[تحرير القول على قدر انملة في نقض نظرية (اعرف شخصيتك بعشرة اسئلة)]
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - 04 - 09, 05:46 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على آله و صحبه اجمعين ...
قرأت ردود الاخوة و تفاعلهم حول موضوع (اعرف شخصيتك بعشرة باسئلة) لحبيبنا الاخ ...............
فاوقعت في قلبي الحزن و الاسى لما احدثته مثل هذه المواضيع بيد كاتبها او بالاحرى ناقلها لم يرد الاّ الخير بوجوه المتعددة فجزاه الله خيرا ....
و لكن الخير تارة يوافق صاحبة و تارة يجانبه و على اي فليكن العبد ممن اسلم امره الى الله تعالى ان يرضى و يشكر الخلق بيد النيات تسعى لارضاء خالقها ...
فمن دخل منتدى الكلمة الطيبة لله فارجو ان لا يخرجه منها الا لاجل الله و ما كان بين هذا و ذاك يلزمه المكث فيه لله ... لان عمله كله لله ... يحتسب ظلم الاخرين له اجرا خالصا و مدح الاخرين له عملا مقبولا ...
فتارة كاتب هذه السطور يخطئ و تارة يصيب فهو كمثله من الناس ...
فلذا رأيت من بعض الاخوة و الاخوات تخذهم العاطفة و هذا من حبهم لله تعالى فهم تجمعوا في الكلمة ما اجتمعوا الا لاعلاء كلمة الله ...
ثم هذه العاطفة ان لم تكون مقرونة بالشرع يدخلها الشيطان و يوسوس لهذا بذاك و ذاك بغيره و هكذا ....
فدوما الشارع هو الفيصل و كلام زيد او عمرو من دون دليل يبقى هباء منثورا ...
فنظرتُ في الموضوع بعين فاحصة فكان التالي:
ان اتّباع سنن من كان قبلنا مكروها في اقل مراتبه محرما في اعلاها ... شرط ان يكون فيه مصلحة للمسلين ...
فان تواجدت المصلحة فحيهلا ...
و علم النفس قائم على تحليل الشخصيات تحليلا يدور بين الخطأ و الصواب هذا من ناحية ...
و من ناحية اخرى يرتكز احيانا على الكذب اقناعا للغير حتى يؤتى ثماره ... و هذا معلوم عند اهله لا مجال للخوض فيه ...
ثم تحليل اي شخصية يساوي الكشف عن مضمونها ... اي البحث بين اركان القلب و اخراج ركائزه ...
و هذا الكشف لم يأت عبثا و انما على علم قائم لا نستطيع ان ننكره و لكن باستطاعتنا ان نفند اباطيله او نؤيد اوصاله ...
ثم التحليل هو الحكم بنفسه ... فعندما اقول لفلان ما انك سريع الغضب فانا بداهة حكمتُ عليه بانه يغضب ...
و هذا الحكم ينقسم الى قسمين ... قسم يجوز و قسم هو موضع بحثنا هذا ...
القسم الاول يكون باعتمادنا على افعال و اقوال ظهرت او تظهر من ذاك الراكع الساجد لحكمنا له ...
بمعنى ... رايتُ زيدا كلما يحادثه فلان ما يغضب ... ثم اقواله تخرج بنبرات غاضبة فهذا و امثاله نحكم عليه بالظاهر بانه سريع الغضب او انه ممن يغضبون ... اعتماد على اشياء ظاهرة ملموسة محسوسة ..
و الشق الاخر ان نحكم عليه من خلال كيفية اكله او كيفية نومه او ... و اخواتها ...
هذا حكم بواسطة ... و لذا كانت ابعد الصواب عن سابقتها اذ الاولى هي الصواب بعينها ...
ثم الحكم على الغير او تحليل شخصيته من خلال طبعه او شيئ خلقه الله عليه غير صحيح ..
اذ صفات الانسان تكون بين صفات خَلقية بفتح الخاء و اخرى خُلقية بضم الخاء ...
فلا يصح مثلا ان نقول من كان قصيرا يكون كذا بينما يصح ان نقول من ينفق في سبيل الله فهو منفق ...
و لذا كان قرّاء الكف مثلا ينظرون الى الاوصاف الخُلقية من خط طويل و آخر قصير و متوازي و متقاطع ..
و هذا العلم صنو الكف و غيره و لا يعنى الصنو مشابهته من كل وجه اذ الصنو هو الاخ و الاخوة النسب يتشابهون في صفات و يختلفون في اخرى ...
فلنعد الى صلب الموضوع ... و نحلل الفاظه الاولى منه عند العنوان: اعرف شخصيتك بعشرة باسئلة
اعرف شخصيتك اي اعرف نفسك اي اعرف مضمونك و سواء كان هذا المضمون يحمل صفات ايجابية او سلبية فهو بين السعادة بها و الشقاوة ....
بمعنى لو ان النتائج تدل على اوصاف معينة و سنمر عليها فاما ان يسرّ بها او يحزن بسببها و هذا هو السعادة و الشقاء ...
و السعادة و الشقاء منه دنيوي و منه اخروي ... ذاك الذي كتبه الملك على الجنين في بطن امه فهذا حكم يتعلق به الجنة او النار ...
اما السعادة و الشقاوة الدنيوية فهي سبيل الى ذاك بمعنى ... ان السعادة لا بدّ ان تقارن بالشارع فما اسعده الشارع فهو السعيد ... مثالا ... قد افلح المؤمنون ... هذه سعادة ... المؤمن سعيد .. و هذا الايمان و هذه السعادة سبيلا الى السعادة الباقية المكتوبة في بطن امه ...
¥