[هل أسلم قرين النبي صلى الله عليه وسلم؟]
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 09:37 م]ـ
[هل أسلم قرين النبي صلى الله عليه وسلم؟]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن اقتفى أثره واتبع هداه ..
أما بعد:
روى مسلم وأحمد عن ابن مسعود قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة!!
قالوا: وإياك يا رسول الله؟
قال: وإياي،، ولكن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير.
[رواه مسلم 2814 وأحمد 1/ 385]
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الشياطين!!
قالوا: وأنت يارسول الله؟
قال: نعم، ولكن الله أعانني عليه فأسلم.
[رواه أحمد 1/ 257 بسند حسن والطبراني 12/ 110]
وروى عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم،،
حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا،،
قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال:
مالك يا عائشة أغرت؟
قالت: فقلت ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفأخذك شيطانك؟
قالت: يا رسول الله أو معي شيطان؟
قال: نعم، قلت: ومع كل إنسان؟
قال: نعم، قلت: ومعك يا رسول الله؟
قال: نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم.
[رواه أحمد 6/ 115 ومسلم 2815]
ورواه الترمذي عن جابر مرفوعا بلفظ:
لا تلجوا على المغيبات، فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم،،
قلنا: ومنك؟
قال: ومني، ولكن الله أعانني عليه فأسلم.
وقال الترمذي: عن سفيان بن عيينة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ولكن الله أعانني عليه فأسلم، قال: يعني أسلم أنا منه .. قال سفيان: والشيطان لا يسلم.
[رواه الترمذي 1172 بسند صحيح]
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إلا أن الله أعانني عليه فأسلم) مشكل ..
واختلف في تفسيره العلماء .. وبيانه في الآتي:
قوله صلى الله عليه وسلم: (أسلم) روي بفتح الميم وبرفعها ..
وبالفتح على أنها فعل ماض: يعني أسلم شيطانه وصار مسلما ..
ورواية الرفع على أنها تعني: يسلم صلى الله عليه وسلم من شره وفتنته.
والأولى رجحها القاضي عياض والنووي في شرح مسلم وغيرهما ..
وقال ابن الأثير في النهاية:
وقوله: حتى أسلم، أي انقاد واستسلم وكف عن وسوستي.
واستشهد البعض للمعنى الأول بالحديث الموضوع:
فضلت على آدم بخصلتين:
كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم، وكن أزواجي عونا لي وكان شيطان آدم كافرا، وكانت زوجته عونا على خطيئته.
رواه البيهقي عن ابن عمر وقال الألباني في ضعيف الجامع 3984 موضوع.
ومما يشهد لصحة القول الثاني حديث أنس بن مالك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه- أي جمعه- ثم أعاده في مكانه ..
قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.
[رواه مسلم 261 وأحمد 3/ 149 وابن حبان 14/ 242]
وقوله: حظ الشيطان: دلالة على عصمته منه بعدها ..
فالمراد بهذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم يسلم من وسوسته وشره وتسليطه عليه، ولم يسلم أو يؤمن شيطانه.
ولو صح إيمان القرين لما جاز أن يدعو عليه النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة!!
كما في سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى.
وفي رواية: وأخز شيطاني وثقل ميزاني.
[رواه أبو داود 5054 وصححه الألباني، والرواية الثانية للطبراني 22/ 298 والحاكم 1/ 724 كلهم من رواية زهير الأنماري، وقال ابن حجر في الإصابة: صوابه أبو زهير أو أبو الأزهر الأنماري صحابي من أهل الشام وليس له إلا ثلاثة أحاديث].
وقوله: أخز (من الخزي) وقوله إخسأ، وهو دعاء عليه بعدم الفلاح في مقصده من الوسوسة ..
ومما يؤكد أن هذا المعنى هو المراد أنه قال: إلا أن الله أعانني عليه ..
وهو يبين أن الأمر احتاج إلى مجاهدة ..
وأما الاستشهاد بما جاء في آخر الحديث عن شيطانه: فلا يأمرني إلا بخير: فهذا كما جاء في رفع حظ الشيطان منه في شق الصدر، وبالتالي فانه لا يأمره بالشر، وعدم أمره بالشر هو الخير كله.
والله أعلى وأعلم.
وفي انتظار تعليق أو مشاركة من الأخوة الأفاضل
ـ[منصور بن يوسف]ــــــــ[24 - 04 - 09, 01:49 ص]ـ
جزاك الله خير
لكن النص في الحديث "إلا أن الله أعانني عليه فأسلم " يؤخذ على ظاهره كما رجحه الأئمة ولا يلتفت للتأويل من غير دليل.
¥