جهله, مستوحشا من ربه, مستأنسا بخلقه, ذكر الناس فاكهته وقوته, وذكر الله حبسه وموته, لله منه جزء يسير من ظاهره, وقلبه ويقينه لغيره.
لا كان من لسواك فيه بقية ..... يجد السبيل بها إليه العذل
ـ[السوادي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 05:28 م]ـ
وفقك الله لما احبه
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 04 - 09, 09:40 م]ـ
شكر الله لك مرورك أخي الكريم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[06 - 05 - 09, 08:26 م]ـ
كمال النفس
كمال النفس المطلوب ما تضمن أمرين:
أحدهما: أن يصير هيئة راسخة وصفة لازمة لها.
الثاني: أن يكون صفة كمال في نفسه. فإذا لم يكن كذلك لم يكن كمالا, فلا يليق بمن يسعى في كمال نفسه المنافسة عليه, ولا الأسف على فوته, وذلك ليس إلا معرفة بارئها وفاطرها ومعبودها وإلهها الحق الذي لا صلاح لها ولا نعيم ولا لذة إلا بمعرفته, وإرادة وجهه, وسلوك الطريق الموصلة إليه, وإلى رضاه وكرامته. وأن تعتاد ذلك فيصير لها هيئة راسخة لازمة. وما عدا ذلك من العلوم والإرادات والأعمال فهي بين ما لا ينفعها ولا يكملها, وما يعود بضررها ونقصها وألمها, ولا سيما إذا صار هيئة راسخة لها, فإنها تعذب وتألم به بحسب لزومه لها. وأما الفضائل المنفصلة عنها كالملابس والمراكب والمساكن والجاه والمال, فتلك في الحقيقة عوار أعيرتها مدة, ثم يرجع فيها المعير, فتتألم وتتعذب برجوعه فيها بحسب تعلقها بها, ولا سيما إذا كانت هي في غاية كمالها, فإذا سلبتها أحضرت أعظم النقص والألم والحسرة فليتدبر من يريد سعادة نفسه ولذتها هذه النكتة, فأكثر هذا الخلق إنما يسعون في حرمان نفوسهم وألمها وحسرتها ونقصها من حيث يظنون أنهم يريدون سعادتها ونعيمها. فلذتها بحسب ما حصل لها من تلك المعرفة والمحبة والسلوك. وحسرتها بحسب ما فاتها من ذلك. ومتى عدم ذلك, وخلا منه, لم يبقى فيه إلا القوى البدنية النفسانية, التي بها يأكل ويشرب, وينكح ويغضب, وينال سائر لذاته, ومرافق حياته. ولا يلحقه من جهتها شرف ولا فضيلة, بل خساسة ومنقصة. إذا كان إنما يناسب بتلك القوى البهائم ويتصل بجنسها ويدخل في جملتها ويصير كأحدها. وربما زادت في تناولها عليه واختصت دونه بسلامة عاقبتها, والأمن من جلب الضرر عليها فكمال تشاركك فيه البهائم وتزيد عليك وتختص عنك فيه بسلامة العاقبة حقيق أن تهجره إلى الكمال الحقيقي الذي لا كمال سواه, وبالله التوفيق
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[06 - 05 - 09, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:08 م]ـ
وخيرا جزيت أخي الكريم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:10 م]ـ
التقوى ثلاث مراتب:
إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات.
الثانية: حميتها عن المكروهات.
الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى تعطي العبد حياته,
والثانية تفيد صحته وقوته,
والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:21 م]ـ
أثر المعصية:
إياك والمعاصي فإنها أذلّت عز {اسْجُدُوا} وأخرجت إقطاع {أَسْكَنَ}. يا لها لحظة أثمرت حرارة القلق ألف سنة ما زال يكتب بدم الندم سطور الحزن في القصص, ويرسلها مع أنفاس الأسف حتى جاءه توقيع {فَتَابَ عَلَيْه}.فرح إبليس بنزول آدم من الجنة, وما علم أن هبوط الغائص في اللجة خلف الدر صعود. كم بين قوله لآدم: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ} البقرة 30, وقوله لك {اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ} الاسراء63.
ما جرى على آدم هو المراد من وجوده, "لو لم تذنبوا .. "
يا آدم لا تجزع من قولي لك: {اخْرُجْ مِنْهَا} فلك ولصالح ذريتك خلقتها. يا آدم كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك, واليوم تدخل علي دخول العبيد على الملوك. يا آدم لا تجزع من كأس زلل كانت سبب كيسك فقد استخرج منك داء
يا آدم لم أخرج إقطاعك إلى غيرك, إنما نحيّتك عنه لأكمل عمارته لك, وليبعث إلى العمّال نفقة: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ .. } السجدة 16.تالله ما نفعه عند معصية عز {اسجدوا} ولا شرف: {وَعَلَّمَ آدَمَ .. } ولا خصيصة: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ .. } ص 75,ولا فخر: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي .. } الحجر 29. وإنما انتفع بذل: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ... } الأعراف 23, لما لبس درع التوحيد على بدن الشكر وقع سهم العدو منه في غير مقتل فجرحه فوضع عليه جبار الانكسار فعاد كما كان فقام الجريح كأن لم يكن به قلبة.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[22 - 05 - 09, 11:55 م]ـ
فاعلم بأنه سفيه.
يا من ضيّع القوة ولم يحفظها, وخلط في مرضه وما احتمى, ولا صبر على مرارة الاستفراغ, لا تنكر قرب الهلاك, فالداء مترام إلى الفساد. لو ساعد القدر فأعنت الطبيب على نفسك بالحمية من شهوة خسيسة ظفرت بأنواع اللذات وأصناف المشتهيات. ولكن بخار الشهوة غطى عين البصيرة, فظننت أن الحزم بيع الوعد بالنقد. يا لها بصيرة عمياء, جزعت من صبر ساعة, واحتملت ذل الأبد. سافرت في طلب الدنيا وهي عنها زائلة, وقعدت عن السفر إلى الآخرة وهي إليها راحلة. إذا رأيت الرجل الخسيس بالنفيس ويبيع العظيم بالحقير, فاعلم بأنه سفيه.
¥