تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمراد بالذين يتبعون الشهوات اليهود والنصارى وغيرهم من الكافرين، وكذلك الزناة الفسقة من المسلمين، ومثلهم المنادون بفتح دور السينما فإنهم من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا؛ الزنا ودواعيه، من التبرج والاختلاط، وقد سعوا لتحقيق ما يريدون وما يحبون في جميع المجالات فعظمت الفتنة بهؤلاء الفجار، وتغيرت كثير من مجتمعات المسلمين فصارت تضاهي المجتمعات الكافرة، فأخذت كثير من النساء المسلمات بقدر من هذا التشبه والتغريب، فمستقل ومستكثر. فشرهن التي انسلخت من حيائها وآداب دينها، فهي لا تقف عند حد من حدود الله, ولا تبالي بما جاءت به شريعة الإسلام من أحكام وآداب، فهي لا تعرف الفضيلة التي أرشد إليها الإسلام ودلت عليها الفطرة السوية، فهذه تكون فاسقة أو كافرة إن استحلت هذا السلوك، ودون هذا الصنف من المستغربات أصناف بعضها أسوأ وبعضها أخف، وأخفهن تأثرا بهذا الفكر والسلوك هن اللاتي يُعجبن بتقصير الملابس وتضييقها وكشف كثير من بدنها، فمنهن من يمنعهن من ذلك الحياء أو الدين فلا تفعل شيئا من ذلك حتى في مجامع النساء، ومنهن التي تستحل ذلك في محافل النساء وتفخر به، ولا يمنعهن من ذلك في المدارس وأماكن عملهن إلا النطام، فلا حياء ولا دين يزعهن.

وأقل مظهر من مظاهر الرغبة في التخفف من الحجاب كشف أكثر النساء ـ حتى الصالحات- رؤوسهن في المحافل وفي المدارس، وهذا وإن لم يكن حراما؛ فإنه استثقال لوضع الحجاب على الرأس، وإلا؛ فلِمَ ينعكس الأمر في هذه العادة؟ فالرجال لا يجرؤون على كشف رؤوسهم في لقاءاتهم واجتماعاتهم، والنساء لا تجرأ الواحدة منهن على تغطية رأسها في المحافل والمدارس، وهذه العادة فيها إحراج من وجوه:

1ـ أن المرأة لا يمكن أن تحضر إلا بعد أن تسرح شعرها، وهذا يستدعي قدرا من جهدها ووقتها.

2ـ أن التي في رأسها صلع أو شيء منه أو شعرها سيئ المنظر سيُعرف ذلك فيها وإن غطت رأسها، لأنها تصبح بذلك شاذة.

3ـ أنه مع انتشار آلات التصوير في الهواتف الجوالة وغيرها لا يؤمن أن تصوَّر المرأة وهي بكامل زينتها، وهذا أعظم مفسدة مما لو صورت وحجابها على رأسها،

لذلك أدعو الأخوات الصالحات من العاملات وغيرهن إلى الدعوة بإلغاء هذه العادة، والبدء بأنفسهن لتكون الدعوة بالقول والفعل، ولا ريب أن هذا مما يغضب دعاة السفور والتغريب، وقد يعدونه رجعية، فإن الواقع الذي هو أقرب إلى ما يتطلعون إليه - وإن لم يكن حراما ـ يهوونه ويسوؤهم تركه، ونذكر الأخوات الصالحات بأن تغيير العادات المحرمة أو المكروهة يحتاج إلى شجاعة وصبر، كما نذكر بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيءٌ وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيءٌ) خرجه مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.

وفي الختام أذكر بما وصى الله به المؤمنين والمؤمنات من غض الأبصار وحفظ الفروج، وما وصى الله به المؤمنات ونساء نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من ترك دواعي الفتنة؛ كإبداء الزينة والضرب بالرجل والخضوع بالقول والتبرج، وما أمر به سبحانه من القرار في البيوت وضرب الخمر على الجيوب، والتوبة من جميع الذنوب (وتوبوا إلى الله جميعا تفلحون)

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

العلّامة عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك

23/ 4/1430 هـ

ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[22 - 04 - 09, 12:01 ص]ـ

و هذه فتوى سابقة للشّيخ ـ حفظه الله تعالى ـ

العلّامة عبدالرّحمن البرّاك ـ حفظه الله ـ: عن الأندية الرّياضيّة النّسائيّة ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=169977)

ـ[عادل عبد العزيز]ــــــــ[22 - 04 - 09, 04:58 ص]ـ

أعتذر للبخاري ومسلم وابن معين وابن عيينه وغيرهم من الجيل المبارك على عدم إطلاق لقب العلامة او محدث العصر إلى آخر هذه الألقاب التي نطلقها على علماء هذا الزمان , مع إحترامي لهم وتقديري لمكانتهم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير