تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يغني وان اردتم فقعوا لا يعتريكم فزع فهذه المومات لنا بها النجات ولي بها خليل احسانه جزيل ينعم بالفكاك من ربقة الشباك فلجأوا اليها ووقعوا عليها فنادت الحمامة اقبل ابا امامة فأقبلت فويرة كانها نويرة تقول من ينادي ابي بهذا الوادي قال لها المطوق انا الخليل الشيق قولي له فليخرج واذنيه بالمجي فرجعت واقبلا فار يهد الجبلا فأبطر المطوقا فضمه واعتنقا فقال اهلا بالفتى ومرحبا بمن اتى قدمت خير مقدم على الصديق الأعظم فادخل بيمن داري وشرفن مقداري وانزل برحب ودعة وجفنة مدعدعة واشف جوى القلوب بوصلك المحبوب فالشوق للتلاق قد بلغ التراقي فقال كيف انعم ام كيف يهني المنعم وهل يطيب عيش ام هل يقرّ طيش واسرتي في الأسر يشكون كل عسر اعناقهم في غل وكلهم في ذل فقال مرني ائتمر عداك نحس مستمر قال اقرض الحباله قرضا بلا ملالة وخلص الأصحابا واغتنم الثوابا وحل قيد اسرهم وفكهم من اسرهم قال امرت طائعا وعبد ودّ سامعا فقرض الشباكا وقطع الاشراكا وخلص الحماما وقد رءا الحماما فاعلنوا بحمده واعترفوا بمجده فقال قروا عينا ولا شكوتم اينا وقدم الحبوبا للأكل والمشروبا وقام بالضيافة بالبشر واللطافة اضافهم ثلاثا من بعد ما اغاثا فقال ذاك الخل الخير لا يمل فقت ابا امامه جودا على ابن مامة وجيت بالصداقة بالصدق فوق الطاقة البستنا اطواقا وزدتنا اطواقا من فضلك الجميل وفعلك الجزيل مثلك من يدخر لريب دهر يحذر وترتجيه الصحب ان عز يوم خطب فاذن بالإنصراف لنا بلا تجافي دام لك الانعام ما غرد الحمام ودمت مشكور النعم مارن شاد بنغم فقال ذاك الفار جفا الصديق عار ولست ارضى بعدكم لا ذقت يوماً فقدكم ولا ارى خلافكم ان رمتم انصرافكم عمتكم السلامة في الظعن والإقامة فودعوا وانصرفوا والدمع منهم يذرف فاعجب لهذا المثل المعرب المؤثل او ردته ليحتذى اذا عرى الخل اذى.

(فصل باتحاد الصديقين واتصاف كل منهما بصفات الاخر)

الصدق في الوداد يقضي بالاتحاد في النعت والصفات والحال والهيئات فيكتسى المشوق ما كسي المعشوق حتى يظن انه من الحبيب كنهه لشدة العلاقة والصدق في الصداقة وهذه القضية في حكمها مرضية اثبتها البيان النقل والعيان لذاك قال الأول والحق لا يأوّل نحن من المساعدة نحيى بروح واحدة ومثلوا بالجسد والروح ذي التجرد فالروح ان امرعنا تقول للجسم انا وقال جد الناظم مستند الأعاظم من للعلوم قد نشر منصور استاد البشر ولم هاذا الحكم لم يقترن بعلم وانه قد ظهرا مشاهداً بلا مرا فمنه ما جرى لي في غابر الليالي اصابني يوم الم من غير انذار الم فاحترت منه عجبا لما فقدت السببا واستغرقتني الفكر حتى اتاني الخبر ان صديقا لي عرض لجسمه هذا المرض فازداد عند علمي تصديق هذا الحكم فالصدق في المحبة توجب هذي النسبة فكن صديقا صادقا ولا تكن مماذقا حتى تقول معلنا اني ومن اهوى انا

(فصل في تزاور الأخوان وتلاقيهم)

تزاور الإخوان من خالص الإيمان ان التآخي شجرة لها التلاقي ثمرة لا تترك الزيارة فتركها حقارة كل أخ زوار وان تناءت دار وقد رأوا آراء واختلفوا اهواء في الحد للزيارة والمدة المختارة فقيل كل يوم كالشمس بين القوم وقيل كل شهر مثل طلوع القمر وقيل ما نص الأثر عليه نصاً واشتهر زر من تحب غبا تزدد اليه حبا واختلفوا في السغب عن اي معنى ينبي فقيل عن ايام خوفا من الابرام وقيل عن اسبوع وقفا على المسموع وقيل بل معناه زر يوماً ويوماً لا تزر فاعمل بما تراه في وصل من تهواه وزر اخاك عارفا بحقه ملاطفا وان حللت منزله فاجعل صنيع الفضل له واقبل اذا ما راما منه له الإكراما فمن ابى الكرامة حلت به الملامة وان اتاك زائرا فانهض اليه شاكرا وقل مقال من شكر فضل الصديق وذكر ان زارني بفضله او زرته لفضله فالفضل في الحالين له ووصل من تهوى صله والضم والمصافحة من سنة المصالحة او كان يوم عيد او جاء من بعيد هذا هو المشهور يصنعه الجمهور وقد اتى في الأثر عن النبي المنذر تصافح الاخوان يسن كل آن ما افترقا واجتمعا يغشاهما الخير معا.

(فصل في محادثة الأخوان)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير