و ليس من الدّين بمكانٍ أنْ تعدل طاعة الأولياء طاعة ربّ الأرض و السماء و لا يقول ذا من كان يملك قدر أنملة من عقل ....
ثمّ ذي الولاية لها أوصاف يتحلّى بها منتسبوها كما للنّبوة أوصافاً يتحلّى بها الأنبياء, و على سبيل المثال لا الحصر الغلّ و النبوة لا يجتمعان في قلب نبيّ أما أن يكون غالاً و أما أن يكون نبيّاً وذلك قوله تعالى (و ما كان لنبيّ أن يغل .... ) الآية
فأهل الولاية هم الذين يُذكر الله لرؤيتهم كما صحّ عن ابن عباس عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلم (أولياء الله هم الذين يُذكر الله لرؤيتهم) و هو في الصحيحة للألباني رحمه الله
و لا يعني ذا إذ ذُكر الله لرؤية إنسان ما أنّه وليٌ!!! فلا بدّ أن نجمع الآيات و لا نضربها ببعضها البعض إذ قال تعالى (الا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون) (الذين آمنوا و كانوا يتّقون)
إذاً الولاية هي إيمانٌ و تقوة و سمةٌ صالحةٌ تجعل النّاظر الى أصحابها يذكر الله تعالى ...
و عندها ندرك أنّ الولاية و أهلها مكلّفون أكثر من غيرهم ليس كما يزعم صوفية القرون الوسطى الى عصرنا ذا .... أنّ الوليّ يصل الى درجة يُرفع عنه التّكاليف ... سبحان الله فكان صلوات ربي و سلامه عليه تتفطر قدماه!!!
فعلى الوليّ أن يكون مؤمناً بالله و ملائكته و كتبه و رسله و بالقدر خيره و شرّه ....
فعلى الوليّ أن يكون تقيّا لله تعالى ....
و من جمع بين هذه الصفات الكريمة كان حقاً قرآناً يمشي بين النّاس ...
و الوليّ بشرٌ يتميّز عن بقية البشر أنّه أوّابٌ توّابٌ ... فليس هو معصوم عن الذنوب ...
و لا تكون ولاية ما الاّ و حبّ عليّ رضي الله عنه أحد شمائلها بله أركانها لقوله صلى الله عليه و سلم (إنه لا يحبّك الاّ مؤمن و لا يبغضك الاّ منافق) مسلم
وإذ كان ذلك كذلك كان حبّ الأنصار من الايمان كما في البخاري و من أركان الولاية ...
ثمّ حبّ من بايع تحت الشجرة (لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة ... ) الآية
فحبّ المهاجرين و الانصار و التّرضي عليهم أحد أركان الولاية و عندها أولى الناس حظاً بهذه الولاية هم السنّة لا الروافض و من تبعهم الى عصرنا ذا ....
و عندها لا تكون ولاية الاّ في اهل السنّة و لله الحمد ...
و أضف الى شمائل الوليّ أنّه يعادي لله و يحبّ لأجله إذ المولاة و المعاداة من أوثق عرى الإيمان كما عن ابن عباس رضي الله عنه.
و لن تكون وليّاً ما لم يثنِ عليك النّاس خيراً ....
فقال صلى الله عليه و سلم (أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيراً و هو يسمع ... ) و هو في الصحيحة للألباني رحمه الله.
و الثّناء ذا إن آتاك من أهل الدنيا فانظر الى نفسك إذ أهل الدنيا لا يثنون على أهل الآخرة الاّ لوجود قاسمٍ مشتركٍ بينهما ....
يتبع إن شاء الله مع شرح الحديث ....