" .. فكن – يا طالب العلم – على تقيّة، من كتب ((غلاة المتعصّبة)): أهل الأهواء، فكم بها من عسل مقلوب، ونصٍّ محرف مبتور، لا سيما في مواطن المحاجَّة، لما ينفردون به، من آراء، ومذاهب، ومعتقدات، نَأَتْ بهم عن الدليل، وقعدت بهم عن نزل الصَّادقين". (ص:101)
الفائدة/15
"المَحَبَّة رحى العبوديَّة، يوهنها كرُّ الإفراط، وكرُّ التفريط ". (ص:102)
الفائدة/16
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: (ولا ريب أن الألفاظ في المخاطبات، تكون بحسب الحاجات، كالسّلاح في المحاربات، فإذا كان عدو المسلمين – في تحصُّنِهم و تسلُّحِهم – على صفة غير الصفة التي كان عليها الفرس و الروم، كان جهادهم بحسب ما توجبه الشريعة التي مبناها على تحري ما هو لله أطوع، وللعبد أنفع، وهو الأصلح في الدنيا و الآخرة ... ) انتهى ". (ص:108)
الفائدة/17
" [من] خان الأمانة فحرَّف في آية في نصها، أو الاستدلال منها، فهذا ساقط العدالة، مستوجب للجرح الشديد، و العذاب الأليم، ومن خان الأمانة بالتحريف في حديث نبوي شريف، فكذلك. ومن خان في نقل كلام عالم، وقَوَّلَهُ ما لم يقل، أو لبَّس فيه ببتر، ونحوه، فهذا ضرب من التحريف و الخيانة.
وهكذا من ضروب قصد التحريف، حاشا الغلط، والوَهْم". (ص:115)
الفائدة/18
"من الأمانة الرجوع إلى الحق، وهو كمال لا تحرس عليه إلى نفوس قد ذللت لها سبل المكارم تذليلا، ومن الأمانة أن تنقد الآراء ولا تغمض فيما تراه باطلا، وإن كان بينك و بين صاحبه صلة الصداقة، أو القربى". (ص:122)
الفائدة/19
" .. قد قيل: ((الناسخ ماسخ)).
وللأديب إبراهيم الصولي، المتوفَّى سنة243هـ- قولته المشهورة:
((المتصفح للكتاب أبصر بمواقع الخلل فيه من منشئه)) ". (ص:126 - 127)
الفائدة/20
"قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -: (والتَّحريف: العدول بالكلام عن وجهه، وصوابه إلى غيره، وهو نوعان: تحريف لفظه، وتحريف معناه. والنوعان مأخوذان من الأصل عن اليهود فهم الراسخون فيهما، وهم شيوخ المحرفين، وسلفهم، فإنهم حرفوا الكثير من ألفاظ التوارة وما غلبوا عن تحريف لفظه حرفوا معناه، ولهذا وصفوا بالتحريف في القرآن، دون غيرهم من الأمم. ودرج على آثارهم الرافضة، فهم أشبه بهم من القُذَّة بالقُذَّة، والجهمية فإنهم سلكوا في تحريف النصوص ((الواردة)) في الصفات مسالك إخوانهم من اليهود ولما لم يتمكنوا من تحريف نصوص القرآن حرَّفوا معانيه، وسطوا عليها، وفتحوا باب التأويل لكل ملحد يكيد الدين ... ) ". (ص:133)
الفائدة/21
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: (فالحب لغير الله، كحب النصارى للمسيح، وحب اليهود لموسى، وحب الرافضة لعلي، وحب الغلاة لشيوخهم، وأئمتهم مثل من يوالي شيخا، أو إماما، وينفر عن نظيره، وهما متقاربان، أو متساويان في الرتبة. فهذا من جنس أهل الكتاب الذين آمنوا ببعض الرسل و كفروا ببعض، وحال الرافضة الذين يوالون بعض الصحابة، ويعادون بعضهم، وحال أهل العصبية المنتسبين إلى فقه و زهد الذين يوالون الشيوخ و الأئمة دون البعض) ". (ص:148 - 149)
الفائدة/22
"ادعاء مذهب السلف - مع مخالفته - للتغرير، و التلبيس: دعوى قديمة، كشفها شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في كتبها منها في ((الفتاوى)): (4/ 194، 151، 164). وإن الدعوى دون النصرة لهم، والبراءة من المخالفين لهم، تبقى دعوة بلا بينة، فهي مردودة.
ونظير هذا تلقيب الأشاعرة، والماتريدية لأنفسهم بأنهم: ((أهل السنة)).
وهذا من التغرير من وجه، ونكاية بأهل السنة و الجماعة من وجه آخر،
حتى لا تبقى لأهل السنة و الجماعة صفة التميز بهذا اللقب الشريف بالنسبة إلى ((السنة)) في وسط تلكم الأهواء المضلة.
وهذا الصنيع منهم يذكرنا من وجه آخر، ما ذكر عن واعظ، قيل له ما مذهبك؟ قال: في أي مدينة ". (ص:162 - 163)
الفائدة/23
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: (ومن كتم الحق احتاج أن يقيم موضعه باطلا، فيلبس الحق بالباطل؛ ولهذا كان كل من كتم من أهل الكتاب ما أنزل الله فلا بد أن يظهر باطلا. وهكذا أهل البدع .. ) انتهى.
وقال أيضا: (فلا تجد قط مبتدعا إلاَّ وهو يحب كتمان النصوص التي تخالفه، ويبغضها، ويبغض إظهارها، وروايتها، والتحدث بها .. ) انتهى". (ص:165 - 166)
الفائدة/24
¥