تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العلّامة عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك: [المرأة وفتنتها أهم وسيلة للأعداء في إفساد مجتمعات المسلمين]

ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[21 - 04 - 09, 05:07 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده،

أما بعد:

فقد دلت نصوص الكتاب والسنة والواقعُ المعلوم والمشهود أن النساء فتنة للرجال ابتلوا بهن، فهم يفتتنون بهن، لذلك تتعلق بهن أسماعهم وأبصارهم، وتشتاق إليهن قلوبهم، كل ذلك بدافع الشهوة الغريزية وكثيرا مايكون ذلك على الوجه المحرم، بل كل ذلك محرم إلا مع الزوجة والمملوكة، قال تعالى: [والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون] (المعارج) وقال تعالى: [ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا] (الفرقان).

وقال تعالى: [والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقَ أثاما].

وقد سد الله كل طريق يفضي إلى هذه الفاحشة، وقد أجمل ذلك في قوله تعالى: [ولا تقربوا الزنا].

وسمى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - النظر المحرم والاستماع المحرم واللمس المحرم والمشي المحرم زنى، لأنه طريق إليه فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَى مُدْرِكٌ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاِسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلاَمُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ أوَيُكَذِّبُهُ). متفق عليه من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهذا لفظ مسلم

وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (كتب على ابن آدم) خبر عن جريان القدر، ولا يدل ذلك على الإباحة ولا يكون عذرا، ومما أمر الله به سدا لذريعة الزنى غض البصر من الرجال والنساء ومما نهى الله عنه لذلك:

إبداء النساء زينتهن لغير أزواجهن ومحارمهن، قال تعالى: [قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الأربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون]. (النور).

ومن الأسباب المثيرة لفتنة الرجال بهن تبرجهن وعدم قرارهن في البيت من غير حاجة، وخضوعهن بالقول في الحديث مع الرجال وهو ترقيق الصوت، وما يعرف عند الناس بالميوعة، وقد وصَّى الله نساء نبيه بهذه الآداب فقال سبحانه: [يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى]. (الأحزاب)

ومما جاء في السنة النهي عنه سدا لذريعة الزنا الخلوة بالمرأة الأجنبية وسفرها من غير محرم، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان) رواه الإمام أحمد عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وروى مسلم في صحيحه عن جاب1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (أَلاَ لاَ يَبِيتَنَّ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا أَوْ ذَا مَحْرَمٍ) زوجا ونحوه كسيد الأمة، ونهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - المرأةَ أن تنعت المرأةَ لزوجها كأنه ينظر إليها، أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وقد حذر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من فتنة الرجال بالنساء فقال: (إن الدنيا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير