[(لا حول ولا قوة إلا بالله) حكم وفوائد]
ـ[د. محمد بن عدنان السمان]ــــــــ[30 - 04 - 09, 04:36 م]ـ
(لاحول ولاقوة إلا بالله) ذكر جميل جليل، قليل المبنى عظيم المعنى، فيه من التوحيد والإجلال والتوقير لله سبحانه وتعالى، و فيه من التوكل والاستعانة بالله سبحانه وبحمده، هي كلمة من تحت العرش و غرس من غراس الجنة، وباب من أبوابها وكنز من كنوزها.
إنها (لاحول ولاقوة إلا بالله)، هذه الكلمة وذلك الذكر العظيم أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسة من أصحابه رضوان الله عليهم في أحاديث متفرقة من الاكثار من (لاحول ولاقوة إلا بالله):
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنا إذا علونا كبرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، ولكن تدعون سميعا بصيرا). ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: (يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة). أو قال: (ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله) رواه البخاري.
وعن حازم بن حرملة الأسلمي رضي الله عنه قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: (يا حازم! أكْثر منْ قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنّها من كنوز الجنّة) رواه ابن ماجة بسند صحيح.
وهذا صحابي ثالث يوصيه النبي صلى الله عليه وسلم من الإكثار من (لا حول ولا قوة إلا بالله) فعن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلك على باب من أبواب الجنّة؟) قلت: بلى، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله) صحيح الترمذي.
وجاء في الحديث الصحيح قول الصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه (أوصاني حبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر من قول لا حول و لا قوة إلا بالله).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أعلّمك – أو قال – ألا أدُلُّك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنّة؟ تقول: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، فيقول الله عزّ وجلّ: أسلم عبدي واسْتسلم) رواه الحاكم بسند صحيح.
قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء: سبب ذلك أنّها كلمة اسْتسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعْتراف بالإذعان له، وأنّه لا صانع غيره، ولا رادّ لأمره، وأنّ العبد لا يملك شيئاً من الأمر، ومعنى الكنز هنا: أنّه ثواب مدّخر في الجنّة، وهو ثواب نفيس، كما أنّ الكنز أنفس أموالكم)).
وقال الامام ابن القيّم رحمه الله: لمّا كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفى على أكثر النّاس، وكان هذا شأن هذه الكلمة، كانت كنزاً من كنوز الجنة، فأوتيها النبي صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش، وكان قائلها أسلم واستسلم لمن أزمّة الأمور بيديه، وفوّض أمره إليه)).
(لا حول ولا قوة إلا بالله) معناها كما جاء في حديث صححه بعضهم (لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله)
وقال الإمام ابن رجب رحمه الله (فإنّ المعنى: لا تحوّل للعبد من حال إلى حال، ولا قوة له على ذلك إلاّ بالله، وهذه كلمة عظيمة وهي كنز من كنوز الجنّة)).
(لا حول ولا قوة إلا بالله) كلمة استعانة وتوكل ولذا تجد الشارع أوصى بذكرها في مواضع الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، فعندما تهم إلى الصلاة وتسمع النداء بحي على الصلاة حي على الفلاح تقول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ولنستمع إلى البشرى النبوية فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر. فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله. قال: أشهد أن محمدا رسول الله. ثم قال: حي على الصلاة. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: حي على الفلاح. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: الله أكبر الله أكبر. قال: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: لا إله إلا الله. قال: لا إله إلا الله، من قلبه - دخل الجنة) رواه مسلم
¥