تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تنظر تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم عن أبي سعيد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ) متفق عليه، وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: (إن مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا).

ولم يزل يظهر مصداق ما أخبر به النبي من ضرر فتنة النساء وخطرها على الرجال، ولم يظهر ضرر وخطر فتنة النساء أعظم مما ظهر في هذا العصر فقد اتخذت فتنة النساء لإغراء الرجال لما حصل من الوسائل إما بجسد المرأة أو بصورتها فاستغلت المرأة أسوأ استغلال من الكفار ومن أكثر المسلمين مجاراة للأمم الكافرة واتباعا للشهوات في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، وخصص لذلك دراسات وبرامج ومجلات وقنوات فضائية ومواقع شبكية، كما استغلت المرأة في جسدها أو صورتها لترويج التجارة؛ عاملة في المحلات التجارية والفنادق وخطوط الطيران، وفي الإعلام بصوتها وصورتها مغنية وممثلة ومقدمة للبرامج والدعايات وفي مجال العمل الوظيفي مختلطة مع الرجال سكرتيرة ومديرة للمكتب ومستقبلة للمراجعين ومأمورة للهاتف وممرضة للرجال ومندوبة مبيعات، وشرط ذلك الشباب والجمال والأناقة واللياقة.

ومما زينه الشيطان للمرأة حتى المسلمة التبرج في الأسواق أو السفور بتأثير الشهوات أو الشبهات، وعلى من تفعل ذلك إثمها ومثل إثم كل من أغرته بنفسها لأنها المتسببة في إثمه.

ومما زينه الشيطان لكثير من المسلمات التهاون في الستر والاحتشام، وذلك بالإعجاب والرغبة في الثياب القصيرة والشفافة والعري بكشف كثير من الجسد واستباحة ذلك في مجامع النساء من غير استحياء بل بإعجاب، فهن كاسيات عاريات، وفي صحيح مسلم عن أَبِى هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا؛ ـ وفيه ـ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا)، وهذه العادة القبيحة المذمومة شرعا وفطرة، دخلت على نساء المسلمين من نساء الغرب الكافر لما صار كثير من المسلمين رجالا ونساء يعجبون بعادات هذه الأمم الغاوية الضالة من أمتي المغضوب عليهم والضالين والمشركين، فأدى ذلك بكثير من المسلمين والمسلمات إلى التشبه بالكفرة من الرجال والنساء، فعرضوا أنفسهم للوعيد بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "من تشبه بقوم فهو منهم" رواه أبو داود من حديث ابن عمر رضي الله عنه، وإسناده جيد، وصار المنافقون وجهلة المسلمين من الرجال والنساء يسخرون بالحجاب والمتحجبات، ويعدون ذلك من التشدد في الدين، وفي مقابل ذلك يكيلون المدح للنساء المستغربات المتحررات من قيود الفضيلة من الحياء والحشمة والبعد عن دواعي الفتن، ويلقبون هذا الصنف ألقاب التبجيل كالمثقفات والمتطورات والمتفتحات والجريئات والعصريات، كما يُنعت بذلك أمثالهن من الرجال، واتخذوا من هذا الصنف من النساء وسائل دعاية في برامج القنوات والإذاعة والصحف والمجلات، مستغلين جوانب الفتنة في المرأة؛ تارة بصوتها وتارة بصورتها وتارة بشخصها، أو بذلك كله، بل اتخذوا من ذلك أداة لترويج السلع، وهذا كله من التوسل إلى كسب المال بكل وسيلة، بل فوق ذلك: القصد إلى إشاعة الفاحشة في مجتمعات المسلمين، ولاريب أن هذه هي الغاية للكفرة والمنافقين.

وهذا الشر المتنوع كله (تفعيل) لفتنة المرأة، ومبدأ ذلك في مجتمعات المسلمين حين استولى النصارى على كثير من بلدان المسلمين، ولم تزل هذه الفتنة يوقد نارَها الكفرةُ من اليهود والنصارى حتى بعد خروجهم العسكري على أيدي أوليائهم أي عملائهم من الحكام وأصحاب النفوذ وحملة الأقلام الآثمة الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: [ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما] (النساء)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير