةً في الحديث الشريف والفقه وغيرها من العلوم الشرعية والعربية وأجازه عامة، كان يقرأ عليه ليل نهار، إذكان يسكن معه في بيته، وقد أكرمه الشيخ ابن مايابى من أجل عمه الشيخ بابا ولد آدّ ـ أجل شيوخ ابن مايابى، ولذلك أسكنه بيته وفرغ له وقته حتى مات.
ثم عاد إلى الحجاز، وبعد مدّة صدر أمر سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم أل الشيخ مفتي عام البلاد السعودية بتعيينه قاضياً، فتقلد القضاء في عدة مدن كالوجه وضباء وأملج ومهد الذهب و أبها، بل كان رئيس محاكم في بعض تلك المناطق، وبقي في القضاء لمدة أحد عشر عاماً، ثم طلب إعفاءه من القضاء لرغبته في المجاورة بالحرمين الشريفين، فأعفي وعين رئيس مراقبي الدروس بالمسجد الحرام، وبقي في منصبه ذاك لمدة ثلاث سنوات، لازم خلالها الشيخ أبا محمد عبد الحق الهاشمي، المدرس بالمسجد الحرام، وقرأعليه كثيراً وأجازه عامة، ثم لما افتتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ عين مدرساً بها، وبقي في عمله ذلك إلى أن أحيل إلى التقاعد، ومنذ ذلك الوقت لزم بيته بيته وبقي فيه معتزلاً عن الناس إلى يومنا هذا.
وكانت له اتصالات ومكاتبات مع الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي، إلا أنه لم يحصل على إجازة منه خلافاً لما ذكره البعض، وقد سألته مرات كثيرة عن ذلك فأنكره، وقال: لم أستجز أحداً من الناس إلا الشيخين ابن مايابى والهاشمي، بل لم يستجز الشيخين أيضاً، إنما قرأ عليهما وهما أجازاه ابتداءً كما ذكر لي ذلك
وقد قال لي مرات أن بيت الشيخ محمد حبيب الله بن مايابى كان مقر العلماء من أهل مصر وغيرهم ممن يزور مصر وقد التقى شيخنا بكثير من العلماء في مجلس شيخه، ولو كان مهتماً بالإجازات لجمع منها الكم الكثير، إلا أنه لم يهتم بها.
وقد نزل سماح الشيخ الإمام محمد الأمين الشنقيطي الجكني ـ صاحب أضواء البيان ـ على شيخنا حين قدم المدينةأول مقدمه، ذكر ذلك الشيخ الأمين في كتابه رحلة الحج في آخرالرحلة حيث قال: ... ثم نزلنا في بيت ابن عمنا فضيلة الشيخ الأستاذ محمد عبد الله آدّ اهـ
هذا ولا يزال الشيخ ـ حفظه الله ـ في المدينة النبوية وقد لازمته منذ عام 1413هـ إلى الآن فما رأيت مثله في العلم والعمل والزهد والورع، بل لعله أعلم وأورع من رأيت، هذا ظني فيه والعلم عند الله تعالى.
أسأل الله الكريم أن يمد في عمر ه وأن يمتعه بالصحة والعافية، وأن ينفعنا بما تلقينا عليه من علوم، وأن يختم لنا وله بالإيمان، آمين،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين
ـ[ثابت البناني]ــــــــ[07 - 03 - 03, 02:48 م]ـ
اخي الفاضل ماذا عن دروس الشيخ واين يسكن افدنا جزاك الله خيرا.
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[07 - 03 - 03, 03:12 م]ـ
المكرم الشيخ الفاضل حامد المدني ..... أدام الله سعده
شكر الله لك جهدك الطيب بهذه الترجمة النادرة للشيخ العلامة الزاهد محمد عبد الله بن آدّ الجكني شفاه الله وعافاه.
وقد تشرفت بزيارته في منزله بالمدينة النبوية في شهر جمادى الأولى عام 1421هـ وطلبت منه الاجازة بمروياته عن شيوخه فأجازني مشافهة جزاه الله خيرا محسنا الظن بالعبد الفقير ثم سألته هل أجازكم الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله فقال لي: لا وقد كنت أتمنى أن ألتقي بالشيخ إلا أنه لم يتيسر لي ذلك وقد جرى بيني وبينه مراسلات ومكاتبات وقد أرسل لي مؤلفاته.
هذا وقد كنت في حيرة منذ زمن هل الشيخ ابن سعدي رحمه الله أرسل له كتبه وأجازه بها (كما يذكر هذا ويتناقله بعض طلاب العلم ممن التقوا بالشيخ واستجازوه) فكان الشيخ محمد يذكر هذا ويقول به قبل مرضه ثم نسي بعد أن اشتد به المرض أم أن ما يذكره الشيخ هو الواقع فعلا.
الله أعلم بحقائق الأمور.