تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسألة في أنساب الأشراف]

ـ[السلامي]ــــــــ[07 - 03 - 03, 04:30 م]ـ

من الملاحظ فيمن ينتسب إلى بيت النبوة أن يتقدم قبل اسمه بلفظ الشريف فلان الفلاني بل حتى طلبة العلم منهم إذا كتب كتابا صدره بهذا اللقب فيقول تأليف الشريف فلان الفلاني

ولكي أحصر المسألة فسؤالي مايلي:

1 - هل لهذا الفعل أصل يعول عليه أم لا.

2_وإذا لم يكن هناك أصل فهل تدخل في الفخر في الأنساب المنهي عنه أو التزكية المذمومة لأنه قد يكون حامل اللقب من أفسق الناس.

أرجوا من الأخوة أن يدلوا بما عندهم في هذه المسألة والله الموفق,

ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - 03 - 03, 07:11 م]ـ

- النسب الهاشمي نسب شريف ولا شك، وهو أشرف الأنساب بغير خلاف.

- أما لفظ (الشريف) فلم يكن خاصا - عند السلف - بالهاشميين. وعندي على ذلك أمثلة كثيرة، ليست بين يدي الآن. ومن أكثر من النظر في كتب الرجال جزم بذلك.

والله أعلم

ـ[جلاء الأفهام]ــــــــ[07 - 03 - 03, 07:39 م]ـ

أما لفظ الشريف فيطلق على كل ماجد؛ نبيل؛ له شأن؛ كريم الأصل؛ كما قال ابن السكيت عن هذا اللفظ: ولايكون إلا لمن له آباء يتقدمونه في الشرف.

وكان هذا اللفظ لايختص بقوم دون قوم ولا بقبيلة دون أخرى؛ بل ربما أطلق على صاحب مزية إما نسبا أو علما أو جاها أو سلطانا ونحو ذلك؛ وإن كان إطلاقها على ذوي النسب الرفيع أكثر وأشهر كما قال جبلة بن الأيهم:

تنصرت الأشراف من عار لطمة *******وما كان فيها لو صبرت لها ضرر

وقد ألف البلاذري كتاب سمّاه (أنساب الأشراف) ولابن أبي الدنيا (الإشراف في منازل الأشراف).

ولما كان أعلى الناس نسبا وأكرمهم موضعا وأشرفهم منزلا في الجاهلية والإسلام صفوة الله من خليقته آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ كانوا أحق الناس بهذا التشريف؛ وأولى الخلق بهذا التكريم. فصار يطلق على الواحد منهم لقب الشريف وربما قيل السيد.

وما زال هذا اللقب يطلق على هذه الذرية الطيبة والعترة الطاهرة قرنا بعد قرن وعهدا بعد عهد إلى زمننا هذا دون نكير من علماء الإسلام؛ بل نراهم يخطون ذلك اللقب بأيديهم وينطقونه بأفواههم؛ بل عدوه حقا من حقوق هذا النسل المبارك وفي تركه جفاء وغمط.

أما بداية اختصاصهم بهذا اللقب , فقد كان قديما.

قال السيوطي (كان شريفا كل من كان من أهل البيت؛ سواء أكان حسينيا أم حسنيا أم علويا من ذرية محمد بن الحنفية وغيره من أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أم جعفريا أم عقيليا أم عباسيا , فلما ولي الفاطميون أمر مصر قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين) ا. هـ

أما قضية الفخر بالأنساب؛ فإن كان مؤداه غمط الحقوق والتكبر على الخلق والطعن في الأنساب ونحو ذلك , فهذا لا شك أنه مذموم قبيح.

