تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بظاهر مموه وباطن مشوه

يظهر من صداقته ما هو فوق طاقته

والقلب منه خالي كفارغ المخالي حتى اذا ما انصرفا اعرض عن ذاك الصفا

وان يكن ثم حسد انشب انشاب الاسد

في عرضة مخالبه مستقصياً مثالبه

مجتهداً في غيبته لم يرع حق غيبته

فهذه صحبة من تراه في هذا الزمن

فلا تكن معتمدا على صديق أبداً

وان اطقت الا تصحب منهم خلا

فانك الموفق بل السعيد المطلق

وان قصدت الصحبة فخذ لها في الأهبة

واحرص على آدابها تعدّ من اربابها

واستنب عن شروطها والزم عرى مشروطها

وان اردت علمها وحدها ورسمها

فاستمله من رجزي هذا البديع الموجز

فانه كفيل بشرحه حفيل

فصلته فصولا تقرّب الوصولا

لمنهج الآداب في صحبة الاصحاب

تهدي جميع الصحب الى الطريق الرحب

سميتها اذ طربا بنظمنه واغربا

بنغمة الأغاني في عشرة الاخوان

والله ربي اسأل وهو الكريم المفضل

الهامي الامدادا ومنجي السدادا.

(فصل في تعريف الصديق والصداقة)

قالوا الصديق من صدق في حبه وما مذق وقيل من لم يعطنا في قوله انت انا وقيل لفظ لا يرى معناه في هذا الورى وفسروا الصداقة بالحب حسب الطاقة وقال من قد اطلقا هي الوداد مطلقا وآخرون نصوا بأنها اخص وهو الصحيح الراجح والحق فيه واضح إذ خلة الصديق عند اولى التحيق محبة بلا غرض والصدق فيها مفترض ومطلق الحب أعم ومن ابى فقد زعم وحدها المعقول عندي ما اقول هي بلا اشتباه اخوة في الله

(فصل فيما ينبغي ان يصادق ويصافا ويصاحب ويوافا)

اذا صحبت فاصحب ذا حسب ونسب رب صلاح وتقى ينهاه عما يتقي من غية وغدر وخدعة ومكر مهذب لاخلاق يطرب للتلاقي يحفظ حق غيبتك يصون ما في عيبتك يزينه ما زانكا يشينه ما شانكا يظهر منك الحسنا ويذكر المستحسنا ويكتم المعيبا ويحفظ المغيبا يسره ما سركا ولا يذيع سركا ان قال قولا صدقك او قلت انت صدقك وان شكوت عسرا افدت منه يسرا يلقاك بالأمان من حادث الزمان يهدي لك النصيحة بنية صحيحة خلته مدانية في العسر والعلانية صحبته لا لغرض فذاك في القلب مرض لم يتغير ان ولي عن الوداد الأول يرعى عهود الصحبة لا سيما في النكبة لا يسلم الصديقا ان بال يوما ضيقا يعين ان امر عنا ولا يفوه بالخنا يولي ولا يعتذر عما عليه يقدر هذا هو الأخ الثقة المستحق للمقة ان ظفرت يداكا به فكد عداكا فانه السلاح والكف والجناح وقد روى الرواة السادة الثقاة عن الامام المرتضى سيف الآله المنتضى في الصحب والاخوان انهما صنفان اخوان صدق وثقة وانفس متفقة هم الجناح واليد والكهف والمستند والأهل والأقارب اذنتهم التجارب فافدهم بالروح في القرب والنزوح واسلك بحيث سلكوا وابذل لهم ما تملك فلا يزول مالكا من دونهم لما لكا وصاف من صافاهم وناف من نافاهم واحفظهم وصنهم وانف الظنون عنهم فهم اعز في الورى ان عنّ خطب او عرى من احمر الياقوت بل من حلال القوت واخوة للأنس ونيل حظ النفس هم عصبة المجاملة لا الصدق في المعاملة منهم تصيب لذتك اذ الهموم بدتك فضلهم ما وصلوا وابذل لهم ما بذلوا من ظاهر الصداقة بالبشر والطلاقة ولا تسل ان ظهروا للود عما اضمروا واطوهم مد الحقب طي السجل للكتب وقال بشر الحافي بل عدة الأصناف ثلاثة فالأول للدين و هو الافضل وآخر للدنيا يهديك نجد العليا وثالث للأنس لكونه ابن جنس فأعط كلا ما يجب وعن سواهم فاحتجب

(فصل في شروط الصداقة وادابها)

صداقة الاخوان الخلص الأعوان لها شروط عدة على الرخا والشدة والرفق والتلطف والود والتعطف وكثرة التعهد لهم بكل معهد البر بالأصحاب من أحكم الأسباب والنصح للاخوان من اعظم الانسان والصدق والتصافي من أحسن الاوصاف دع خدع المودة للأوجه المسودة فالمحض في الاخلاص كالذهب الخلاص حفظ العهود والوفا حق لأخوان الصفا عاملهم بالصدق واصحب بحسن الخلق والعدل والانصاف وقلة الخلاف ولا قهم بالبشر وحيهم بالشكر صفهم بما يستحسن واخف ما يستهجن وان رأيت هفوة فانصحهم في الخلوة بالرمز والاشارة والطف العبارة اياك والتعنيفا والعذل والعنيفا وان ترد عتابهم فلا تسيء خطابهم وأحسن العتاب ما كان في كتاب فالعتب في المشافهة ضرب من المسافهة وعن امام النحل قاتل كل فحل عابت اخاك الجاني بالبر والإحسان حافظ على الصديق في الوسع والمضيق فهو نصيب الروح ومرهم الجروح وفي الحديث الناطق عن الإمام الصادق من كان ذاحميم نجا من الجحيم لقول اهل النار

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير