و حتى لو فرضنا أن المزاحم سيحتاط و يتحرى الأوقات التي لا تكون فيها الشبكة مستعملة من طرف صاحبها (بمعنى أن المجرى فارغ) فإنا نقول أن معرفة هذه الأوقات صعب جدا (و إن كان ممكنا تقنيا)، ثم قد يدخل شخص على الشبكة و يرى أنها غير مستخدمة فيستغلها لأغراضه و بعده بدقيقة يدخل عليها صاحبها و يستعملها دون أن يتفطن لذلك الأول فيكون مزاحما له، و هذا يعني أن من يريد التحري عليه أن يراقب الشبكة باستمرار و هذا يحتاج إلى برامج خاصة ليست متوفرة للكل و لا يعرف تشغيلها أغلب الناس فضلا عن أن هذا يدخل في باب التجسس.
ثالثا:
العقود المبرمة بين شركات توفير خدمات الأنترت مع زبائنها تختلف كثيرا في كيفية حساب أجر استعمال الشبكة، فهناك عقود يدفع فيها المستخدم ثمنا محددا مقابل ربطه بالنت بسرعة معينة و لا يتم احتساب حجم البيانات التي تمر عبر هذا الخط، وفي هذه الحالة سيتسبب المتطفلون على الشبكات اللاسلكية في اقتسام هذه السرعة مع صاحب الخط، و من البديهي أن هذا يعني نقصان جودة الإتصال لديه و هذا قد يظهر في شكل بطئ في التحميل أو ثقا في عرض صفحات الويب و قد يظهر في انقطاع مكالمات الهاتف أو رداءة الصوت أو في ظهور تقطعات أو بقع على صورة التلفاز إذا كانت القناة المرئية موفرة عبر خط الشبكة.
و هناك عقود يكون فيها الدفع حسب كمية المعلومات التي تمر عبر خط المستخدم و هذه يكون الضرر فيها محققا، حتى و إن كان المتطفل على الخط يتحرى عدم استخدامه في نفس الوقت مع صاحبه (احتياطا من نقص الجودة)، و في هذه الحالة سيدفع صاحب الخط من جيبه ثمن البيانات التي مرت عبر شبكته إلى حاسوب المتطفل.
رابعا:
تقنية الشبكات اللاسلكية مبنية على تقنية الراديو و هناك استهلاك للطاقة الكهربائية ينجم عن كل اتصال بين محطة إرسال و استقبال الإشارات المدمجة في الموديمات و كل حاسوب متصل بها، و لا شك أن هناك ثمنا يدفعه صاحب الخط في فاتورة الكهرباء مقابل هذا، بل إن رقاقة الشبكة اللاسلكية "الوايفاي" هي من أكبر المكونات الإلكترونية استخداما للطاقة الكهربائية داخل الموديم، و الجيل الآتي من الموديمات (وهو في المخابر الآن) فيه ميزة تسمح باقتصاد الطاقة بإطفاء الشبكة اللاسلكية تلقائيا في أوقات يحددها المستخدم.
خامسا:
بإمكان من يدخل على الشبكات اللاسلكية المفتوحة أن يراقب كل البيانات التي تمر عبرها، و يمكنه التجسس على صاحب الشبكة و إن كان هذا يتطلب تعلم بعض المهارات إلا أنه ليس بمستحيل، و معلوم لديكم ما في هذا من المفسدة بما فيها الإطلاع على عورات البيوت، و الأدهى من هذا أن التجسس قد يقوم به برنامج فيروسي خبيث على حاسوب الشخص المُتطفل دون علمه فليتقي الله في أعراض المسلمين من يفتي بجواز الدخول على حرماتهم دون إذنهم.
سادسا:
قد يتعرض الحاسوب المتطفل على الشبكة هو بنفسه إلى ضرر عدوى البرامج الخبيثة التي تتنقل عبر الشبكات و هذا قد يكون جزاءا من جنس العمل و الله أعلم، فليتقي الله كل من يدخل على شبكة غيره من دون اذن صريح لأن هذا استخدام لماله من دون اذنه و لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب خاطر منه، و اذكر اخواني من طلبة العلم الذين قد يستعملون شبكات غيرهم بهذه الطريقة لتنزيل كتب الشريعة و الدروس، انتم أولى الناس بالإبتعاد عن الحرام و الشبهات و كيف يرجو بركة العلم من سلك طريقا منكرا في تحصيله و الله طيب لا يقبل إلا طيبا.
سابعا:
في كثير من دول العالم صارت هناك قوانين تلزم الشركات المقدمة لخدمات الأنترنت بتخزين كل معلومات اتصالات الزبائن لفترة من الزمن و ذلك لأغراض كثيرة لا تخفى عليكم، منها متابعة منظمات الإجرام و مغتصبي الأطفال و مروجي المخدرات و غيرها من المسائل، فلينتبه كل من يترك شبكته مفتوحة و كل من يدخل عليها متطفلا أنهم قد يؤخذون بجريرة غيرهم ممن مر بالشبكة و أساء استعمالها.
كما أن هناك قوانين في كثير من البلدان تتوعد بالسجن و الغرامات المالية كل من يتطفل على شبكة غيره و هو ما يسمونه بلغتهم piggybacking أكرمكم الله، و تكفي كل من أراد أن يعتبر جولة سريعة بمحرك البحث ليرى أمثلة عن أناس لم يفلتوا من العقوبة.
و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
ـ[الفضيل]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:02 ص]ـ
و هناك عقود يكون فيها الدفع حسب كمية المعلومات التي تمر عبر خط المستخدم و هذه يكون الضرر فيها محققا
أحسنت أخي الكريم
وهذه نقطة يُغفل عنها
رفع الله قدركم وبارك الله فيكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 08:49 م]ـ
. [/ quote]
جزاك الله خير ونفع بك على هذه الفوائد القيمة جدا
لكن كل الكلام يدور حول إذن صاحب الشأن وهذا ما قيده الشيخ
فإذا أذن فهذا ماله قد حل بإذنه وإن لا فلا،فرجح من خلال الواقع والغالب أن تركهم للتأمين هو بمثابة الإذن فلذلك قد تجد بعضهم يؤمن ثم يفك التأمين، ولا يخفاك أن أصحاب الفنادق وغيرهم هم من أعلم الناس بمدى تأثير الاتصال من عدمه.
بارك الله فيك وزادك علما
¥