أما إن كان من باب التحدث بنعمة الله تعالى - ولاشك أن هذا النسب من كبير نعم الله تعالى وكلها كبير - أو أخذ حق أو دفع نقص ونحو ذلك فلا شك أن ذلك مشروع وربما كان مستحبا. وفيه مصالح كاجتناب الرذائل والحرص على الفضائل وغير ذلك.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معتزا ومفتخرا: أنا النبي لا كذب ****أنا ابن عبد المطلب

وقد تكلم عن هذا اللقب الشيخ الشريف د. عبد الكريم بن إبراهيم بن محمد آل غضية في كتابه (معجم ما يخص آل البيت النبوي) فراجعه. والله أعلم

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[07 - 03 - 03, 11:54 م]ـ

لابن تيمية كلام قيم حول ذلك

قال رحمه الله:

ان تعليق الشرف فى الدين بمجرد النسب هو حكم من احكام الجاهلية الذين اتبعتهم عليه الرافضة واشباههم من اهل الجهل فإن الله تعالى قال يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم وقال النبى صلى الله عليه وسلم لا فضل لعربى على عجمى ولا لعجمى على عربى ولا لأسود على ابيض ولا لأبيض على اسود الا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب ولهذا ليس فى كتاب الله آية واحدة يمدح فيها احد بنسبه ولا يذم احدا بنسبه وانما يمدح بالايمان والتقوى ويذم بالكفر والفسوق والعصيان وقد ثبت عنه فى الصحيح انه قال أربع من امر الجاهلية فى امتى لن يدعوهن الفخر بالأحساب والطعن فى الأنساب والنياحة والاستسقاء بالنجوم فجعل الفجر بالأحساب من امور الجاهلية فاذا كان المسلم لا فخر له على المسلم بكون اجداده لهم حسب شريف فكيف يكون لكافر من اهل الكتاب فخر على كافر من اهل الكتاب بكون اجداده كانوا مؤمنين واذا لم تكن مع التماثل فى الدين فضيلة لأحد الفريقين على الآخرين فى الدين لأجل النسب علم انه لافضل لمن كان من اليهود والنصارى آباؤه مؤمنين متمسكين بالكتاب الأول قبل النسخ والتبديل على من كان ابوه داخلا فيه بعد النسخ والتبديل واذا تماثل دينهما تماثل حكمهما فى الدين والشريعة انما علقت بالنسب احكاما مثل كون الخلافة من قريش وكون ذوى القرب لهم الخمس وتحريم الصدقة على آل محمد ونحو ذلك لأن النسب الفاضل مظنة ان يكون اهله افضل من غيرهم كما قال النبى الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الاسلام اذا فقهوا والمظنة تعلق الحكم بما اذا خفيت الحقيقة او انتشرت فأما اذا ظهر دين الرجل الذى به تتعلق الأحكام وعرف نوع دينه وقدره لم يتعلق بنسبه الأحكام الدينية ولهذا لم يكن لأبى لهب مزية على غيره لما عرف كفره كان احق بالذم من غيره ولهذا جعل لمن يأتى بفاحشة من ازواج النبى صلى الله عليه وسلم ضعفين من العذاب كما جعل لمن يقنت منهن لله ورسوله اجرين من الثواب فذوا الأنساب الفاضله اذا اساؤا كانت اساءتهم اغلظ من اساءة غيرهم وعقوبتهم اشد عقوبة من غيرهم فكفر من كفر من بنى اسرائيل ان لم يكن اشد من كفر غيرهم وعقوبتهم اشد عقوبة من غيرهم فلا اقل من المساواة بينهم ولهذا لم يقل احد من العلماء ان من كفر وفسق من قريش والعرب تخفف عنه العقوبة فى الدنيا او فى الآخرة بل اما ان تكون عقوبتهم اشد عقوبة من غيرهم فى اشهر القولين او تكون عقوبتهم أغلظ فى القول الآخر لأن من اكرمه بنعمته ورفع قدره اذا قابل حقوقه بالمعاصى وقابل نعمه بالكفر كان احق بالعقوبة ممن لم ينعم عليه كما انعم عليه (المجموع 35/ 230)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير