تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حال العبد في الفاتحة]

ـ[أبو عبادة]ــــــــ[17 - 04 - 09, 08:41 م]ـ

حال العبد في الفاتحة *

فينبغي بالمصلي أن يقف عند كل آية من الفاتحة وقفة يسيرة، ينتظر جواب ربِّه له، و كأنه يسمعه

و هو يقول: " حمدني عبدي " إذا قال: {الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ}.

فإذا قال: {الرَّحمن الرَّحيم} وقفَ لحظة ينتظر قوله: " أثنى عليَّ عبدي ".

فإذا قال: {مالكِ يومِ الدِّينِ} انتظر قوله: " مجَّدني عبدي ".

فإذا قال: {إيَّاك نَعبدُ و إيَّاك نَستعين} انتظر قوله تعالى: " هذا بيني و بين عبدي ".

فإذا قال: {اهدِنا الصِّراط المُستقيم} إلى آخرها انتظر قوله: " هذا لعبدي و لعبدي ما قال ".

و مَن ذاق طعم الصلاة عَلِمَ أنه لا يقوم مقام التكبير و الفاتحة غيرهما مقامها، كما لا يقوم غير

القيام و الركوع و السجود مقامها، فلكلٍّ عبوديته من عبودية الصلاة سرٌّ و تأثيرٌ و عبودية لا

تحصل في غيرها، ثمَّ لكل آية من آيات الفاتحة عبودية و ذوق و وجد يخُصُّها لا يوجد في غيرها.

فعند قوله: {الحمد لله رب العالمين} تجد تحت هذه الكلمة إثبات كللّ كمال للرب و وصفا و اسما، و تنزيهه سُبحَانه و بحمده عن كلِّ سوء، فعلاً و وصفاً و اسماً، و إنما هو محمود في أفعاله و أوصافه و أسمائه، مُنزَّه عن العيوب و النقائص في أفعاله و أوصافه و أسمائه.

فأفعاله كلّها حكمة و رحمة و مصلحة و عدل و لا تخرج عن ذلك، و أوصافه كلها أوصاف كمال، و نعوت جلال، و أسماؤه كلّها حُسنى.

* كتاب أسرار الصلاة / لإبن قيم الجوزية رحمه الله.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير