[هذا ما أختم به مشاركاتي في هذا الملتقى الطيب]
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 04:46 م]ـ
أختم في هذا الملتقى الكتاب الذي كان يوصي بقرآته كثيرا شيخنا العلامة محمد ابراهيم شقرة، و قد أوصاني به كثيرا، و أذكر ذالك جيدا عندما كتب لي اجازة بخطه و أمرني بالحفاظ عليها ن و الكتاب هو (أي بني خذ عني بعضا مني)، و اني كلما هممت بقرآة هذا الكتاب تعلمت أشياء و أشياء، فاقرأوه اخواني تحصل لكم الفائدة.
(بني خذ عني بعضا مني)
للعلامة محمد ابراهيم شقرة يحفظه الله تعالى
كلمات آصراتٌ آسرات، خفيفات ثقيلاتٌ، آخذاتٌ معطيات، ألقت بها التجاربُ الآمرات الناهيات، على قلبٍ يتوقُ إلى كلِّ إحسانٍ يبذله في شفافية النور، ووحشة الظلام، وكدورة الجهل، وصفاءِ المعرفة، واختيال الظلم، وتواضع العدل، وشحِّ المعروف، وسخاءِ المنكر، فلم يقوَ إلا أن يظهرها، فتكون بين عينيك حكمةً لا تُخلفُ ظنَّك، وسلوى مفصحةً لك عن حبٍّ يملأُ صدرك، ورجاءً باسماً ثغره يرفع قدرك، فخذها بقوة وتصديق من والدك أبي مالك لتنير دربك.
وفقك الله ورعاك وسدَّدَ على درب الهدى خطاكَ.
وسلام عليك يوم ولدت، وفي كل يوم من أيام عمرك العامر بالطاعة والتقوى، ويوم تموت، ويوم تبعث يوم القيامة حيا.
(1)
أي بُني ,’
الذي بتُّ أشفق عليه من نفسه، وأُريده أن يكون له غَلَبةٌ عليها في الشدة والرخاءِ، في المكره والمنشط,’
في السَّقم والعافية فلا يُعْثِره طمعٌ، ولا يستذلُّه أملٌ، ولا يستدرجه سرابٌ يبني بالطاعة،’
ويسعَدُ بالمعروف، وتُحزنه المعصية ويُنْهزه إلاَّ الرجاءُ فيما عند الله،’
ولا يضعف همته إلا الأملُ فيما عند الناس، وهو في منزلة بين المنزلتين،’
بين الرجاء في رحمة ربه يرجوها
وبين الخشية من عذاب الله يَحذَرُه
وقفت على باب الله فأعزني، ونظرت في وجوه الناس مستبصراً فعلمت أن أحسَنَ الحُسْن أن لا ترى عِزَّتك إلا في الخضوع إليه،’
وإن لا ترى غناك إلا في الافتقار إليه، وأن لا ترى قوتك إلا بتفويض أمرك كلِّه إليه,’
0
0
فخُذ عني ما علَّمَتْني السنون، ولا تبخل عن نفسك أن تُصْغي إلى كلماتي، فتصيب بها خيراً يدني إليك البعيد، ويسهِّل عليك الشديد، وتجمع بها بين الطارف والتَّليد،’
والله سبحانه من قبلُ ومن بعدُ إليه الأمر كلُّه، وهو الفعَّال لما يريد,’
ولست أملك لك من أمرك إلا دعواتٍ -أرجو الله أن تكون طيِّبات صالحات مقبولات- أتقرَّب بها إلى ربي، وأرجو بها إدناءَ رحمته، بأن أكون بشفاعة نبيِّه يوم لا تكون الشفاعة إلا بإذنه،’
فلتصغ إليها، ولتحفظ منها ما استطعت
فإنها -وربِّي- من خير ما كتبتُ وسطَّرت، مشت معي عقود حياتي، وأخذت عليَّ طرائق نفسي، وأظهرتني على سرِّي وعلانيتي، وأسلمتني إلى الرضا بما قضى فيَّ ربي،’
فلا زلت -أي بُني- في عافية الرضا الإلهي
فَدُرْ مع القرآن حيث دار، واقْفُ أثر المصطفى بهديه وسنته حيثما سار، واجْثُ بشكر النعمة التي أنعم الله بها عليك، على ركبتيك في الليل والنَّهار،’
وضَعْ جبهتك الصابرة على التراب الذي خلقك منه وسوَّاك، طلباً لرضاه، وسعياً في نوالِ حُبِّه، وأخذاً بكلِّ ما تعلم أنه يقرِّبُك إليه،’
فلا تبخَل عن ذاتك بما لو رآك الناس فيه، لعلموا أن الفضل الرَّاجيَ يُلْتمس عندك، ويُطلب في ردائك، ولا يُنال إلا من مثلك،’
فتفوز بذلك فوزاً عظيماً، وتعلِّمُهم من ذلك ما لم تكن تعلم أنَّ أيسرَ العمل الموافق لرضا الله وحبه، خيرٌ وأرفعُ قدراً، وأجلبُ لعافية الصلاح في الناس من مئات الكتب والرسائل النافعة التي تُكتَب وتُؤلَّف،’
إذ العلم لا يكون إلا بالعمل
ولا خيْرَ في علمٍ لا يتبعه عمل يكون أحسن منه، فمن أراد أن يكون له حظٌّ من فضلٍ، فليصبر على كل صالح عمل ولو اشتدّ وحَمُز، فإنَّ أحبَّ الأعمال أحُمزُها وأصدقُها وإن قل,’
وحسنٌ منك -أي بُني- أن لا يكون منك إيثار ما أنت فيه
-على ما هو فيه-
على الماضي الذي انقضى وذهب بما هو فيه، وعلى ما هو فيه،’
فلعلَّ حاضرك يبيِّت لك بمستقبله سوءاً وأنت لا تدري، ولعلَّ ماضيك انقطع بخير وأنت لا تعلمه،’
ولكن
ارضَ بالحاضر، واحذر أن تعصي الله فيه، بجلٍّ ظاهر، أو بدقٍّ خفيٍّ،’
¥