تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَهْمٌ ظهر لي في آية من كتاب الله سبحانه أشبهت ((المعادلة الرياضية)) أرجو الرفق والإنصاف؟؟!!!

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[02 - 05 - 09, 02:20 ص]ـ

قال الله جل وعلا: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (الطور: 21)

قال البخاري حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مطرف أن عامرا حدثهم عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر. حديث رقم (2882).

انطلاقا من هذه الأثر الذي أخرجه البخاري عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في صحيحه، سأعرض على إخواني فَهْمًا ظهر لي في آية من كتاب الله خلُصْتُ من خلاله إلى نتيجة، اقتنعت بها مبدئيا، لا أذكر أني سمعتها من أحد، وأنتظر من إخواني الكرام، مشايخَ ورُوَّادِ هذا الملتقى المبارك إفادتي، فهم يعلمون أن أخاهم غندر لا يستغني عنهم، لكن أرجو منهم الرفق (فإنه ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه) أخرجه مسلم برقم

(2594).

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وولده من كسبه) أخرجه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي وقال في الإرواء:

إسناده صحيح (3/ 329). (6/ 65/1626).

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)، فهل يقتضي ذلك إذا مات لا يصل إليه شيء من أفعال البر؟

قال: الحمد لله رب العالمين ليس في الآية ولا في الحديث أن الميت لا ينتفع بدعاء الخلق له، وبما يعمل عنه من البر، بل أئمة الإسلام متفقون على انتفاع الميت بذلك، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام، وقد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، فمن خالف ذلك كان من أهل البدع ..... فساق الآيات والأحاديث الدالة على أن الميت ينتفع بعمل الغير من وجوه البر كالصيام والحج وقضاء الدين .......... إلى أن قال:

فهذا الذي ثبت بالكتاب والسنة والإجماع عِلْمٌ مُفَصّلٌ مُبَيّنٌ، فَعُلم أن ذلك لا ينافي قوله:

{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} [وقوله] (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث) بل هذا حق وهذا حق.

أما الحديث فإنه قال: (انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) فذكر الولد، ودعاؤه له خاصّين، لأن الولد من كسبه كما قال: {ما أغنى عنه ماله وما كسب} قالوا: إنه ولده وكما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه) فلما كان هو الساعي في وجود الولد كان عمله من كسبه بخلاف الأخ والعم الأب ونحوهم فإنه ينتفع أيضا بدعائهم بل بدعاء الأجانب لكن ليس ذلك من عمله والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (انقطع عمله إلا من ثلاث) لم يقل: إنه لم ينتفع بعمل غيره، فإذا دعا له ولده كان هذا من عمله الذي لم ينقطع، وإذا دعا له غيره لم يكن من عمله لكنه ينتفع به. اهـ بتصرف مجموع الفتاوى (24/ 306 ـ 312)

وقال رحمه الله:

السبب السادس: ما يفعل بعد الموت من عمل صالح يهدى له، مثل من يتصدق عنه، ويحج عنه، ويصوم عنه، فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن ذلك يصل إلى الميت وينفعه، وهذا غير دعاء ولده، فإن ذلك من عمله قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم، فولده من كسبه ودعاؤه محسوب من عمله بخلاف دعاء غير الولد فإنه ليس محسوبا من عمله والله ينفعه به. اهـ منهاج السنة (6/ 228)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير