[بين الشيخ حمود التويجري و أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري والشيخ ابن باز]
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[03 - 05 - 09, 07:25 م]ـ
في ثنايا كلام لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري عن الشيخ ابن باز رحمه الله في جريدة الجزيرةعدد 9730 الخميس 5 صفر 1420 هـ ذكر وفقه الله قصة حصلت له مع الشيخ حمود التويجري رحمه الله وبين فيها الأدب الجم الذي يتميز به الشيخ رحمه الله واللجنة الدائمة مع المخالف
قال وفقه الله:
(
ولما نشر الشيخ العلامة الورع حمود التويجري كتابه عن خلق آدم على صورة الرحمان، وقدم له سماحته مؤيداً: شق ذلك عليَّ وحررت ثلاثاً وثلاثين صفحة على بطلان هذا القول، وتأذيت كذلك من تعليقات معاصر على كتاب التوحيد للإمام ابن خزيمة رحمه الله حول هذه المسألة يرد عليه، وأقمت البراهين على أن الله خلق آدم على صورته التي كان عليها في الجنة قبل أن يهبط إلى الأرض، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم بين شيئاً من لوازم هذه الصورة لا يجوز حمله على غير آدم، ولا يجوز إضافته إلى الله، ولا يجوز التفريق بين الضمائر المتوالية بغير دليل من لغة العرب أولاً، ثم من مراد الشرع، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم: طوله ستون ذراعاً,, وأطلت الجدل مع سماحته - وهو لا يحب الجدل والتشقيق الفلسفي - فانتهرني، وقال: سبح سبح,, ومع هذا أخذ أوراقي ودرست من اللجنة، فأيدت كتاب الشيخ حمود، ولكنها رأت تداوله بين خاصة العلماء، ولا يُتاح تداوله بين العامة.
وذات ليلة رأيت الكتاب يوزع في ونيت شرقي مسجد سلطانة بعد صلاة التراويح، فصورت بحثي من مئات النسخ، وأخذ الشباب في توزيعها.)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[04 - 05 - 09, 02:18 ص]ـ
ومما جاء في مقاله في المصدر السابق وفقه الله عن الشيخ ابن باز رحمه الله:
ولم يتجاوز رحمه الله العلم بالعقيدة على طريقة أهل الحديث إلى التوسع في العقليات,, على أنني حضرت له - منذ عشر سنوات أو أكثر - درساً بعد صلاة الفجر في مسجد الإمام تركي في فتاوى شيخ الإسلام ابتداء بالعقائد والعقليات، وكان المقرئ الدكتور عبدالعزيز المشعل، فكان سماحته يعلق على اشياء، ويأمر بالتأشير على أشياء، ويتجاوز أشياء,, ولم أستمر في معاودة الدرس، لأنني جئت الفجر مرة مبكراً، وكنت سارحاً في التفكير فجلست في مكان المؤذن الشيخ عبدالعزيز ابن ماجد رحمه الله سهواً، فلما جاء أقامني بنهر، وقال: ليس هذا مقعداً لك، فجلست وراءه في الصف الثاني، وكان الدكتور المشعل ملاحظاً للحركة، فأفسح لي ودعاني,, وبعدها تكاسلت وآثرت التتلمذ على كتب الأموات.
ثم قال
وكان رحمه الله يلاين الناس ويداريهم لمصلحتهم، والحرص على هدايتهم,, وإذا لم تنفع الملاينة استعمل نفوذه، فعندما ألّف أحمد عبدالغفور عطار - عفا الله عنه - كتابه ويلك آمن، وكان تهجماً على الشيخ الألباني بتهويش صحفي دون تحقيق علمي راسله ولاطفه، ثم استدعاه، وحاوره باللين، ودعا له,, فلما رأى الإصرار والعناد وعدم الدفع بحجة أحرق ما وصل إلى المملكة من الكتاب، ومنع ما لم يصل.
