ما أكثرُ الأولياء ... هم قلّةٌ لله ....
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - 04 - 09, 05:43 م]ـ
الحمد الله وليّ الصالحين و ناصرهم فهم سمعه و بصره ...
و الصلاة و السلام على أفضل و أعظم أولياء الله تعالى خاتم الرسل, صلوات ربي و سلامه عليه ...
لا تكاد ترى قريةً الاّ و يزيّنها و ليّ من أولياء الله تعالى و آية ذا مشاهدٌ و قصورٌ حول ضريحٍ هنا و آخر هناك ....
فظنناها و نحن دون سنّ البلوغ سمةٌ على وجود وليٍ لله تعالى, فكان الناس من حولنا كأنهم يستلمون الركن اليماني بله يتعلقون بأستار الكعبة بله يقبّلون الحجر الأسود!!!!
فذا يضجّ بالدعاء و ذي توقد المبخرة و ذان يزرعان الفسيل و تان ترتلان سورة يس فتظنّ عندها قد أدّيت الركن الخامس من أركان الأسلام ....
يا ليت شعري ... وصيةٌ يؤدونها أو إرثٌ على منوال (وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) ....
فان كانت الأولى فاعلم أنك أمام وليٌ لا تربطه بالله تعالى صلة الولاية إذ لا يعدو أن يكون وليّاً لهواه أو لجهله ......
و للولاية سماتٌ لا يجوز التغافل عنها إذ التغافل يجلب المصائب و يخلط بين وليّ الله بوليّ الشيطان و خاصة أن عامّة الناس ممّن خسروا رأس مالهم لا يملكون مثقال درهمٍ في العقائد ...
كنتُ برفقة ممّن يعظّمون سكّان الأضرجة و ينزلونهم منازل هي لله وحده سبحانه و تعالى, فتوجّهت نحو الضريح إذ العامة لم تختلف عليه أنه وليّ مقرّب ....
فقطعتْ يميني الموحدة غصنٌ تدلّى حول الضريح فكانت سبّابة رفيقي تارة تشير بالويل و الثبور و أخرى بالشفقة و الرحمة ....
جارحة لسانه نطقتْ .... سوف نموت بحادث سيرٍ, سوف يحدث كيت و كيت لهول ما ارتكبته ....
فساررته أنّي سأصطحب معي ذاك الغصن, فحلف أن يتركني و شأني و يبقى بجوار الضريح و لن ترافق قدمه قدمي ....
فضحكت شفقةً و أردتُ وضع الكوب في مكان و اطعام الخصم حجة لا ينساها ما دامت عروقه تسير بالدّم ....
فقلتُ له حسناً, سأترك الغصن في مكانه ... و بلمحة ساحرٍ أخذتُ غصناً جديداً فكان تحت مقعد السيارة عند السائق إذ هو السائق ....
و عندما وصلنا طرابلس لبنان سألته ماذا حدث فها نحن ننعم بنعمة وصولنا الى برّ الأمان و الغصن لم يفارقك لمحة بصر!!!! فبهتَ الذي ضلّ و لله الحمد.
لا يعدو الوليّ كائناً من كان أنه و في قبره لا يملك النفع و الضرّ إذ أحوج الى النفع من غيره ... فهو بحاجة الى رحمة ربّه ثم دعوةٌ من مسلمٍ تدبّ فيه الحياة ....
و من عكس ذا فهو على جرفٍ هارٍ أخشى عليه غضب ربّ الأرض و السماء ....
و لذا رأيت من الحكمة بمكانٍ أن يترفّع قلمي قليلاً ليدوّن عثرات أولئك لنكون على منهاج النبّوة في نشر التوحيد في أرض الله ما دامت الأرض هي لله وحده ....
فأقول مستعيناً بالله تعالى و هو خير معينٍ سبحانه ما أحلمه و ما أكرمه فذا ربّي فأروني أربابكم!!!!!
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
إنّ الله تعالى قال: من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب, و ما تقرّب اليّ عبدي بشيئ أحبّ ممّا افترضته عليه, و ما زال عبدي يتقرّب اليّ بالنوافل حتى أحبّه, فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به, و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها, و رجله التي يمشي بها, وإن سألني لأعطينّه و لئن استعاذني لأعيذنّه ما ترددتُ في شيئ أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن, يكره الموتَ و أنا أكره مساءته)
البخاري و غيره ....
إذاً منزلة الولاية منزلة ذو خاصية لا يشاركها من هو دونها ....
فليس كلّ مسلمٍ وليّ و بينها و بين الأسلام عمومٌ و خصوصٌ ,إذ كلّ وليّ مسلم و ليس كل مسلمٍ وليّ ...
كما أنّها و مع الإيمان مثيل الإسلام ...
و هي أيّ الولاية دون منزلة النّبوة و منْ زعم غير ذا فقد تقوّل مكان النّوم , ووقع عليه اللوم ....
و بين النّبوة و الولاية عمومٌ و خصوصٌ كما هو الحال مع الإيمان و الإسلام ...
فكلّ نبيّ وليّ و ليس العكس و ممّا يؤكّد أنّ النّبوة منزلة لا تعدل فضلاً أنْ تكون دون منزلة الولاية نقاط الاتّفاق و نقاط الاختلاف و منها:
اتّفقتا في نصب العدواة لهما بمثابة نصب العداوة لله تعالى فهي تلتقي مع الولاية من هذه الحيثيّة و تتفاضل عليها بقوله تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله .... ) الآية.
¥