(((بيان معتقد التصوف في العلم وموقفه من حملته)))
"إن بين الفقهاء والصوفية عداوة قديمة كانت الشريعة السبب فيها، فإن الفقهاء يأبون إلا تقييد الصوفية، والصوفية ينزعجون من ذلك، ويرون في الحقيقة والكشف سبباً لعدم التقيد التام بها، فقد تأتي أحكام الحقيقة على خلاف ما تأتي به الشريعة. والصوفية يريدون من الفقهاء أن يقتصروا على تبيين أحكام الطهارات والحيض والنفاس، وأن يتركوا الصوفية وكشوفهم وأحوالهم وإن خالفت الشريعة.
....
.... * ومن صور استهانة المتسمون بالمتصوفة بالسادة الفقهاء،قول أبي العباس المرسي:"وأما الخضر-عليه السلام-فهو حي، وقد صافحته بكفي هذا، فلو جاءني الآن ألف فقيه يجادلوني في ذلك ويقولون بموت الخضر ما رجعت إليهم"انظر"لطائف المنن"للشعراني ص (480)
....
.... روى القشيري عن أبي بكر الوراق قوله:"آفة المريد ثلاث: التزويج، وكتابة الحديث، والأسفار""الرسالة القشيرية"ص (92) والنقل عن "النقشبندية"ص (91)
....
.... ويقول أبو اليزيد البسطامي مخاطباً أهل الحديث:"أخذتم علمكم ميتاً عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت""طبقات الشعراني" (1/ 5) و"الفتوحات المكية" (1/ 365) و"تلبيس إبليس" (322،344) و "المواهب السرمدية"ص (49) و "الأنوار القدسية"ص (99)
....
.... ومن هم الأموات الذين أخذ أهل الحديث عنهم؟ لقد أخذوه عن التابعين ومن قبلهم الصحابة عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-الذي قال الله فيه: {وإن تطيعوه تهتدوا} سورة"النور"الآية (54) أن الهداية لا تكون إلا بهذا الطريق ومن يبتغ غير هذا الطريق ديناً فلن يقبل منه، وذلك قوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} سورة"آل عمران"الآية (85) … فبهذا لا يصح أن يقال بأن كتابة الحديث من آفات المريد ومشغلته، ولا يصح أن يكون الدين الإسلامي دينين، دين يتلقاه أبو اليزيد عن ربه مع تصريحه بالاستغناء عن الدين الذي أنزله الله على رسوله، وديناً أنزله الله على رسوله وقال عنه: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} سورة"الأنعام" الآية (153) فهذه الآية مع قوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين} تقطعان الطريق على كل ملحد يزعم لنفسه ديناً آخر يتلقاه عن غير هذا الطريق …وقال تعالى ممتناً على عباده: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} سورة"آل عمران"الآية (164) …فالقرآن يصرح بأن هذا الطريق هو المنة العظيمة، وأبو يزيد يزدريه ويسميه بعلم الأموات، وأبو بكر الوراق يجعله آفة للمريد، وكلام هؤلاء ضرب للشريعة، ودعوة إلى الناس بالإعراض عنها، بل إن القشيري يحكي عن أحد مشاهير الصوفية أنه سئل عن سوء أدب الصوفيين مع الله تعالى في أحوالهم، فقال:"انحطاطهم من الحقيقة إلى العلم""الرسالة القشيرية"ص (126)
....
.... وكذلك روى عن الجنيد أنه قال:"إذا لقيت الفقير-أي: الصوفي-فألقه بالرفق ولا تلقه بالعلم، فإن الرفق يؤنسه والعلم يوحشه""الرسالة القشيرية"ص (124) و"أبو حامد الغزالي والتصوف"ص (178)
....
.... وكذلك سئل الجنيد عن قول القائل:"اقطع القارئين وصل الصوفيين"فقيل له: من القارئ ومن الصوفي؟ فقال: القارئ هو المشغول بالاسم، والصوفي هو المشغول بالمسمى""الأنوار القدسية"ص (132)
....
.... بل أنه يأتي بها صريحة ومن غير مواربة حين يقول:"أحب للمبتدئ ألا يشغل نفسه بهذه الثلاث وإلا تغيرت حاله: التكسب، طلب الحديث، والتزويج، وأحب للصوفي ألا يقرأ وألا يكتب؛ لأنه أجمع له""قوت القلوب" (3/ 135)
....
.... ويقول أبو سليمان الداراني:"إذا طلب الرجل الحديث أو سافر في طلب المعاش أو تزوج فقد ركن إلى الدنيا" "الفتوحات" (1/ 37)
ـ[أبو محمد عبدالحميد الأثري]ــــــــ[26 - 04 - 09, 12:58 م]ـ
ويقول أبو يزيد البسطامي:"أشد المحجوبين عن الله ثلاثة: الزاهد بزهده، والعابد بعبادته، والعالم بعلمه""الأنوار القدسية"ص (99)
....
.... فالعلم عند أولئك القوم مشغلة وضياع وقت بل هو حجاب عن الله تعالى"انظر"النقشبندية"ص (91 - 95)
....
¥