وكان ذا عقل راجح، وكنت ألّفت كتاباً أثبت فيه رجوع الصنعاني عن مدحه للإمام محمد بن عبدالوهاب,, وليس ذلك رجوعاً عن دعوة السلف، ولكنه صدَّق أكاذيب بلغته من مربد التميمي والوهيبي كلها كذب على الشيخ,, وأثبت أن الشنائع التي رد عليها ابن سحمان ليست من كلام الصنعاني، بل من وضع حفيد له غير سلفي,, وأجزت الكتاب من رقابةالمطبوعات بالمدينة المنورة، ودفعتُ به لمطابع بالمدينة، فلما بلغ الشيخ خبر الكتاب اتصل بي الدكتور محمد بن سعد الشويعر يطلب الكتاب، ثم بلَّغني أن لا أطبعه، فامتثلت وسحبت الملازم، ثم استطلعت رأي سماحته بعد ذلك عن سبب المنع، فقال رحمه الله: إن عامة الناس لن يفهموا حقيقة مقاصدكم، وسيُحدث تشويشاً على الدعوة ورجالها، ثم أسهب في بيان الحق الواجب للإمام محمد وذريته وأحفاده، وأنه ليس في نتيجة تحقيقي ثمرة كبرى فحمدت لسماحته هذا العقل الراجح، وتوقفت عن إهداء الصور الخطية من الكتاب، وعلمت أن الارتباط مع آل الشيخ - عقلاً، ووجداناً - ارتباط بهذه الدعوة المباركة.
إلى أن قال
ثم لازمت دروسه عندما انتقلت للرياض من عام 82 إلى 1388ه، ثم استجدت لي أحوال، فهجرت دروسه لاجفاء منه، ولكن وحشة مني، فإن زرته لماماً أكثر العتاب والدعاء معاً، وقد فصَّلت ذلك في التباريح، وفي كتابي تحرير بعض المسائل على مذهب الأصحاب.
وقد أبلغني فضيلة الشيخ محمد العبودي - بدون سعي مني - أنه حاول مع سماحته أن أكون كاتباً عنده، فلم يستجب، واكتفى بالدعاء لي بالهداية.
ولما التحقت بالمعهد العالي للقضاء كنت ذا هيئة غير هيئة الطلبة: ألبس العقال، وأتحيف اللحية، وألبس الكبك، والسختيان، واللباس الأنيق، وأعبث بالسبحة,, وكان أهل الخير يوصلون كل ذلك لسماحته فلا يرد عليهم بغير الدعاء لي بالهداية.
وفي الاسئلة التحريرية النهائية كانت أجوبتي مخزية في مادة الحديث التي يدرسها، وكنت أغطي جهلي بالتقعر والتفلس، ونجحت في المادة نجاحاً على غير ما ينبغي,, وعلم من أهل الخير أن تلك أجوبتي، فاشتد فيما بعد حزنه وتقريعه,, ولم يرتح إليَّ إلا منذ عام 1406ه تقريباً عندما أقلعت عن خزعبلات الفن، وأذن لي بخطاب رسمي بتدريس صحيح البخاري في مسجد سلطانة، وإنما اراد رحمه الله جَرِّي إلى الحديث وعلومه، واشترط البعد عن الظاهرية، وقال لي: إنه قرأ في المحلى أول ما نشر، ثم هجره لما فيه من حدة وعنف.
ومن الشباب أهل الخير- وأعرفه باسمه ورسمه - من بلَّغه أنني كتبت على باب منزلي دارة ابن حزم وعلى الآخر دارة داوود، فقال: يقال: إنك كتبت كذا وكذا؟.
فقلت: نعم,, أنا ظاهري بأصول فكرية ولغوية، وهذان من أئمة المسلمين,, ولا يعني ذلك أنني تابع لابن حزم في أغلاطه الفقهية والعقدية، فسر رحمه الله بذلك، وحذرني من مزالق ابن حزم وعلماء الكلام، وأوصاني بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزيه
رحمه الله وأعلى درجته
¥